23 ديسمبر، 2024 1:22 م

موتوا عطشا يا أبناء العراق

موتوا عطشا يا أبناء العراق

عندما يسيطر الحقد الأعمى على قلب احدهم يكون لديه استعداد لإلحاق الأذى بالآخرين وقد يوصله هذا الحقد إلى مصادرة حياتهم من اجل إرضاء نزعة إجرامية لا يمكن إيجاد تفسير لها في علم النفس البشري سوى أنها (سادية متطرفة) موغلة في الانتقام من الأخر نتيجة حقد دفين وهذا بالضبط ينطبق على حالة المدعو (طه الدليمي) الذي دعا تنظيم داعش الإجرامي إلى قطع مياه الفرات عن الوسط والجنوب ليموت الشيعة عطشا دون تمييز بين الصغير والكبير وبين النيات والحيوان فنفس طه الدليمي المريضة تدعوه نحو تدمير سكان مدن سومر وأور وكيش وبابل لان وسلوكه هذا نابع من الحقد الطائفي المقيت الذي يكتنزه هذا المجرم الذي لو مكنه الخالق من رقاب الناس لتولى يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل .

لا نستغرب مثل هذا الموقف من طه الدليمي أو غيره ممن تربى على فلسفة الدم ونحر الأبرياء العزل وشق بطون الحوامل وقطع رؤوس الأطفال فهو وارث حرملة بن كاهل الذي ذبح سهم قوسه المشئوم طفلا رضيعا كان أبوه الحسين بن فاطمة الزهراء يستسقي له القوم ويقول ( يا قوم اسقوا هذا الرضيع ماء أو خذوه واسقوه الماء) لكن كان فطام هذا الرضيع هو حر سهم المنية فرفرف بين يدي أبيه كالطير المذبوح ثم اعتنقه بأذرعه الصغيرة البضة لافظا أنفاسه الأخيرة عطشانا.

هذا الفكر المتطرف هو نفسه الذي دس أصابعه في التاريخ ليصور لنا أن نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وصحبه البررة أمر المسلمين بطمر آبار بدر ومنع المشركين أن يشربوا منها رغم أن الحقيقة ليست كذلك ولكن من اجل تبرير فعل جيش يزيد بن معاوية في يوم عاشوراء ومنعهم سبط رسول الله وسيد شاب أهل الجنة أن يذوق ماء نهار الفرات هو وأولاد فاطمة الزهراء وكذلك أنصارهم، تم دس هذا السلوك البعيد عن الإنسانية ونسبته إلى نبي الرحمة محمد (ص) ولو سأل سائل من أين أمكنك استنتاج هذا أقول له من خلال سلوك علي بن أبي طالب في واقعة صفين فبعد أن ملك جيش معاوية شط الفرات ومنع جيش أمير المؤمنين علي من شرب الماء خاطب علي جيشه وقال (الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين) فهب جيش علي وأزاح جيش الشام عن الفرات ثم إن علي بن ابي طالب الذي تربى في مدرسة خاتم الأنبياء سمح لجيش معاوية بشرب الماء … وبهذا يمكنك الاستدلال عزيزي القارئ إن سلوك قتل الناس عطشا هو سلوك أموي بحت وليس سلوكا محمديا وان من يدعو إلى قطع المياه عن وسط وجنوب العراق لكي يموت الشيعة وأبنائهم عطشا .. لا يمت الى الإسلام المحمدي بصلة وان طه الدليمي رجل يمثل بنو أمية بكل أحقادهم وأفعالهم المشينة التي حرفت رسالة خاتم الأديان عن مسارها الذي خطه حبيب اله العالمين .

ورغم أن قواتنا الأمنية استطاعت التصدي للظلاميين الذين قطعوا المياه وفتحوا السد لتتدفق نعمة الماء معلنة استمرار الحياة ومقاومة النور للظلام إلا ان هذا السلوك الاجرامي للتنظيمات الإرهابية يستدعي من أبناء العراق التوحد ونبذ الفرقة والوقوف بكل اخلاص مع قواتنا الأمنية وهي تقارع شرس هجمة إجرامية في العصر الحديث .

بقيت هناك مسألة أحب التنويه إليها ….هي لنفترض أن طه الدليمي دعا الى قطع المياه عن اليهود في مكان ما في الكرة الأرضية فهل كان المجتمع الدولي ليقف مكتوف اليدين أمام هذه الدعوة أم سيحاسبه كمجرم ضد الإنسانية وانه يدعو إلى معاداة السامية لتلاحقه المحاكم الأوربية والغربية أينما حل رحاله .