23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

مواقف الدول وتوسع نطاق الحرب في اوكرانيا

مواقف الدول وتوسع نطاق الحرب في اوكرانيا

بشكل مؤكد تختلف نظرة كل دولة من دول العالم بشأن الحرب في اوكرانيا. ففي الوقت الذي توحدت نظرة دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وخاصة الدول الاوروبية حديثة العهد من ناحية الانتماء للاتحاد (EU ) توحدت اتجاه” العملية العسكرية في أوكرانيا”كما تسميها روسيا , تقف بعض الدول في اسيا وافريقيا موقفا اما محايد او مناصر الى حد ما للاتحاد الروسي وخاصة الدول ذات الانظمة الشمولية مثل الصين وغيرها التي تسعى الى ضم بعض الاجزاء المسلوبة منها( تايوان ) كما تعتقد. وكذلك الحال مع الهند التي لها مشاكل مع باكستان بشأن كشمير.
كما ان كل انظمة الحكم في العالم لها مواقف من الحريات المدنية للمواطنين و من الحفاظ على التقاليد والمعتقدات واحياء الامجاد الماضية ومن مدى امتلاك السلطة من قبل من يكونوا على راسها سواء فردا او مجموعة. ففي النظم الديمقراطية الشعبوية ( Populist Democracy) تحاول النخبة الحاكمة حماية البلد من المهاجرين والاجانب واعادة بناء الامجاد. و في النظم الديمقراطية غير الليبرالية( Illiberal Democracy) تسعى النخبة الحاكمة الى الحفاظ على اعراف وتقاليد وعقائد البلد ولكن يتم الى حد كبير عبر تقيد الحريات المدنية فيما تنعدم هذه المرونة تماما في النظم الدتسلطية(Authoritarianism ) حيث تكبت تماما الحريات المدنية وتسعى النخبة بكل جهدها وبكل ما في حوزتها احياء امجاد الماضي و يمتلك من يكونوا في السلطة افرادا او احزابا يمتلكون سلطة مطلقة في ادارة البلاد.
ويذكر ان دونالد ترامب ابو الشعبوية في الديمقراطية الليبرللية حاليا يتعاطف بشكل او باخر مع بوتين حيث اعترف بذكاء ه ودهاء ه مؤخرا وكذلك يتعاطف رئيس الوزاء الهنغاري فيكتور اوربان وهو ديمقراطي غير ليبرالي والذي فاز فوزا ساحقا في الانتخابات الاخيرة يتعاطف الى حد ما مع الرئيس الروسي بوتين. قد يدل كل هذا على وجود صلة بين هذه الانواع من انظمة الحكم والصراع الحالي بين روسيا وامريكا. كما ان اليمين المتطرف(Far Right ) في فرنسا برئاسة مارين لوبين متعاطف الى حد ما مع موقف الرئيس بوتين في نزاعه مع اوكرانيا كما هو واضح من خلال حملتها الانتخابية الحالية.
من كل هذا يتبين ان مواقف الدول حاليا لها محددات داخلية ومحددات جيوبوليتيكية(Determinants ). المحددات الداخلية تعتمد على مزاج الشعوب في الداخل الذي كونت هذا المزاج مستجدات الوضع الراهن في عالم اليوم كالهجرة والاثنية والمعتقدات الدينيةعلى سبيل المثال لا الحصر. اما المحددات الجيوبوليتيكية فقد احدثتها خريطة العالم المتعلقة بالحدود السياسية والجعرافية للدول ما بعد الحربيين العالميتين الاولى والثانية وحددتها ايضا الاحداث الكبرى المتعلقة بهما كجرائم الابادة الجماعية ( Genocide) وجرائم الحرب وغيرها.
وقد يحفز هذا الحدث الكبير – اي الحرب في اوكرانيا دولا محايدة ما بعد الحرب العالمية الثانية مثل بعض الدول الاسكندنافية كفنلندة الى الاسراع في الانضمام الى حلف الناتو مما قد يستفز الجانب الروس وقد يؤدي هذا بدوره الى توسع نطاق الحرب
ختاما علمنا التاريخ ان الحروب تبدأ شرارتها بحدث صغير في وقت حساس تختل فيه الموازين وتتباين فيه المواقف ويلي ذلك اما اتساع تدريجي لنطاق الحرب او اتساع كبير ومفاجيء مؤديا الى حدث عالمي يقلب الموازين ويؤرخ به ما يحث للعالم في ما بعد او لاسامح الله يؤدي الى فناء ونهاية التاريخ وهذا ما لانتمناه.