يا أهل السنة والشيعة تعالوا الى كلمة سواء
قال تعالى ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا أن الله لايحب المعتدين ” – 190- البقرة-
سمع الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية كلاما في الغرف المغلقة ا لآمريكية حول ا لميليشيات الشيعية وضرورة أيقافها وأخراجها من المشهد القتالي لمواجهة داعش , والى ذلك كان تعليق رئيس ألآركان ألآمريكي حول فتوى السيد السيستاني في الجهاد الكفائي عندما قال : أنها عقدت المشهد ؟
وحديثي اليوم مع أهلنا من الشيعة والسنة هو حديث ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” وكذلك حديثي مع ألآخوة مسؤولي المجاميع القتالية التي تقاتل ألآرهاب في ساحة أختلطت فيها ألآوراق وداعش نتيجة لذلك ألآختلاط , والحملة الدولية بقيادة أمريكا بعنوان ضرب داعش هي ألآخرى نتيجة من نتائج أختلاط ألآوراق الذي هو لصالح أعداءنا وليس لصالحنا , وهناك نتائج أخرى ستظهر فيها المفاجئات , لنعي مايراد بنا ومايرسم لمنطقتنا في الخفاء , ولا تأخذنا العواطف وألآهواء , ولنتذكر قوله تعالى ” ولاتكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” – 105- أل عمران –
أخواني أعزائي أن حديث ألآمريكيين معنا جميعا ملتبس , ولا سيما مع ألآخوة أهل السنة , فهم يثيرون الضغينة بيننا بحجة محاربة داعش التي نمت وترعرعت نتيجة أزدواجية المعايير ألآمريكية التي باتت اليوم واضحة مكشوفة , ففي الوقت الذي يدعون محاربة داعش وجبهة النصرة , يسعون لتدريب معارضة أفتراضية يسمونها المعتدلة في ألآراضي السعودية لتقاتل الحكومة والشعب السوري حتى ندخل في دورة صراع ودمار لاتنتهي وهم يتفرجون علينا , ويتفرغون للسيطرة على أنتاج النفط والغاز في بلدنا ومنطقتنا ليمنحوا أسرائيل مزيدا من الحرية في قتل الفلسطينيين , ولذلك كان تعليقهم على خطاب الرئيس الفلسطيني في ألآمم المتحدة بأنه منفر وعدائي ومستفز ؟
أدخل في صميم الموضوع فأقول : هل في العراق ميليشيات : الجواب : نعم , ولكن ليس كما يصورها ألآمريكيون الذين يسعون لبث الكراهية بين الشيعة والسنة , ويجعلون من أيران فزاعة وعدوا للعرب والمسلمين ؟
والسؤال ألآخر : هل أيران لها علاقة بالميليشيات العراقية ؟ والجواب : نعم ولكن أذا عرف السبب بطل العجب كما يقول المناطقة والعقلاء , والسؤال المهم هنا : هل هذه العلاقة صحيحة دائما ؟ والجواب : كلا , والسبب ليس في أيران , وأنما السبب في العراقيين الذين يعملون في تلك الميليشيات , وأنا أعلم علم اليقين , لايوافق على هذا الكلام الصريح الذي ينطلق من مفهوم ” أصدع بما تؤمر ” السلفيون التكفيريون , ولا البعثيون الذين لازالوا على عماهم وجهلهم , ولا المضللون , ولا جهلة الشيعة وأنصاف المتعلمين الذين لايعرفون من الدين ألآ رسمه ومن ألآسلام ألآ أسمه , والذين هم عبئ على المرجعية الرشيدة , وعلى كل ذي فهم صحيح وسليم للآسلام , وهؤلاء جميعا ممن ذكرت أنفا هم ممن أشتكا منهم ألآمام علي بن أبي طالب عليهما السلام عندما قال : الى الله أشكو من قوم يعيشون جهالا , ويموتون ضلالا ” ؟
الميليشيات ممنوعة في الدستور العراقي , ولكن ظروف العراق تحت ألآحتلال ألآمريكي الذي عمل بكيدية لتدمير الدولة العراقية وحل الجيش العراقي , مثلما عمل على زراعة العصابات ألآرهابية في العراق ليحقق غاية في نفس يعقوب كما يقال , ولقد حقق شيئا من غايته فهذه سورية تعبث بها عصابات أرهابية من ” 80 ” دولة في العالم ويحلو لهم ولمن معهم من المغفلين تسميتها بالثورة , واليوم عندما يقف أوباما الرئيس ألآمريكي ليعلن أن ألآستخبارات ألآمريكية أخطأت في تقدير قوة داعش ؟ وهذا يعني أنهم معنيون بما عليه داعش التي أستفادت من دعم حلفاء أمريكية وهم كل من تركيا , وقطر , والسعودية , والكويت , والبحرين , وألامارات , وألآردن , واليوم عندما يظهر شريط فيديو لآرهابي داعش يهدد ملك البحرين وهذا ما يذكرنا بحركة جهيمان الذي عمل عصيانا داخل المسجد الحرام عام 1979 أستعان الذي يسمي نفسه بخادم الحرمين الشريفين بالقوات الفرنسية لضرب جماعة جهيمان , والارهابيون التكفيريون الدواعش الذين هددوا بهدم الكعبة المشرفة , سيطلب خادم الحرمين الشريفين من أمريكا ضربهم , والحملة الدولية لضرب داعش هي من أجل ذلك ولكنها حملة تأديبية وليست أستئصالية , وطريقية تنفيذ الضربات الجوية يكشف نوايا القوم , ونوايا القوم لاتعرف ميليشيات الشيعة أبعادها , ولاتعرف كيف تواجهها ؟
أن العمل ألآرهابي التكفيري في سورية المخطط له توراتيا هو الذي تعمد ألآعتداء على مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب , وهو الذي قام بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي الكندي في مرج عدرا , والعصابات التكفيرية في سورية هي التي هددت حزب الله اللبناني المقاوم لاسرائيل ولذلك قام حزب الله بعمل أستباقي لضرب ألآرهابيين في القصير والقلمون بالتعاون مع الجيش السوري , وكان عمله ذلك لمصلحة الشعبين السوري واللبناني , ولكن المديا ألآعلامية المؤيدة للارهاب مثل الجزير والعربية ومن ينعق معهما راحوا يزيفوا الحقائق ويقولون أن حزب الله يضرب الشعب السوري وهو كذب محض ومفضوح , مثلما راحوا يشوهون الدور ألآيراني المساند للشعب والحكومة السورية ضد ألآرهاب ومخططات المحور التوراتي الصهيوني , وأمتد هذا التشويه للمجاميع الشبابية العراقية التي أنتصرت لمقدساتها التي أعتدى عليها ألآرهابيون بدون وجه حق , فكان الدفاع عنها واجبا أخلاقيا يدعمه الشرع , وأنا هنا أقول : من جاهد من الشباب العراقي بنوايا مخلصة للدفاع عن مقام السيدة زينب عليها السلام في سورية وقتل فهو شهيد أجره على الله , ولكن ألآعلام الغربي أتخذ من ذلك بوقا لينفخ فيه مثيرا للفتنة الطائفية التي لها في التاريخ ذكريات مؤلمة من أيام المأمون والمعتصم العباسي وماجرى لشيعة الكرخ من بغداد مع سنة بغداد من أتفاق على أضافة ” حي على خير العمل في أذان أهل السنة ” وأضافة الصلاة خير من النوم على أذان الشيعة , والناظر لهذا المستوى من العلاجات يعرف مستوى الجهل عند عوام القوم من الطرفين , فألآسلام أكبر من ذلك بكثير ولايتوقف عند سطح وشكليات ألآمور كما علمنا ذلك رسول الله “ص” في صلح الحديبية عندما أصر المشرك سهيل بن عمرو على يمحو كلمة رسول الله فوافق النبي “ص” بحكمته وطلب من عليبن أبي طالب أن يمحوها فأعتذر تأدبا , فقام النبي بنفسه “ص” فمحاها , هذا هو خلق النبي “ص” وعميق فهمه للآمور , لذلك أقول لآخواني من السنة والشيعة لاتتوقفوا عند الشكليات خصوصا تلك التي أستجدت عندنا جميعا وهي ليست من أركان الدين ولا من فروعه , وأنا هنا أسألكم جميعا : أليس شهادة أن محمدا رسول الله من أركان ألآسلام وأصوله , وهذا رسول الله يوافق على محوها من أتفاقه مع المشرك سهيل بن عمرو في الحديبية لالشيئ ألآ لينتقل الى مرحلة أخرى يسهل الله لهم الفتح الموعود والنصر المؤزر , ونحن اليوم قد أبتلينا بألآرهاب وألآحتلال فلماذا لانتحد ونعمل كيد واحدة لنطرد ألآرهاب الذي أهاننا جميعا , ونتخلص من ألآحتلال الذي أخترقنا جميعا وأضعفنا وتلاعب بمقدراتنا ولا زال يطمع فينا ؟
أعود فأقول :أن الميليشيات التي أندفعت لتحارب ألآرهاب سواء في سورية أو في العراق , وقد أصبح العراق أولى نتيجة تمدد داعش , وأنا أقدر خلوص النوايا عند الجميع , ولكن لا أرى سلامة التنظيم ولا أى حسن الموقف , فهناك أخطاء يجب أن نعترف بها قبل أن يتكلم بها فليب أسميت الذيكتب فيصحيفة فورن بولسي يقول أن الميليشيات الشيعية ترتبط بأيران أديولوجيا , وهذا الكلام تستمع له القيادة ألآمريكية والبنتاغون , مثلما يستمع اليه عربان الخليج والسعودية وما يسمى بجامعة الدول العربية وألآمم المتحدة الخاضعة لآمريكا فيصوغون منه شراكا يطوق الحكومة في العراق , ويرتهن مواجهة ألآرهاب بتلك المعادلة التي تحقق مأربهم , فلكم جميعا يامن أستهواكم العمل الجهادي سواء قبل الفتوى الجهادية أو بعدها , حيث حصل لدينا ميليشيات هي : العصائب , وكتائب حزب الله , وجيش المختار , وجيش المهدي , وبعد الفتوى الجهادية للسيد السيستاني , ظهر الحشد الشعبي التطوعي وهو ظاهرة وعي صحيحة موجهة ضد ألآرهاب وليس ضد أهل السنة كما يحلو لبعض الطائفيين والمنافقين والجهلة أن ينسبوها مما يحقق غايات أمريكا وأسرائيل شركاء زرع الفتنة ومعهم تركيا وقطر والسعودية , فهذه أسرائيل تحتضن ” 1300 ” جريح من عصابات داعش في مستشفياتها ماذا يعني ذلك ؟ وهذه تركيا تفتح حدودها لكل ألآرهابيين وتشتري منهم نفط العراق وسورية المسروق والمهرب من قبل عصابات داعش .
لذلك أقول لكل لسرايا السلام التابعة للتيار الصدري , وكتائب عاشوراء التابعة للمجلس ألآعلى , ولجماعة بدر , وكتائب حزب الله , وجيش المختار , وعصائب أهل الحق , وكل من يعمل في ألوية الحشد الشعبي , ولكل من يريد أن يعمل في مشروع الحرس الوطني من أهل السنة , ومجلس عشائر أهل السنة , أقول لهؤلاء جميعا بكل محبة , أذا أردتم محاربة داعش ونصرة بلدكم العراق فعليكم أن تتذكروا وصية نبيكم “ص” عندما قال : الله الله في نظم أمركم وصلاح شأنكم , فأنتم بهذا الحال غير منتظمين , وهناك أخطاء تمارس من قبل بعض المقاتلين لوحظت في جرف الصخر , وفي أمرلي والضلوعية , وفي مناطق ديالى , وهذه ألآخطاء مرصودة من قبل أعدائكم وهي تضخم وتأول ليحولوها ضد أخوتكم من أهل السنة , وهي ليست كذلك , فالخلل الذي حدث في الصقلاوية يقف ورائه ما أشيع عن حادثة مسجد مصعب بن عمير في ديالى , لذلك نرى أن ألالتزام بفتوى السيد السيستاني التي توجب العمل تحت راية الحكومة العراقية من أجل ألآنضباط ومنع الفوضى كما يجري في بعض الحالات ألآن , وفي نفس الوقت فأننا نؤكد أن السيد نوري المالكي رئيس الحكومة السابق قد أخطأ كعادته في عدم ضبط ألآمور وجعل الحشد الشعبي التطوعي تحت مسؤولية مديريات الشرطة وأغلبهم غير مؤهلين لهذه المهمة لآنتشار الفساد في أغلب رؤساء ألآجهزة ألآمنية فبعض ضباط الشرطة ألآتحادية يسرقون العتاد ويبيعونه في السوق السوداء وألخطأ ألآخر هو تشكيل مديرية للحشد الشعبي برئاسة فالح الفياض وهو رجل غير مناسب للمهمة , ولذلك لم تنجح أعمال مديرية الحشد الشعبي وظلت الفوضى سيد الموقف , وبهذه المناسبة نقول : نحن بحاجة الى جيش تطوعي شعبي أو حرس وطني لاخلاف على التسميات , ولكن المهم التنظيم والتوحد , ليكن لنا في العراق جيشا شعبيا جديدا بدماء جديدة يكون رديفا للجيش العراقي كما أصبح لسورية قوات الدفاع الشعبي , وكما شكلت أيران ” قوات البسيج ” لتكون رديفا للحرس الثوري والجيش ألآيراني , وبذلك تخلصوا من الفوضى , ومن يريد أن يتعلم من ألآيرانيين عليه أن يتعلم منهم كيف نظموا بلدهم وكيف بنوه بسرعة , وكيف أصبحوا قوة أقليمية , ونحن لازلنا يغار علينا , ويطمع في غزونا داعش وغيره ممن هانت عليهم نفوسهم وساؤا مثلا , لذلك على جميع أصحاب الميليشيات أن لايتخذوا من وجود ألآرهاب وألآحتلال ذريعة لتحقيق رغبات شخصية , وأهواء أنانية لايجني منها العراق شيئا سوى الفرقة والضعف مما يجعل ألآخرين يطمعون في خيراته التي لم يحصل أبناء العراق منها شيئا سوى النزر القليل , سارعوا لدمج مقاتلي ميليشياتكم في الحرس الوطني , وأسحبوا أيديكم عنهم ليكون للعراق جيشا موحدا وشرطة وطنية موحدة حتى نحقق هزيمة ألآرهاب ونرفع حجج ألآمريكيين ومن يروج لهم تهما ضد الحكومة العراقية حتى لاتحظى بمساعدات هي بأمس الحاجة اليها , ثم ليعلم كل من يتر أس ميليشيا في العراق وهم ممن يدعون التدين , أنكم لستم ممن تصح أمرته على ألآحزاب أو الناس , فأنتم لستم أفضل وأعلم الموجودين , ومن لايكون كذلك لايحق له أن يتصدى للقيادة , أنكم طالبي دنيا وعشاق مظاهر لايفرح بها ألآ من ضيع بوصلة ألآخرة , ومن ضيعوا طريق الهدى أنهم كألآنعام وهذا حكم القرأن , فهل لكم أن تتركوا العراق , كفاكم لعبا ومراهقة , فأن خدعتم بعض الناس , فأنكم لن تخدعوا الملائكة الموكلة بكم كما هي موكلة بكل الناس , ولن تفلتوا من منكر ونكير عندما يكون الحساب عسيرا .