22 ديسمبر، 2024 8:42 م

موازنات أعوام الإنتخابات!

موازنات أعوام الإنتخابات!

لماذا تعطل إقرار موازنة 2018؟
مَنْ المُستفيد من هذا التعطيل؟
لن أُعيد ما كتبتهُ عام 2014 حول الموازنة بمقالي(مَنْ المُستفيد؟!)، لكن لا بأس أن أستذكر حيثياته، لأن المشكلة نفس المشكلة، والوقت نفس الوقت(أقصد العام الذي تقام فيه الإنتخابات)، فهل هي مصادفةٌ يا تُرى؟ أم هو أمرٌ مقصودٌ؟ لهُ ما أسلفنا من أسباب، والتي سنعيدها ونضيف عليها…
“في كل عام تبدأ معنا مشكلة اقرار الموازنة، وفي هذا العام تزداد خطورة الموضوع، لإننا مقبلون على إنتخابات تشريعية في مايو/ آيار، وإذا كنا نسأل في تلك الاعوام عن أسباب الخلل، في تعطيل إقرار الموازنة، وهل إن المسؤولية تقع على مجلس الوزراء ووزير المالية حصراً؟ أم على مجلس النواب؟ أم لسوء تخطيط إدارة الدولة؟! فاليوم يتحول سؤالنا الى: مَنْ المستفيد من عدم إقرار الموازنة إلى الآن، ومن المتضرر؟ وهل سيستطيع مجلس النواب في دورته الحالية معالجة جميع مشاكل الموازنة؟! ومن ثم التصويت عليها، في مدته التشريعية المتبقية؟” مقالنا 2014
وكانت إجابتي: ” المستفيد هم السياسيون ومرتزقتهم، والمتضرر هو الشعب، ولن يستطيع مجلس النواب أن يحل جميع مشاكل الموازنة في دورته الحالية، ولكن اذا إضطر الامر، مرروها برمتها! كما هو المعتاد قي تمرير الكثير من القوانين والتشريعات!”
لكن خبرة السنين والأعوام تضيف لدينا اليوم معلومة جديدة، وهي ما حصل من ضياع موازنة 2014 تحت ظروف إجتياح داعش لثلاث محافظات من الوطن، وثم طمطمت الموازنة، فضاعت وراحت مع الريح، يذروها في ذاكرة النسيان، لنكتشف فيما بعد أن الخزينة فارغة بتساؤل عجيب من رئيس الوزراء(العبادي)، المستلم حديثاً، عن إختفاء المليارات من الدولارات منها!
الظاهر أن هذه الأزمات مفتعلة يستخدمها المسؤول ليربك مَنْ يريد إستلام(إستلاب كما يظن) منصبهُ منه، حتى لا يتجرأ أحدٌ لأستلام هذا المنصب وهو معبئ بالمشاكل.
لقد كان العبادي ضعيفاً، خصوصاً وأن من إستلب المنصب منهُ، هو رئيس كتلتهُ وحزبهُ وولي نعمته، فلم يجد الدعم من حزبهِ إلا من بعض الشخصيات، لكن مساندة بقية الأحزاب لهُ ولا سيما(المجلس الأعلى والتيار الصدري) ثم المرجعية، جعلهُ يقف على قدميهِ، ويَخرجُ قوياً من تلك الأزمة الخانقة، والظاهر أنهُ عرف اللعبة، فيريد أن يخلق أزمة تخيف مِنْ يريد أن يستلب منهُ منصبهُ الكبير، لذا إشترط على من يتحالف معهُ أن يكون المرشح الوحيد لمنصب رئاسة الوزراء، وبعد رفض(الحكيم) لهذا الموضوع، تنكر العبادي لحلفاءهُ وناصريه، ليعود ويلتحف بلحاف حزبهِ، كما كشف عن ذلك(العلاق) بوثيقة موقعه بين(العبادي والمالكي)، تحفظ له الأستمرار في منصبهِ لولاية ثانية…
بقي شئ…
نتمنى أن يكون التنافس شريفاً، لخدمة الشعب لا للتسلط عليه، كما ونتمنى أن تصعد وجوه شابة جديدة.