ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون – 50- القصص-
كان الشهيد محمد صادق الصدر رحمه الله ظاهرة علمائية حركية جهادية لم تدرس وتقدم للشعب العراقي وللمسلمين تقديما يتناسب والقيمة الروحية التي أمتلكها الشهيد والبعد السياسي التغييري الذي رسمه لآصلاح القاعدة الشعبية التي كانت بين كماشة جلاوزة البعث ألآفراز السيئ في رحم ألآمة ,وكماشة الحصار ألآقتصادي الذي فرضته أمريكا كوسيلة لآذلال الشعب العراقي , عمل السيد الشهيد محمد صادق الصدر بين هذين الكماشتين , وأستطاع ألآفلات منهما مع ضريبة قاسية من ألآلتباس الذي نال شخصيته بسبب الجهل الذي عليه غالبية الناس , وبسبب الخذلان الذي واجهه من حساده , وأفة العلماء الحسد كما ورد عن رسول الله “ص”
كان الشهيد محمد صادق الصدر مخلصا في مشروع تغييره لايرجو ألآرضوان ربه وهكذا كان أستاذه ومعلمه الشهيد محمد باقر الصدر , رحلا عن هذه الدنيا ولم يورثا مالا , وأنما تركا فكرا هو للآمة غذاء وينبوع عز وأفتخار , وتركا جمهورا مبهورا عاشقا للكلمة الطيبة والعمل الصالح يردد ألآبيات الشعرية للدكتور داود العطار المجاهد الذي ذوى في ديار الغربة أيام هجرته في سبيل الله ” ومن يهاجر في سبيل الله يجد في ألآرض مراغما وسعة ” وهذا المعنى لايعرفه ألآ من عرف ربه , قال داود العطار يرثي الشهيد محمد باقر الصدر :-
باقر الصدر سلاما .. أي باغ سقاك الحماما
يا أبا جعفر نم قرير العين .. أنا قد هجرنا المناما
ومن المؤسف أن ألآعلام العراقي , وأعلام الحكومة التي يدعي بعضها ألآنتساب للشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر لم يعطي هذين العملاقين حقهما , ولم يساويهما حتى مع الذين لايساوون معشار عطائهما , ولايقاسون بهما من حيث القدرة على فهم معالم الكون والحياة وكشف أسرار المعرفة الموصلة بين فصوص الحكمة حيث يكون ألآستقراء طريقا للآيمان بالله كما عند الشهيد محمد باقر الصدر , وحيث يكون ألآنتظار طريقا ممهدا للدور العالمي الذي سيحققه ألآمام المهدي المنتظر كما في موسوعة الشهيد محمد صادق الصدر
من هنا كان أرث الشهيدين كبيرا وكانت أمانة حمل ذلك ألآرث أكبر , ومثلما كان أرث رسول الله “ص” في ألآسلام أمرا صعبا مستصعبا زلت به أقدام قوم , وثبتت له أقدام لم تلوثها مدلهمات الجاهلية , كذلك كان ألآمر مع الشهيدين , تخاذل بعدهما من تخاذل , وهوى من هوى , وتوهم من توهم , وثبت من ثبت , ولكن في زمن الهرج والمرج , وزمن البدع الذي أظهر الدواعش , تضيع الحقائق , ويفتن الناس ” أحسب الناس أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون ” وفي زمن الهرج والمرج وزمن الفتنة تسلق من تسلق بدون جدارة وأستحقاق , فكان أرث الشهيدين عرضة للآهواء حتى أصبحت ” الدعوة ألآسلامية ” وهي أرث الشهيد محمد باقر الصدر مشوهة لايعرف صحيحها ولايرى نهجها , وأصبح ” التيار الصدري ” وهو أرث الشهيد محمد صادق الصدر نهبا للآدعياء الذين وجدوا فيه بقرة حلوب , ومابين غوغاء ألآدعاء وشغب المشاغبين ظل مقتدى الصدر وحيدا يحمل أرثا كبيرا , له أتباع مخلصون هم مستضعفو وفقراء الشعب العراقي الطيب الذين بايعوا الشهيد محمد صادق الصدر يوم كانت البيعة نارا تكوي ألآيدي والرؤس , ولكن مسجد الكوفة تحول شاهدا , والنجف حوزة ناطقة لم يسكتها جبروث البعث وغواية أجهزته ألآمنية صاحبة القسوة المسرفة بالعنف , المتلذذة بدماء ألآبرياء , التي حولت العراق الى سجن كبير , فحولها الشهيد محمد صادق الصدر الى سجينة خائبة لاينفعها الندم , حتى أصبح قارونها في حفرة , وما أذل من سكن الحفر كما قال الشاعر :-
وليس أذل بيتا من .. اليربوع يتخذ الترابا
وصراحتي مع السيد مقتدى الصدر ستحرك نفوسا نفث فيها الشيطان وباضت وفرخت فيها العناكب والخفافيش , من أمثال الذين كانوا يعرفون عند العراقيين في لندن ” بنشال شارع كرومويل ” وأذا به يتسلق التيار الصدري ليصبح ممثلا له في البرلمان ثم وعلى ظهر هذا التيار الشعبي الوطني المقاوم يصبح ممن أثرى صاحب منصب سيادي , ويصبح من كان نكرة فوجد في جيش المهدي وسيلة للصعود , فراح ينقل بعضهم بسيارته متقربا بتزلف فحصل ما أراد وهو اليوم أحد المرشحين للوزارة , ومن قبل أصبح التيار الصدري سلما لبعض البعثيين والمنافقين فأصبح أحدهم وكيلا للوزارة , وتسلق بعضهم فأصبح ممثلا لكتلة التيار في البرلمان , وزحف أخر فأصبح ناطقا وهو ليس بناطق بالخير وأنما كما تنطق البوم تقليدا غير مفيد , كثرت المكاتب في التيار الصدري فكثر معها المتزلفون , وكثرت منابر الجمعة فكثر معها من لايعرف قراءة السور القرأنية , فضلا عن الذين لايعرفون أحكامها , همشت القاعدة الشعبية في التيار الصدري نتيجة الصعود المستعجل وغير المدروس لعناصر بحاجة الى أن تتعلم وتتأدب لاأن يطلق لها العنان وهي غير مكتملة , فتنتفخ ويكثر نقيقها كما الضفادع في البرك ألآسنة , ومن هذه النماذج من أصبح وكيلا لوزارة خدمية علمية وهو لايحمل مؤهلا يبرئ الذمة , ومنهم من أصبح وزيرا وهو لايعرفه الناس , ولايعرف هو كيف يتعامل مع وزارته التي يزدحم فيها الماضي والحاضر والمستقبل فأصبح أضحوكة للصحافة نتيجة تصريحات لاتنتمي لفكر ألآسلام وثقافته , ومنهم من أصبح وزيرا وهو لايعرف أبعاد العمل ألآجتماعي وتأثيراته , ومنهم من أصبح رئيسا لمجلس محافظة وهو من الذين كانوا يفرضون على الطلاب ألآنتماء للحزب الملوث بكل أنواع الجريمة .
السيد مقتدى الصدر : أن باب التوبة فتحه الله تعالى فلايجوز لآحد أن يغلقه , ولكن لايجوز للتوابين أن يتسلقوا ويأخذوا أماكن غيرهم , وهذا مايحدث اليوم في التيار الصدري , ولايجوز لمن يريد أن يتوب أن يجعل من هذه التوبة طريقا للتسلق بأسم هذا التيار الوطني المقاوم , فالتصدي في ألآسلام له حساباته وله قواعده وشروطه , والعلم وألآعلمية من الشروط التي أكد عليها القرأن , فهل الذين من حولك وفي مكتبك وفي تيارك ينطبق عليهم ذلك ؟ أم أن المحاباة والمجاملات وألآهواء الشخصية هي التي تلعب دورها وهي التي ترسم خريطة المشهد التنظيمي للتيار الصدري , أن الصعود المفاجئ للبعض لم يكن مبعث أطمئنان لشباب التيار , لماذا تتكدس أعداد جريدة صوت العراق ثم تكب في النفايات أو تحرق تخلصا من بقائها ؟ لان صحيفة صوت العراق لم يشرف عليها من هو أهلا للثقافة , ولذلك لم تحصل على كتاب مرموقين , والكتابة فن لايقدر عليه من هب ودب , لماذا لاتحافظ مؤتمراتكم الثقافية على نخبة فكرية موجودة في البلد , ولماذا تحولت مؤتمراتكم الثقافية الى سمسرة يقودها الطارئون على الفكر والعقيدة الذين يستجلبون من الجامعات ومن تكايا غير معروفة من رخصت بضاعته ومن هو ليس أهلا للعطاء ؟ ألآ ترى أن كل ذلك يحملك مسؤولية لاتستطيع الدفاع عنها يوم تنشر الصحف ويكون ألآنبياء شهودا على أممهم , ويكون الرسول شهيدا علينا وعلى الناس كافة , وألآئمة ألآطهار هم صالح المؤمنين لوظيفتهم التي لم يحترمها البعض , وتياركم بمسؤوليه ممن لم يحترموا تلك الوظيفة الكونية