يقولون مالايفعلون ” يضمرون غير مايعلنون “
هي قائمة أنتخابية أسسها نوري كامل المالكي عندما أصبح رئيسا لمجلس الوزراء بعد أسقاط أبراهيم الجعفري من قبل أكراد أقليم كردستان الذين ستكون لنا معهم ومع أبراهيم الجعفري مواجهة صريحة تشفي غليل العراقيين الذين حرموا من الصراحة .
نوري كامل المالكي مثالا للحزبي الذي تنكر لحزبه مثله قي ذلك مثل أبراهيم الجعفري , ولكن نوري المالكي نتيجة بقائه في الحكم لمدة ثمان سنوات ظهرت كل عيوبه في الحكم وفي التنظيم وفي السياسة وألآجتماع , وهذا هو قدر ألآشخاص الذين يتحملون مسؤوليات ليسوا أهلا لها .
نوري المالكي أستغل عاطفة الناس وسذاجتهم , وعاطفة الناس يختلط فيها التاريخي غير المغربل وغير المصفى , وكل تاريخنا مثقل بشوائب هي سبب تأخر هذه ألآمة , فكل ألآحزاب والمذاهب التي ظهرت بعد سقيفة بني ساعدة أصبحت ثقافتها سلطوية وأبتعدت عن ألآهداف الرسالية التي ركز عليها القرأن , مثلما هي سبب ظهور داعش وجماعات ألآرهاب التكفيري التي أصبحت شغل العالم ولكن بوسائل دعائية سلطوية تفتت ألآمة ولا تخلصها من أعدائها .
نوري المالكي وقائمته ألآنتخابية هو المثال لضياع ألآمة نتيجة اللعب بمشاعر الناس لغايات دنيوية ليست من الدين بشيئ , فرئيس الحكومة في العراق طبقا لدستور بول بريمر الذي يسمة زورا بالدستور العراقي هو القائد العام للقوات المسلحة , وهو صاحب السلطة التنفيذية ألآول التي تطغى على بقية السلطات وهي التشريعية والقضائية نتيجة عدم نضوج ثقافة فصل السلطات التي بقيت حبرا على ورق , وهذا هو السبب الذي عطل العلاقة بين مجلس النواب وبين الحكومة منذ 2006 وأزدادت وضوحا مابين عام 2010 – 2014 – فلا أسامة النجيفي مستوعبا للدور التشريعي لمجلس النواب , ولا المالكي مستوعبا لدور رئيس السلطة التنفيذية في حكومة أتحادية , ولا مسعود البرزاني مهيأ لآدارة أقليم كردستان ضمن مفهوم الدولة ألآتحادية التعددية , ولذلك ضاعت قيادة سفينة الدولة العراقية المحملة بتراكمات أخطرها فقدان منظومة القيم لدى المواطن العراقي الذي أصبح فيه الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي والتاجر , والسياسي فاشلا , وهذا المعنى يختصر مشكلة العراق اليوم , فأي عمل تغييري وأي مشروع سياسي أجتماعي لايأخذ بنظر ألآعتبار تلك الحقيقة ويعمل على أصلاحها أصلاحا جذريا لايمكن له أن يحقق نجاحا , وسيظل ألآخفاق والفشل نصيب كل من لايعرف من أين يبدأ ؟
نوري المالكي من أبرز الفاشلين الذين كان يمكن لهم أن ينجحوا لو أستشار ولكنه لم يفعل , جمع حوله من لايصلحوا للآستشارة لآنهم ليسوا من أهلها , وجمع حوله من هو نهم حديث النعمة وحديث التجربة فسبق نهمهم عملهم فتحولوا الى أنعام سائمة تخمط المال والمناصب كما تخمط ألآبل نبتة الربيع .
نوري المالكي جمع حوله الفاشلين في الحزب والتنظيم , وجمع حوله الفاشلين في الجيش والشرطة وألآمن , وجمع حوله الفاشلين في السياسة , وجمع حوله الفاشلين في الحوزة والمدارس الدينية , وجمع حوله المنافقين المرتدين من أحزاب فاشلة , وجمع حوله المقاولين الذين لايعرفون ألآ جني ألآرباح والحصول على الصفقات وهي في العراق كثيرة نتيجة الفوضى في ألآستثمار وألآقتصاد , فكانت النتيجة حكومة فاشلة ورئيس حكومة فاشل , وسياسة فاشلة , وأنتخابات فاشلة , وبلد فاشل في المفهوم السياسي , وتراكم الفشل أعمى نوري المالكي ان يرى ماحوله , فلم يعد يستمع لنصيحة مرجعية , ولم يعد يستمع لنصيحة من يريدون له وللبلد خيرا , بل قطع صلته بكل الذين يصلحون للمشورة وتنكر لآصدقائه كما فعل الجعفري , فجمع أقربائه وأنسبائه وهم ليسوا من أهل الثقافة فتح لهم مكاتبا ثقافية , ومن ليسوا من أهل السياسة جعل منهم محاورين لآطراف سياسية فضاع الحوار وضاعت السياسة , عين محافظين كلهم فاشلين بعضهم مطعون في شرفه , وبعضهم مطعون في كفاءته , وبعضهم مثار للسخرية دافع عن الفاسدين والمرتشين دفاعا أضر به وجلب له ألآحتجاج وألآعتراض ولم يعطي أذنا صاغية للمنتقدين , وأغرب ماقام به المالكي أنه جعل قائمته ألآنتخابية وكرا للفاشلين وتجمعا للمنبوذين , ففي قائمة نوري المالكي ألآنتخابية : المرتشي السارق للمال العام والذي يشتري ألآصوات بالمال المسروق يعرفه أقربائه وأهل مدينته ولم يكن سابقا يوالي المالكي ولكن التنافس ألآنتخابي غير النزيه جمع ألآضداد فكان نفاقا سياسيا ممجوجا , قبل المالكي في قائمته تاجر الخمر , وسمسير الدعارة النسائية , ولو لم يفعل ألآ هذا لكان حقا على الله أن لايفلح عمله ولاينجح طلبه وهذا ماحصل مع المالكي الذي طرد من المشهد السياسي وألآنتخابي رغم حصوله على مايزيد على ” 700″ الف صوت في بغداد , وهذا ما أصابه بالغرور ناسيا أن البركة لاتنزل ولاتدوم لمن لايراعي الموازين الشرعية , والمالكي تعسف وأساء للموازين الشرعية بما يخرجه من حساباتها ألآ أن يعلن توبته وندمه , وهذا ألآمر متروك له , ولكن دماء الناس وأعراضهم هي حق شخصي لايسقط ألآ بسماحة صاحب الحق وتنازله ولا نعتقد أن أهالي تلعفر وسنجار والموصل وطوز خرماتو والبشير وأمرلي , وضحايا الجيش والشرطة سيتنازلون لنوري المالكي عن ظلامتهم وحقوقهم , هذا ناهيك عن الظلامات ألآخرى التي توزعت عبر ثمان سنوات عجاف من حكم المالكي في كل من البصرة ومدينة الصدر والشعلة وسجون العراق التي شهدت موجات هروب جماعية فاضحة , أما ألآختراقات ألآمنية المتكررة في بغداد والمحافظات فهي شهادة فشل للمالكي ومن معه من الطارئين على ألآجهزة ألآمنية كالمضمد الذي رشحه الجعفري للداخلية وضمه نوري المالكي لشلته فكان شرا وفسادا على الداخلية المنقسمة على نفسها نتيجة المحاصصة التي جعلت من هو سارق لرواتب المنتسبين في التسعينات يصبح متحكما بشؤون وزارة أمنية في أشد ظروف العراق مواجهة مع ألآرهاب الذي سيطر على الموصل قبل ثلاث سنوات والمالكي وشلته ” نحن سكوت والهوى يتكلم ” , هكذا تحولت قائمة دولة القانون الى كل شيئ ضد القانون , ولانعتقد أن هذه القائمة ستحظى مستقبلا بما حصلت عليه من أصوات سابقا , لآن ألآغراءات وألآمتيازات لم تعد موجودة , والذين جمعوهم بالباطل سيأخذهم باطل أخر , وما أكثر ممثلي الباطل في هذه المرحلة التي يقودها أوباما المشجع للزواج المثلي , ومن يشجع الزواج المثلي لايكون صادقا في محاربته لداعش وألآرهاب , هذا جزء من الصراحة مع قائمة دولة القانون , وهناك مما ينطبق عليه ليس كل مايعرف يقال .