جميع الدول التي طالها الإرهاب تسعى لتفكيك تلك الآلة التي صنعت للدمار ، والدول لم يطالها تضع كل مقدراتها لمواجهة هذا الفكر المتطرف .
نحن في العراق أصبحنا ساحة للإرهاب يلعب فيها كيف ما يشاء ولا نرى خارطة طريق واضحة من الحكومة الحالية لمواجهة هذا الوباء ، التي ساعدت حكومة المالكي على انتشاره بسوء أدارته للسلطة ، ولهذا اليوم لم أرى خطة تحمل إستراتيجية واضحة لمواجهة داعش الذي يمثل الإرهاب اليوم ، سوى ما تناقلته وسائل الأعلام من خلال مقابلة للدكتور( أياد علاوي )وضع خارطة طريق حقيقية للقضاء على الإرهاب لتوفير الأمن للعراق وهي كما يذكرها علاوي .
دائما ما نؤكد وبشكل واقعي بعيدا عن التردد بالقرار في ما يخص الحرب على الإرهاب ، الانتصار لا يتحقق على قوى التطرف بدون انتصار سياسي والانتصار العسكري جزء منه والذي سوف نفصله بشكل دقيق ، بدون وضع إستراتيجية واضحة للقوات العراقية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة وتطبيقها بشكل دقيق من جهة ، ووضع إستراتيجية من قبل التحالف الدولي من جهة أخرى ، والعمل على أنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الطرفين لتبادل المعلومات الاستخبارية مما يساعد الطيران العراقي والدولي على ضرب مواقع المتطرفين ، إضافة إلى توفير مستلزمات المعركة ومنها تسليح الجيش العراقي بالأسلحة المتطورة وتوفير لهم الاعتدة ، حتى يكون الجيش والأجهزة الأمنية المرافقة له متفوقة على بقية الفصائل المقاتلة ، كي تكون الدولة صاحبة القوة في القضاء على أي خطر يهدد البلد ، عكس ما هو موجود ألان الجيش لديه قدرة محدودة ، تشكيل قوات خاصة مدربة بشكل عالي جدا تقوم بتنفيذ مهام محددة في ارض العدو ، تطوير الجهد ألاستخباري من اجل إيصال المعلومات المهمة لضرب الإرهاب ، أعادة قادة الجيش العراقي السابق من الذين يعملون بمهنية عالية ولديهم حنكة عسكرية بإدارة المعارك ، ايظا من مستلزمات المعركة توفير الغذاء والماء للمقاتلين وصرف رواتبهم بالوقت المحدد وذلك لأنها ترفع من الروح القتالية ، ومن اجل أن يتحقق الانتصار عسكري يجب تحقيق الانتصار السياسي وهو لا يتحقق ألا بوجود مصالحة وطنية حقيقية ، و وحدة مجتمع ، وإعادة النازحين ، وإقرار قانون العفو ، والتنسيق مع الدول الإقليمية لغلق الحدود من خلال مؤتمر امني موسع للدول المحاذية للعراق مع دعوة بعض الدول الغربية التي تريد فعلا مساعدة العراق في القضاء على الإرهاب ومنها روسيا وبإشراف الأمم المتحدة ، وهناك تجربة مهمة وناجحة مر فيها العراق ، عندما كان الدكتور أياد علاوي رئيسا للوزراء قد قارع الإرهاب المتطرف والمتمثل ( بتنظيم القاعدة الإرهابي ) ، حيث كان من المحزن أن يسيطر إرهابي قذر مثل ( ألزرقاوي ) على مدينة الفلوجة ن حيث قام الدكتور أي علاوي باتخاذ عد إجراءات بشكل دقيق وفق إستراتيجية محددة ومنها قام بالاجتماع بالمقاومة الشريفة التي كانت تقاوم الاحتلال ، وايظا اجتمع مع العشائر العراقية الأصيلة في الفلوجة من اجل التنسيق معهم لمسك الأرض ، وعدم السماح للقاعدة بالدخول مرة أخرى للفلوجة ، وايظا
التنسيق بين الجيش وقوات التحالف في وقته من خلال معلومات استخبارية التي قامت بمعالجة أهداف مهمة جدا، وايظا قام بالتركيز على الإعلام المحلي والعربي والدولي ، وبعد التوكل على الله قد تكلل هذا الجهد بالنجاح من خلال توجيه ضربة قاسمة للإرهاب وقتل ألزرقاوي .
حيث كانت لوحدة المجتمع العراقي الأهمية في الانتصار ، والذي نحن نوصف بالانتصار السياسي هو العامل الأساسي بل حتى على صعيد السياسيين في وقته حيث كان الدكتور أياد علاوي قد شكل مجلس لاتخاذ القرارات المهمة التي تهدد العراق ومن أعضاء المجلس السياسيين مسعود البر زاني و جلال الطالباني والسيد عبد العزيز الحكيم واحمد ألجلبي والسيد بحر العلوم ( رحمهم الله ) والسيد الجعفري وغيرهم فيبهم تحقق الانتصار السياسي بقرار موحد للدفاع عن العراق .
عكس ما هو موجود ألان فلا وجود لوحدة مجتمع ولا يوجد انتصار سياسي ومفرداته ومنها المصالحة الوطنية والسيد رئيس الوزراء حيدر ألعبادي لا يشاور احد في اتخاذ قراراته العشوائية ، بل حطم الجيش بعد توفير التسليح وما يحتاجه من مستلزمات الانتصار على داعش الجبان ولولا الحشد الذي سد ثغرة مهمة لكانت بغداد تظم للمدن الساقطة .
إضافة لعدم أمكانية حكومته أدارة ملف مهم العراق ركن أساسي فيه ، الملف الروسي الإيراني الذي يقابله الملف الأمريكي والناتو من جهة أخرى ، وعليه اليوم لا توجد ، إلية صحيحة لمواجهة الإرهاب المتمثل ( بداعش ) في العراق ، مما يجعل العراق والمنطقة على كف عفريت ، وتخضع لخطط الشر القادمة من خلف الحدود ومنها خطة تقسيم العراق المزعومة .