23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

موتورة ألآتفاق النووي والحقيقة العميقة

موتورة ألآتفاق النووي والحقيقة العميقة

المروءة : هي ألآنصاف وألآصلاح
والكلام : هو أخراج ما في الضمير 
مشكلة العقل البشري أنه لم يفهم خطاب السماء , وعدم الفهم هذا هو مشكلة بنيوية لآن الحكمة ألآلهية التي خلقت الكون وجعلت ألآنسان خليفة ألآرض , أعطت لهذا ألآنسان كل ما يحتاجه من أجل مواكبة الحياة , والحياة بطبيعتها المخلوقة لله بعلم وحكمة فيها أضداد , وهذه ألآضداد هي من سنخ الحاجات التي ستواجه ألآنسان , فالرغبة في الزواج تصطحب معها تعدد ألآعباء والمسؤوليات , وبعض هذه ألآعباء والمسؤوليات سينظر اليها لدى البعض بمنظار سلبي فكانت المثلية  , والرغبة في الطعام ستكون مصحوبة بالنهم والجشع , والرغبة في الغنى ستكون مصحوبة بالبطر والغرور , والرغبة في السلطة ستكون مصحوبة بألآستعلاء والجبروت , بينما نرى الرغبة في التواضع ستكون أكثر ملائمة وأستقرارا لنفس صاحبها , ولكن سيوجد من يتهمها بالضعف , والرغبة بألآيمان , ستجد من يواجهها بالرفض الذي يتخذ جانب العنف أحيانا لآن ألآيمان بالله هو تهديد للزعامات الفردية التي تسخر الناس لخدمنها وتجعل منهم أتباعا وعبيدا في الدنيا ثم تتركهم ومصيرهم عندما يرتحل الناس من هذه الدنيا عبر محطة الموت , وهذا ألآرتحال هو قدر محسوب بعناية من خلق وقدر وهو الله تعالى , من هنا تظهر مشكلة العقل البشري الذي لايفهم هذا السياق الفطري لتكوينه والسياق العلمي لخلق كون مترابط يعيش بين جنباته ألآنسان ولكن عملية التفكير الخاطئة تأخذه أحيانا ليجعل من نفسه في مكابرة مدمرة ندا لمن خلق , وعدوا لمن أمن بالذي خلق , ولهذا أصبحت العناوين المختلقة بدون وعي حقيقي بسنة الكون هي غايات مستحدثة ومصطنعة للآنحراف عن بوصلة السماء , فألآسرة , والقبيلة , والحزب , والسلطة الزمنية ” الحكومة الوضعية ” هي بدائل للولاء الوضعي , ونتيجة حاجة ألآنسان الفطرية للمثل ألآعلى والرمز , أصبحت ألآصنام بديلا عن الرب الخالق  الحقيقي , مثلما أصبح الطعام والشراب مجرد أشباع لذة لاتلتزم بما تقرره السماء , ومثلها أصبح الزواج لدى البعض متحللا من منهج السماء فنادى البعض جهلا بالزواج المدني , ومثل ذلك التجارة والمضاربات والبيع والشراء حتى أصبح الربا عرفا لازما للتعامل ألآقتصادي , وأصبحت العلاقات أقرب للآرتباط بالمفهوم المادي ألآرضي مما أبعدها عن منهج السماء ذات الطبيعة ألآخلاقية ألآنسانية , فأنحراف بوصلة الحكم حيث ظهرت الدكتاتورية بكل مفاسدها  ومعها أنحراف العلاقات ألآجتماعية حيث كثر الكذب والنفاق والغش والخيانة , وهذه المظاهر أسست لضياع الصدق وتشويه الحقيقة وهذا التشويه حصد كثيرا من الضحايا ممن يتصورون أنفسهم من الناصحين أو المصلحين أو من الملتزمين بألآعتدال وهم ليسوا كذلك , فالذي يستشهد بأبي جعفر المنصورفي رأيه في حكم علي بن أبي طالب  من خلال ما أورده صاحب كتاب ” مروج الذهب ” لم يعرف أن لاكتاب مروج الذهب حجة مقبولة لما حواه من متناقضات ولا المنصور العباسي حجة لآنه كان يلقب ” مقناص ” في طفولته لآنه سرق بضعة دنانير من خادمة عائلتهم وهي من سمته مقناصا وكشف هذا السر الراهب المسيحي الذي ألتقى بعلي بن يقطين الذي كان يرافق المنصور وهو يبحث عن صلاحية تربة ومكان بغداد لتكون عاصمة لحكم العباسيين بدل الهاشمية , ودون الخوض في التفاصيل ألآ أنه من المناسب أن نقول أن من كان سارقا لايستحق ألآحتجاج برأيه , ثم أن المأمون العباسي قال لآصحابه تعلمت التشيع من أبي هارون الرشيد , قالوا وكيف ؟ قال : رأيت يوما أبي يكرم ويجل موسى أبن جعفر في مجلسه فقلت له ياأبي أراك تحارب هذا الرجل في العلن وتكرمه في السر ؟ فقال الرشيد : يا بني هذا أمام الحق , وأنا أمام الظاهر والغلبة ولو نازعتني الملك لآخذت الذي فيه عيناك ؟

أما التعليقات الموتورة حول لماذا ترك ألآمام علي المدينة المنورة الى الكوفة ولماذا يصف أهلها بأشباه الرجال , فتلك مما يحسب للآمام علي لاعليه لمن يعرف أسرار الحقائق بعمق , ولكن الذي تربى تابعا لآحزاب لاتعرف هوية ألآنتماء الى بوصلة السماء لايمكنه أدراك ومعرفة أسرار ألآحداث التي جعلت ألآمام علي يدفن ليلا في مكان لم يكشف عنه حتى عرف ذلك المكان هارون الرشيد من خلال عدم أقتراب ألآسود الى تلك البقعة مما جعله يسأل أعرابيا فقال له هذا قبر علي بن أبي طالب مما حدى بهارون الرشيد أن يبني له قبة , ثم أن هجرة رسول الله “ص” من مكة المكرمة الى يثرب يمكن أن ينظر اليها من لايعرف سرها بما لايتناسب معها , مثلما يمكن لمن لايعرف أسرار الحكم ألآلهي أن يعيب على الخالق موقفه من أبليس وكيف تمرد على أوامره , وكيف أصبح المشركون والكافرون والمنافقون أعداء لرسالة السماء ؟

كذلك فأن الكتابات الموتورة التي تقسم من تحدث عن ألآتفاق النووي الى ثلاثة أقسام أستسهالا للتقسيم العددي الذي يغري بغير الحق , ومن ينظر للشيعة بعينين أنما نسي أنها لاتعمى ألآبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , فالذي لايحسن العلاقة مع النساء كما تريد السماء لايمكنه أن يكون حكما في مسألة الموقف من ألآتفاق النووي , ولا حكما في النظر في حالة الشيعة العرب والتجنس لآنه لم يفهم معنى كلام رسول الله “ص” : من تكلم العربية فهو عربي ؟

ومن يخلط بين صدام حسين والسيد الخميني كمن يخلط بين العلم والجهل وبين الظلمة والنور , وعند ذلك يصبح عذره جهله ؟

ومن هو طارئ على السياسة لآنه كان يوما في بدايات ألآحتلال ألآمريكي للعراق تابعا صغيرا لمن كانوا يتخذون من الرياض وجدة قبلة لهم وفيهم من لايعرف التوجه للقبلة حتى قال أحدهم: أتشرف أني لم أمارس الصلاة ولا الحج وهو  من أستلم الدولارات ممن قنواتهم الفضائية ” أم بي سي ” تعج بكل الخليعات وتتبارى في شهر رمضان بكل المسلسلات الغارقة بألآنحراف الفكري والجنسي ودولتهم لاتزال تمنع المرأة من قيادة السيارة ويرى مفتيهم بأن المثلية ” اللواطة ” لها أصل ديني ؟ ثم غرقوا بحرب اليمن حتى أصبح قتل اليمنين مستباحا وهو مايثلج صدور الصهاينة الذين وجدوا ضالتهم في داعش وجبهة النصرة ومعها أنظمة التبعية العربية , فالذين لايكتبون عن داعش وأنظمة التبعية من العربان المنشغلين بسباق الهجن هم المغفلون حقا وهم الذين لايمكنهم أن يقيموا الشيعة العرب ولا السنة العرب , ولا يمكنهم أن يقيموا المقاومة ومن يقف معها , ولا يمكنهم أن يفهموا ألآسلام العقائدي ومن ينذر نفسه في سبيله كحسن نصر الله الذي لايمكن مقارنته بأحزاب السلطة في العراق ممن عرفوا العناوين ولم يعرفوا التفاصيل فكانوا في مفهوم الجيوسياسي من الفاشلين وأخطاؤهم حصرا عليهم وليس للآسلام والدين مشاركة في ذلك لآن القرأن أول من أنتقد المتدينين وعراهم بلا هوادة بحيث لم يترك مجالا للمساومة على ذلك الموقف المبدئي الذي راح من يدعي الحداثة بدون حداثة ومن يدعي المدنية بدون مدنية يعتبر أخطاء المتدينين هي أخطاء الدين وألآسلام متخذا من ذلك فرصة للتشهير والتسقيط وهي عملية لا أخلاقية لا تستند الى وعي في التاريخ ولا فهم للآفكار .

أن من يريد أن يعرف الحقيقة العميقة في المقاومة أو في ألآتفاق النووي عليه أن يكون ملما بالجيوسياسي أقتصادي وملما بتاريخ المنطقة والعالم على ضوء القراءة المعززة بألآدلة والمعايير العقلية دون ألقاء التهم وألآحكام الجزافية , وأن يقرأ شخصية الرجال بعيدا عن العقد الشخصية والطائفية والعنصرية , فمن أستمع لآوباما في كلمته عن ألآتفاق النووي رغم كل الحشد الكلامي لصالح أمريكا ألآ أنه قال : كان ألآيرانيون ندا ذكيا لنا ؟ والذي يفهم ما بين السطور في السياسة يعرف لما تقول أمريكا ألآن : لابد من مشاركة ألآيرانيين في حل القضية السورية , ثم هذا التسارع لزيارة أيران من قبل وزير خارجية فرنسا وألمانيا وأيطاليا , ومعها زيارات النواب الفرنسيين وألآيطاليين وبعض ألآوربيين وألآمريكيين الى سورية , وسعي بعض الدبلوماسيين الغربيين للقاءات مع قادة حزب الله اللبناني ثم التلميحات ألآمريكية ليكون حزب الله اللبناني طرفا في بعض المسائل ألآقليمية , ثم هذا ألآصغاء والمتابعة ألآعلامية المركزة لخطابات السيد حسن نصر الله وثقة ألآسرائيليين ” الشعب ” بما يقوله السيد حسن نصر الله بناء على تجربة وأرقام ميدانية , بينما يظل من هو طارئ على الكتابة والسياسة في العراق والمنطقة العربية يلوك الحقد ويكرر أحاديث العقد الطائفية وينسى عدوه الوجودي داعش وعدوه المصيري أسرائيل ويختلق أعداء وهميين مثل أيران والشيعة أو السنة في عملية ضياع فكري تجعل صاحبها خارج التاريخ .

أن العقل العربي الحر هو المتصالح مع الحقيقة العميقة , والحقيقة العميقة تقول على العرب أن ينظروا لآيران بغير ما سوقته لهم سايكس بيكو وما يسمى بالربيع العربي وما جناه أحمق من صبيان البعث العفلقي ذلك هو صدام حسين الذي أدخل العراق في الحروب العبثية , فلو كان هناك عقل عربي فاهم لقام بالوقوف مع ثورة ألآيرانيين ضد الشاه حتى تستعيد المنطقة سيادتها وكرامتها وأقتصادها وحريتها , ولكن لغياب العقل السياسي لدى أنظمة السلطة أندلعت الحروب ومعها المأسي والفرقة وكل أنواع التخريب حتى حلت داعش وعصابات التكفير ألآرهابي التي وجدت فيها أمريكا وأسرائيل وسيلتها لتمزيق المنطقة وتدميرها كما حدث في سورية والعراق ومصر وتونس والجزائر ولبنان واليمن والمسلسل ينتظر الجميع , والمغفل هو الذي لازال يلوك تسميات وعناوين سايكس بيكو وما يسمى بالربيع العربي ويستحضر بشكل غير مباشر فكر أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب الذين ضيعوا الحقيقة حتى أصبحت السلفية مذهبا وهي ليست كذلك والصفوية والمجوسية والفارسية عناوين للمبارزة العنصرية الفاشلة التي حرمها رسول الله “ص” بين ألآوس والخزرج وهي من أسباب أنتصار ألآسلام وكتابة دستور المدينة الذي أعطى لكنائس المسيحيين حماية ورعاية تسبقها رعاية أنسان أهل الكتاب وأنسان الملل ألآخرى وذلك هو محور ألآنسانية التي ولدت عبر تشريعات ألآسلام ومدنيته التي تريد عصابات داعش تشويهه وذلك دونه خرط القتاد