18 ديسمبر، 2024 8:17 م

مواقف ثابتة لم تتغير… فلسطين “هم” سورية الأول

مواقف ثابتة لم تتغير… فلسطين “هم” سورية الأول

قد يتفاجأ البعض موقف الشعب السوري مما حصل في فلسطين وتضامنه مع الفلسطينيين وخروج المسيرات المنددة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة وكذلك الموقف الثابت لسورية تجاه فلسطين، السؤال الذي يفرض نفسه دائماً على مر السنوات الماضية هو: كيف لشعب يعيش في ظل عدوان منذ قرابة عشر أعوام ورغم كل هذا يتضامن مع القضية الفلسطينية؟

 

والإجابة على هذا السؤال سهلة جداً… إنها فطرة توجد لدى كل سوري تربى عليها منذ الصغر فمواقف الشعب السوري واضحة منذ قدم الزمان.

 

القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة السورية…. بهذه الكلمات دائماً ما كان يبدأ الرئيس الأسد حديثه عن فلسطين في كل محفل دولى، حتى وإن كان الحدث لا يتعلق بالنقاش حول القضية الفلسطينية، ويتعهد ببذل الجهود السورية لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة .

 

اليوم لا تحتاج سورية بكافة مؤسساتها، لكثير من البراهين والأدلة، لبيان المواقف السورية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ولا تحتاج إلى كتاب ابيض يوضح فيه إن القضية الفلسطينية بالنسبة لها هي هاجس دائم وهم يلازمها في كل زمان ومكان، ففلسطين جزء من الذات السورية، فلا فلسطين قادرة أن تتحرر من دون سورية ولا سورية قادرة أن تدير ظهرها لفلسطين لأنها عندئذ تفقد معناها ودورها وذاتها مثل غيرها من الدول العربية التي تخلت عن قضيتها المركزية، ومن هنا، فإن فلسطين الوطن والشعب والقضية، تتأثر بكل تفاصيل ما يدور في سورية، فسورية كانت ولا تزال ترى في فلسطين قضيتها المركزية قولاً وممارسة.

 

إن القضية الفلسطينية بالنسبة لٍسورية رسالة ومستقبل، ولم يخل أي خطاب سوري من إيلاء فلسطين وأهلها وقضيتها العادلة كل إهتمام ورعاية، وقد شكّل الموقف السوري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرديف والسند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وقد دفعت سورية ثمن هذا الموقف طيلة العقود الماضية، وتحمّلت في سبيل القضية الفلسطينية ما هو فوق طاقاتها وإمكانياتها إنسجاماً مع ثوابت النهج والرؤية لهذا الوطن في مواقفها من فلسطين، التي لا تحتمل التشكيك والتدليس، فسورية ستظل حائط الصد للمحاوﻻت الاستعمارية وفى القلب منها شبابها المخلص.

 

واليوم فلسطين موجوعة تصرخ وحيدة والمسماة بالجامعة العربية لم تجتمع لأن لا هم لها سوى ضرب العرب والعرب لا يضربون إلا بفلسطين، فلسطين هي التي تكشف اليوم الأقنعة بدماء شهدائها ودماء أطفالها، وهي التي كشفت اليوم الزيف العالمي الذي يتكلم بحقوق الإنسان، إذاً أين المؤسسات الدولية؟ أين مواقف الدول الكبرى التي طرحت شعار حقوق الإنسان تتحرك عندما تتطلب مصالحها أن تتحرك باسم حقوق الإنسان في حين لا أحد يهتم اليوم لا بفلسطين ولا بالشعب الفلسطيني ولا بأطفال فلسطين.

 

هكذا هي صورة الصهاينة والغرب البشعة، روغم كل هذا إلا أن السوريين لا يزالون يقاومون بكل شراسة وبكل قوة وسيقفون صامدين ضد هذا العدوان وكذلك سيقفون مع الشعب الفلسطيني لأنها فطرة تربى عليها كل سوري أصيل.

 

وأنهي مقالتي بالقول أن القضية الفلسطينية كانت على الدوام في حاضرة الوجدان السوري، لذلك يبقى التضامن مع فلسطين الأوتوستراد الذي يجب أن يسير فيه قلب كل عربي، ويجب على الأمة العربية إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعدم تركها وحيدة ينفرد بها العدو الصهيوني، الذي استغل هذه الأوضاع فضاعف من إجراءاته العدوانية لتهويد القدس من خلال الإعلان عن إقامة آلاف الوحدات السكنية وهدم المنازل بعد مصادرتها وإرهاب المصلين وفق نهج مدروس لتقسيم المسجد الأقصى، فضلاً عن تعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر مفتاح الأمن ولاستقرار والتنمية والتي تتحقق عن طرق التضامن الداخلي والالتزام بوطن واحد لا يقبل التقسيم أو العبث بمقوماته الأساسية ووجود إرادة عربية قوية وصريحة تتعامل وتؤمن دائماً بالقضية الفلسطينية وتعمل على حلها.

 

فتحية من سورية المرابطة، من سورية جمال عبد الناصر إلى أطفالنا في غزة وإلى كل مقاوم وكل شهيد يسقط على أرض فلسطين من أجل تحريرها شبراً شبراً.

[email protected]