18 ديسمبر، 2024 6:50 م

مواجهة وباء كورونا في إيران جزء من النضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي!

مواجهة وباء كورونا في إيران جزء من النضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي!

نظرة عامة على وضع انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانیة في معمعة تفشي فيروس كورونا
الجزء الأول
على الرغم من أن فيروس كورونا جائحة عالمية متفشية، بيد أن الملالي الحاكمين في إيران يستخدمون هذا الوباء الفتاك كسلاح لبقاء حكومتهم الفاشية على سدة الحكم في البلاد.

ففي المرحلة الأخيرة من النضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي، هزت انتفاضة الشعب الإيراني في نوفمبر الماضي جسد نظام الملالي الديكتاتوري المتعطش للدماء لدرجة أن الشغل الشاغل لزعماء هذا النظام الفاشي بات الإبقاء على نظامهم، متشبثين بأي قشة وكأنهم غارقين في مستنقع الوحل، ولم يفكروا في أي شيء آخر!

ونعلم جميعًا أن النضال من أجل الإطاحة بهذا النظام الفاشي لا يمكن أن يكون آليًا أو عفويًا. فالمقاومة الإيرانية تمضي قدمًا في هذا النضال بشكل منظم في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 40 عامًا، وتعتبر المنافس الوحيد لهذا النظام في البلاد حتى اليوم. والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل الظروف الحالية هو: ما هو تأثير وباء كورونا على نضال الشعب والمقاومة الإيرانية ضد نظام الملالي أو ماذا سيكون؟ وهل هذه الجائحة سوف تعجل من الإطاحة بهذا النظام الفاشي أم أنها سوف تبطئ منها؟

إن تحقيق الهدف الرئيسي يسيطر منذ البداية على السياسات والمواقف الاستراتيجية للمقاومة الإيرانية، ألا وهو التركيز على تلبية رغبة الشعب الإيراني المتمثلة في ضرورة الإطاحة بديكتاتورية نظام الملالي وإرساء سيادة وطنية شعبية ديمقراطية.

إن نقل فيروس كورونا إلى إيران بواسطة قوات حرس نظام الملالي وانتشاره على نطاق واسع في مئات المدن بواسطة الملالي، والذي أدى إلى كارثة كبرى وعالمية، والمفروض على الشعب الإيراني وأودى بأرواح ما يقرب من 40 ألف إيراني حتى الآن، هو القضية التي أبدت المقاومة الإيرانية تجاهها رد فعل فوري وحاد وفقًا لما يمليه الضمير الحي. حيث قال قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي: “إن حرب الشعب الإيراني ضد وباء كورونا جزء من المعركة المصيرية ضد خامنئي ونظام ولاية الفقيه الكهنوتي عدو البشرية”.

وبالتوازي مع المخاوف المتزايدة للشعوب في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم الشعب الإيراني من وجود هذا الفيروس الفتاك وتفشيه، و وجود نظام مناهض للبشرية ومفترس وسفاك للدماء والذي تسبب في أن تكون مطارات إيران واحدة من أولى المطارات وأكثرها هشاشة على كوكب الأرض، وضعت المقاومة الإيرانية في جدول أعمالها ضرورة القيام بحملة لكشف النقاب عن دور الولي الفقيه في هذه الكارثة وما يكنه من أسرار في هذه القضية؛ مثلما فعلت في فضح مشروعات الولي الفقيه السرية من أجل امتلاك السلاح النووي. وقامت المقاومة الإيرانية على وجه السرعة بلفت أنظار العالم للأبعاد المأساوية لهذه الجريمة المتزايدة التي يرتكبها الملالي، بالتوعية ودق ناقوس خطر ارتكاب ”جريمة ضد الإنسانية“ في إيران.

والجدير بالذكر أن المقاومة الإيرانية معروفة على طول الزمن باستماتتها من أجل النضال ضد نظام الملالي عدو الإنسانية. إذ أعلنت هذه المقاومة الباسلة في خطوتها الأولى للكشف عن الفضائح أن زعماء نظام الملالي كانوا على علم منذ الأسابيع الأولى من ظهور فيروس كورونا في الصين، بنقل هذا الفيروس الفتاك للبلاد من خلال شركة “ماهان اير” للخطوط الجوية التابعة لقوات حرس نظام الملالي. بيد أن علي خامنئي أنكر نقل فيروس كورونا إلى إيران وتكاثره، وانتهج سياسة التستر من أجل احتواء الأوضاع المتفجرة في المجتمع والغضب المكبوت للشعب الإيراني المطحون، بغية الخروج من الوضع المتأزم الذي يعاني منه نظامه الفاشي، خاصة وأن خامنئي ورئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني، كانا في حاجة إلى إجراء مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة الشعب الإيراني ضد الملكية في 11 فبراير وإجراء مسرحية انتخابات مجلس شورى الملالي المزيفة في 21 فبراير 2020 لاستعراض العضلات الوهمي في مواجهة انتفاضة الشعب الغاضب في شهر نوفمبر 2019 ، من خلال تعبئة قواتهما التي تبلغ 4 في المائة فقط من الشعب الإيراني ( حيث أن 96 في المائة من الشعب الإيراني غير راضين عن هذا النظام الفاشي، حسب اعترافاتهما). بيد أن إجراء هذين الاستعراضين فشل فشلًا ذريعًا تأثرًا بالظروف الموضوعية والوهمية للمجتمع الإيراني، وبالتالي استنزاف نظام الملالي وانهيار قواته التي تبلغ 4 في المائة، وتحول إلى فضيحة كبرى لحقت بالولي الفقيه، وهو ما أكدته جميع وسائل الإعلام والدوائر السياسية العالمية.

والجدير بالذكر إن الفضائح التي كشفت عنها المقاومة الإيرانية المتعلقة بالحقائق التي يخفيها نظام الملالي بشأن وباء كورونا في إيران والجرائم التي ارتكبتها قوات حرس نظام الملالي في هذا الصدد وتأثيرها على الرأي العام والدوائر السياسية والصحافة في جميع أنحاء العالم؛ أجبرت زعماء نظام الملالي ومن بينهم رئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني على الاعتراف بالحقائق التي كانوا ينكرونها في وقت سابق.

فعلى سبيل المثال، قال وزير الداخلية في حكومة روحاني، رحماني فضلي في المؤتمر الصحفي المنعقد في 23 فبراير 2020 : “إن البعض نصحونا بتأجيل الانتخابات، وأصروا على تأجيل الانتخابات في مدينة قم على وجه الخصوص بسبب تفشي فيروس كورونا في هذه المدينة، إلا أنني بصفتي المسؤول عن الانتخابات لم أقبل أي نصيحة منهما”.

وبناء عليه، اضطر زعماء نظام الملالي والأجهزة ووسائل الإعلام الحكومية إلى الاعتراف بالحقائق تدريجيًا. بيد أن سياسة هذا النظام الفاشي المناهضة للشعب كانت نموذجًا للاعتراف بالتقطير. لأنهم كانوا يخشون من قيام الشعب بانتفاضة مبكرة أخرى ضد النظام اللاإنساني في حالة الإفصحاء عن الحقائق دون تزييف. انتفاضةٌ سيكون لها أبعاد وأعماق لا تضاهى وربما تدمر عمل نظام الملالي تمامًا متجاوزة مراحلها السابقة، ولاسيما انتفاضة الشعب في نوفمبر 2019.

وبالتالي، فإن فيروس كورونا في إيران سوف يغير مشهد القضية الإيرانية كيفًا وكمًا؛ التي يجسد طرفاها الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من جهة ونظام الملالي الديكتاتوري اللاإنساني المنكوب بالأزمات من جهة أخرى، بغض النظر عن الفترة الانتقالية الأولية الوجيزة التي ستتم فيها الإطاحة بهذا النظام القروسطي على يد الشعب الإيراني المجيد والمقاومة الإيرانية الباسلة.

يتبع