23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

مواقف الإمام الكاظم ميزان لمواقف المراجع

مواقف الإمام الكاظم ميزان لمواقف المراجع

مواقف الامام الكاظم عليه السلام كثيرة لايمكن لكاتب ان يحصيها ويسطرها في مجلد فضلاً عن مقال وسنركز على موقفين من نور تهدي المتأسي بهما الى الهداية والرشاد وفيهما رداً لشبهات وافكار عقيمة لاتستقيم ولاتوافق دعوى المدعي بالولاء والتشيع للامام الكاظم (عليه السلام), وكما يقول فقهاء وعلماء الامة إن فعل المعصوم حجة كما سكوته وتقريره كذلك , فسنرى لمن تميل كفة الميزان قولاً وفعلاً

الموقف الاول : الاستمرار التصاعدي في التخطيط الفكري والتوعية العقائدية ومعالجة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والنزعات الشعوبية والعنصرية والنحل الدينية وكانت أخطر الدعوات في زمن الامام عليه السلام هي دعوة الافكار الالحادية التي أخذت تنشط وتبث سمومها في نفوس الناشئة الاسلامية مستغلة وهن وضعف المتصدي بعنوان الخلافة والريادة الظاهرية وكان موقف الامام الكاظم عليه السلام من هذه الدعاوى موقف المتصدي والناقد والناقض لها بالادلة العلمية الرصينة المفحمة وتبيان تهافتها وعدم تماميتها وبعدها عن منطق الواقع , حتى اعترف قسم كبير من حملة تلك المبادىء بخطئهم وفساد اتجاههم , فمالت القلوب وانجذب الناس الى الامام الكاظم عليه السلام الامر الذي آثار حفيظة ممن يدعي الفقاهة والعلم حسداً وخوفاً من إفلاسهم الوجاهتي فأشاعوا ونقلوا عن طريق السنة متبيعهم اقوال مثل (لاداعي للرد على هذه الافكار..والباطل يموت باهماله ..ونحن أين وهذه الاعمال أين ؟؟) ونسي هؤلاء جميعا انهم ملزمون بقول ووصية النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) (إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عَلِمَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) والبدع باطل والنبي (صلى الله عليه واله) لم يأمر بإهماله فمن أين أتوا بهكذا ادعاء لايكون إلا من جيب الصفحة !..والشبهة هنا يرد عليها ,هو ان نبينه ونكشفه انه باطل اولاً ,لان من يدعيه على انه حق ولكنه ظاهراً والفرق واضح ,أضف الى ذلك من وظائف ومسؤوليات العالم وأتباعه هي التصدي لهكذا دعوات وشبهات تجتاح المجتمع المسلم وعليه بطلان قولهم نحن أين وهذه الاعمال أين ؟!

الموقف الثاني: موقف الامام الكاظم عليه السلام من حكومة الظالمين وكشف حقيقتها مهما تزينت وتلبست بلباس الدين وإدعت القربى من الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) ومن آل بيته (عليهم السلام ) فهو بحد ذاته لاينفع ولايدل على النزاهة وأحقية وصلاح عقيدة وايمان المدعي, الأمر الذي سرى في مجتمعنا اليوم وسلم التسليم المطلق لكل من تلبس وإدعى بصلة قربى شيعياً كان او سنياً , فساقوا الناس سوقاً نحو ضغائنهم وأحقادهم الطائفية والمذهبية وتصفية حسابتهم , اضف الى ذلك ما تفرع عن هذا الموقف للامام الكاظم (عليه السلام) هو رأيه في الحكومة الظالمة ويوعظ أصحابه ويرشدهم فيقول لأحد أصحابه صفوان ( من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان وارداً للنار ) والغريب ممن يدعي التشيع والولاء للامام الكاظم (عليه السلام) ويعقد مجالس العزاء له في زماننا هذا يحث ويرغب الناس على بقاء الظالم رغم اعترافه انه ظالم فاسد لكن يبرر ذلك لانه من الشيعة ؟! أو انه يدعو وبقوة لتغيير فاسد بأفسد منه ؟! ونعود الى مواقف الامام الكاظم عليه السلام فرغم من موقفه السلبي من حكومة الظالمين مع هذا يستثني أحد أصحابه الكبارعلي بن يقطين بتولي منصب الوزارة بعد ان طلبه منه علي بن يقطين الاذن بترك منصبه قائلا له ( لاتفعل فان لنا بك أنساً ولاخوانك بك عزاً وعسى الله ان يجبر بك كسيراً او يكسر بك ثائرة المخالفين عن أوليائه ) ولاتعارض بين

موقف الامام عليه السلام من حكومة الظالمين من حيث الاصل والمبدأ وبين موقفه من استمرار ابن يقطين في وزارة نفس الحكومة , لان التشريع شيء والتعامل مع أمر واقع شيء أخر , وعينه اشعال النار في مكان لحرق من فيه شيء والدخول في النار لانقاذ من فيها شيء أخر, وللاسف الشديد اقول مثل هذه المواقف النورانية الشرعية لم يقتفِ أثرها ممن يتصدى لقيادة المجتمع اليوم بعنوان المرجع او المرجعية فاختلطت عليهم الامور وخاضوا بالجزئيات وأداروا ظهرهم للكليات والأصل فتاه وتحير وتوهم العوام وأختلط عليهم الحابل بالنابل وذاقوا خيبات الأمل , الا مرجعية المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني دام ظله فميزان مواقف الامام الكاظم عليه السلام يميل ويرجح كفته , أقولها ليس عاطفة ولكن من واقع حال وشواهد ومواقف أشهر من نار على علم او جبل , فبياناته وخطاباته المعتدلة التي تنبذ الطائفية والمذهبية والعنصرية , وبحوثه ومحاضراته العلمية والعقائدية وردوده على الدعوات والافكار الضالة والمنحرفة , وما تعرض له في مسيرة حياته ,ومراقبته للساحة وتصديه للشبهات ودفع خطرها ومفسدتها على المجتمع ومواقفه من كل ظالم مهما كانت عقيدته ومذهبه , وتوضيحه للملتبسات وتفكيكه لها بنور العلم والدليل والشواهد, فمجرد ان تطلع على حياة وسيرة الامام الكاظم (عليه السلام) ستجد وتلمس وتتيقن التأسي والاقتداء به عليه السلام .