حين اندلعت ِنيران (داعش)، وهبت عواصف الذبح والاغتصاب والاستيلاء على الارض وتهجير العوائل بقوة اذهلت معظم المراقبين في العالم وظنوا ان (داعش) خنقت العراق وستجعله (حجرا على حجر)، وستكون بداية لسلسلة من المتغيرات تشق بها الصف الرصين للعراقيين، وخلق انواع من البلبة التي تفرق النسيج الاجتماعي المتماسك لعهود تاريخية وتراثية عميقة. القاصي والداني بات يعرف ان الحشد الشعبي ولد من صوت المرجعية الدينية العليا، ليجهض تجمع قوى الشر ويحجم توسعهم، وختم بقوته كل الاقاويل والظنون والاحلام بكشف معالم جرائم (داعش) التي فاحت على كل الانوف في العالم، وهو موقف مشهود له سجل بحبر عرق الجبين ودماء الشهداء.
المطلوب قوة جديدة لوضع النقاط على الحروف، حتى لا تختلط الامور، وتستمر عشوائية النصوص المسرحية التي يعدها الخونة ضد اصالة قرارات وبيانات المرجعية الدينية العليا، فما يحدث هذه الايام من شذوذ في التصرفات ضدها، يتطلب وقفة جريئة مع الذات، ومع الاصدقاء الذين يطعنون بيد ويقدموا باليد الاخرى زهرة سلام، لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
الشارع العراقي اكبر سياسي ديني في العالم، عرف اللعبة وشخص الفاعلين، ولا يريد ان يخطو خطوة دون قائد عالم في مجريات الوضع الراهن، الجميع يبحث عن نقطة فراغ ليملائها بدم الابرياء، وبالرجوع الى الاسباب التي ادت الى نجاح مؤامراتهم المزدوجة في العراق ،والتي لم يشهد بلد في العالم مثيلا لها، ولا في التاريخ القديم والحديث من انحلال الشعب وجعله يغرق في بلده ويتشرد، بسبب سياسة (فرق تسد)..ولكن من عاصروا عهود المرجعية الدينية في العراق وخارجه او الذين قرأوا عنها، ان تلك العهود كانت تعتمد سبيل الحفاظ على وحدة المسلمين وحقن دمائهم على اكبر قدر ممكن من بقائها وسط سلطات جائرة وقاسية ودموية.
اليوم المرجعية الدينية العليا ملزمة ان تكون ذات القوة المعهودة في مواقفها المشهودة، لتوقف اشاعات التفرقة والافساد بين ابناء الشعب الواحد الواقع تحت نيران الفساد السياسي… والشعب ما زال يملك مقومات النهوض ويتمتع بروح المبادرة الفردية والطاعة المطلقة لكل بيان اصلاحي تقره المرجعية الدينية..والعالم بات يعرف ان ورائها طاقات بشرية مؤهلة لقيادة العراق سياسيا وإداريا..كذلك المواطن ملزم ايضا للمشاركة في حفظ الامان والامن، وعليه ان يكون حرا ومدركا للاهداف الدنيئة التي يحاول بعض اصحاب النفوس المريضة ان تسئ للعراق وللمرجعية الدينية العليا، هذه الفئة الضالة تحاول وبكل الوسائل القذرة والشريرة، خلق احداث وبلبلة ونشر الفتنة بين المواطنين بواسطة دس عناصرها في الاماكن الامنة والتي يؤمها المواطن المسالم..والذي حصل داخل الصحن الحسيني الشريف زاد المواطن ايمانا واعتقادا ان الله عزوجل والحسين عليه السلام خير حافظين للمرجعية الدينية ورجالها الاوفياء الانقياء الصادقين في القول والعمل.