مواقف جدلية للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

مواقف جدلية للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، (1294 – 1373 هـ) علم من اعلام الشيعة بعلمه وجهاده ومواقفه التي يدعو فيها لاتحاد المسلمين وله شهرة واسعة في الوطن العربي لاسيما بعد مشاركته في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في القدس ، واما مؤلفاته فهي كثيرة لكن اشهرها الذي طبع عشرات المرات هو ( اصل الشيعة واصولها ) ، وان كانت شهرته جاءت مع تزعم السيد ابو الحسن الاصفهاني للمرجعية المطلقة له تقريبا وكلاهما من دعاة الاصلاح ولكن هنالك مواقف للشيخ كاشف الغطاء لا اريد ان اعقب عليها من حيث النقد بل من حيث الاستفسار .

يقول الاستاذ جعفر الخليلي في موسوعته هكذا عرفتهم : عند زيارتي للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في مستشفى الكرخ ببغداد وجدت جمعا من المشايخ والوجوه وهم يخوضون في بحث كتاب (وعاظ السلاطين ) للدكتور علي الوردي الذي كان قد صدر منذ ايام قريبة ، وقد انتقدوه واشكلوا عليه مما حدا بالشيخ ان يفرغ جام غضبه على ارشد العمري الذي كان في زيارة له وطلب منه ان يتخذ كافة الاجراءات الممكنة بحق علي الوردي

يقول الخليلي وانا كنت قد فرغت من الكتاب اليوم فانبريت للقوم افند ادعاءهم واروي للشيخ اراء الوردي على حقيقتها بالرغم من اني كنت واحدا وكانت الحاشية التي احاطت بالشيخ جمعا كبيرا وشهدت بخلافهم مادحا وعاظ السلاطين فاقتنع براي وارسل احدا الى ارشد العمري ليخبره بانه قد تسرع في طلبه بمعاقبة الدكتور علي الوردي لانه لم يكن يقرا الكتاب (ج1/ ص 249 ـ 250 )

اقول ايصح ان يصدر من الشيخ امرا على وفق عدة شهود دون الاستماع للراي الاخر او قراءة الكتاب ؟هذا اولا ، وثانيا ايصح ان يستمع لراي شاهد واحد ضد عدة شهود ؟ ثالثا ان كتاب وعاظ السلاطين مليء بالافتراءات والاكاذيب والتهجم على القيم الاسلامية منها مثلا ان المجتمع الملتزم بالحجاب تكثر فيه افعال الشذوذ الجنسي وحتى نعت كل الوعاظ الذين ينصحون الالتزام بالحجاب انهم يمارسون الشذوذ

موقف اخر عندما قرر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء تجديد بناية مدرسته قبل ان تتهدم وكانت مادة ( الشيلمان ) مفقودة وقيل له تستطيع ان تستخدم حديد السكك الحديدية وبالفعل كتب الى نوري السعيد يريد منه هذا الحديد فبعث له ما يريد حتى اكمل بناء المدرسة وارسل له بتسديد مبلغ الحديد فرفض الشيخ كاشف الغطاء قائلا انا عراقي ولي حصة بالنفط وهذه حصتي ، فارسل نوري السعيد وزير الاعمار ضياء جعفر الى النجف لاستحصال المبلغ فلم يعطه الشيخ قائلا له ان وزير الاعمار وليس الاستعمار ، فعاد بخفي خنين ولم يستلم ولا دينار واحد ، يقول الدكتور محمد حسين الصغير رحمه الله ان ضياء جعفر فرح كثيرا باجراءات الشيخ كاشف الغطاء

الوم يقوم بعض عوام الشعب بسرقة الممتلكات العامة بحجة ويقولون انها حصتهم من النفط التزاما بما قام به الشيخ

موقف اخر ، يرى الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء أن ثورة العشرين لم تحقق أي إنجاز فقد جاء في مذكراته المخطوطة، عن ثورة العشرين وعن الشيخ محمد تقي الشيرازي: ان الميرزا الشيرازي (قدس سره) لأنه سلس القياد، سريع الاعتقاد، حسن الظن فأقنعوه على الموافقة على الثورة واستدرجوه… ( يعني مع الاسف )

وتحرك أولئك الرؤساء لتنفيذ مكاسب لهم، والوزر والكفاح على أولئك الأغبياء، وكانت النتيجة لأولئك الذين أصيبوا في تلك الحوادث بشوكة، ولا خسروا في الثورة قلامة ظفر، ولا نريد أن نأتي على تفاصيل تلك الثورة وشؤونها وشجونها ، فإنها تحتاج إلى إفراد مؤلف واسع، وقد كتب كثير من الكتبة فيها ولكن لم يأتوا على جميع أسرارها ودقائقها ، ولا تزال تلك الحقائق مطمورة في الصدور دون السطور إلى يوم النشور

موقف اخر كان الشيخ اصلاحي مؤيدا للسيد الاصفهاني بخصوص بعض الشعائر الحسينية ، مما كان يجرى في ايام عاشوراء وهي بدعة من البدع التي يحاسب عليها الله ، ومع ان مثل هذا التحريم كان من مبادىء الشيخ محمد الحسين وكان مما يتفق واتجاهاته الاصلاحية ولكن العواطف كانت قد عملت عملها فلم يؤيد السيد ابا الحسن في فتاواه حتى ان الخطيب صالح الحلي الذي كان الشيخ يؤيده في معتركه مع السيد الاصفهاني

موقف اخر يقول جعفر الخليلي سمعني مرة اثني على السيد الاصفهاني باعتباره اول من حكم بطلاق امرأة من زوجها دون الرجوع للزوج فقال انا الاول وقبل السيد ابي الحسن بسنوات ، فسألته عن المسوغ ؟ عن المسوغ الشرعي لا المدني طبعا الذي له اصدار مثل هذا الحكم بينما لم يسبق لاحد من الأئمة فضلا عن العلماء من يبيع استطاع ان يفتي بمثل هذا او ما يشبههه ؟ فاجابني بكل ثقة وصرامة قائلا : « ان المجتهد مشرع یا عمى ؟ . ..!!

وهنالك خصلة يتصف بها الشيخ كاشف الغطاء انه يغير رايه اذا ثبت له ان هنالك مستجدات بخصوص ما قال رايه فيه اقول رايه وليس حكم شرعي ، واخيرا ان كل هذه المواقف لابد وان تكون للشيخ كاشف الغطاء مبررات لها والله العالم