17 نوفمبر، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

مهن أوجدتها الكهرباء مشكورة

مهن أوجدتها الكهرباء مشكورة

نعم ولا غرابة والحقائق والوقائع على الأرض شاهد للعيان ولكن لأن الامر اصبح مالوفاً لذا لابد من ان يستغرب القارئ وبعد القراءة سيجد ان الذي يقال في هذه الكلمات ماهو الا امور جد عادية ومألوفة ومتداولة بين الناس على مر الايام والفضل الاول والأخير يعود الى الكهرباء الوطنية او الى وطنية الكهرباء ولعل الامر مدروس على مستوى النخبة في تلك الوزارة العتيدة والتي يقودها التقنوقراط وربما هي الوزارة الوحيدة التي يقودها الاختصاصيون دون باقي الوزارات التي يتسيدها مبدا المحاصصة فأغلب الموظفين على قمة الهرم هم من السادة الذين عملوا في هذا
القطاع منذ سنوات وعرفوا خفاياه وزواياه ولعل تقديم الفرص الى العاطلين من خبرة اولئك السادة…اليوم وفي بابل درجة الحرارة يقال انها (46) درجة مئوية لكن الغريب في هذا الأمر ان قوالب الثلج لا تتأثر بحرارة هذه الدرجة التي عندها يتاثر حتى الحمار وهناك مثلا قديم سمعناه من اهلنا رحمهم الله يقول (الحر اليوم ايبول المطي دم) وهذا تعبير وتدليل على ارتفاع درجة الحرارة نعود الى الثلج وهذه المهنة الأولى التي أوجدتها الكهرباء في العراق لتنتشل الشباب من تسكعهم في الشوارع وتبنى معامل لهذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها ولو ان اكثر انواع هذه
المادة لها تأثير سلبي على صحة المواطن لأن المعامل المصنعة لا تدخل تحت المشاهدة والرقابة الصحية والمعامل تستخدم المياه غير المعقمة ولعلها حاملة لجرثومة الكوليرا بسبب غرف السيارات الحوضية من الأنهار الى المعمل مباشرة حتى لو كانت مجزرة الحلة الكبير ترمي بأوساخها في شط الحلة لكن لا يهم فجرثومة الكوليرا لم تجد لها مكاناً الا في العراق بعد ان هربت من كل دول العالم وهذا أيضا سببه الكهرباء لو كانت الكهرباء مستمرة لما استخدم المعمل المياه الاسنة لصناعة الثلج فتصور كم عامل يعمل في المعمل الواحد وكم بائع لهذه المادة في الشارع يبيع
الثلج…
اما صناعة المهافيف العراقية والتي هي اليوم صناعة رائجة في الريف تباع في ارقي الاماكن والمحال التجارية ولاغرابة ان تشاهد شخصاً ذا هندام متميز يرتدي ربطة للعنق وبيده اليسرى تتدلى حقيبة تشير الى انه ذا مركز مرموق ويحمل بيده اليسرى مهفة محلية الصنع ذات الوان زاهية خرجت هذه المهفة من البيوتات العراقية الفقيرة التي تحيط بها بساتين النخيل لتجلس النسوة العراقيات وقت العصر وهن يحكن تلك الالة التي يحملها المهندس والمحامي والدكتور وهو يعيش في العام (2008) وما ان تدخل الى مكتبه الراقي والذي يحمل السمات العصرية حتى تجد تلك الآلة أمامه وهو
يحملها بين فترة واخرى ليداعبها يمينا وشمالا ليحرك الهواء امام وجهه ولك ان تتصور كم من عائلة تعتاش على هذه المهنة التي اوجدتها الكهرباء الوطنيىة او وطنية الكهرباء ابتداء من متسلق النخلة الى حائكة المهفة الى بائعها عند تقاطعات الطرق المزدحمة والحق يقال ولعلي ليس الوحيد الذي شاهد هناك نوع دخيل من المهفات على السوق العراقية وتؤدي نفس الغرض المرجو منها وهي المهفة البلاستك واستغربت اول مرة عندما قرأت اسفل تلك الالة ان الصنع تم في جمهورية الصين الشعبية او في الجمهورية الاسلامية الايرانية او في الجمهورية السورية العربية وعند سؤالي
هل ان تلك الالة تستخدم في تلك الدول جاء الجواب ابدا حتى انهم لا يعرفوها ولم ترها شعوبهم لكن لحرص الكهرباء العراقية ووطنيتها ساهمت برفد الاقتصاد لتلك الدول والقضاء على الكساد الصناعي التي تمر به الدول الصناعية اليوم…اما قصة المولدات البيتية فلها شجون وارهاصات وأفراح وأتراح وآلام فلا يمكن ان ترى بيت عراقي اليوم ليس فيه مولدة كهربائية وكل المولدات مصنعة في دول أجنبية وهذه الدول لا تستخدم تلك المولدات ومواطنوها لا يعرفونها ولم يسمعوا بها لأنهم يتمتعون بوطنية كهربائهم ولمدة (24) ساعة باليوم وهذا يعني ان تلك الدول تصنع هذه الآلة
للعراق فقط وبمساهمة الكهرباء الوطنية العراقية التي يهمها رفد الاقتصاد الصيني والماليزي والكوري والسنغافوري التي تصنع تلك الآلات وبعد ذالك وجدت لتلك الالة مصلحين وباعة وباعة ادوات احتياطية وباعة وقود جوالين يحملون البانزين بعبوات بلاستيكية يبيعونها على أصحاب المولدات وتصور كم من الناس الذين استفادوا من تلك الآلة ابتداء من المستورد الى البائع الى المصلح الى بائع قطع الغيار الى باعة الوقود في الطرقات ولا يهم الكهرباء الوطنية ما يذهب هباء من الأموال العراقية وبالعملة الوطنية وبالدولار الأمريكي الى خارج العراق اليس العراق
اكبر بلد فيه خزين نفطي في العالم ..اما المولادات التي تعمل بزيت الغاز (مولدات الشارع) التي تبيع الكهرباء الى المواطنين والتي تعتبر وجزاها الله الف غير اكثر حرصا على الموطن من الوطنية لأن أصحابها يرفدون البيت العراقي بأكثر من ست ساعات كهرباء وبعضهم يتجاوز هذا الرقم ولك ان تتصور عزيزي كم من العمال ومن اصحاب المولدات انتشلت هذه المولدة العاطلين عن العمل ناهيك ايضا مصلحيها وبائعي اسلاكها وأجهزتها ومتطلباتها وماتحتاجها هذه المولدة من تداعيات لجعلها الآلة الاكثر حبا للشعب هذا لو اجرينا أي استفتاء لفازت تلك الالة بالاستفتاء
وهناك محركات صغيرة تعمل على الكهرباء الوطنية والمولدة فبما ان الكهرباء الوطنية فارقت دوائر الماء واصبح الماء الواصل الى المواطن شحيح جدا صار لزاما على المواطن ابتكار او شراء جهاز لسحب الماء الذي هو في افضل حالاته يدخل الأنبوب فقط وليس هناك من يدفعه ليخرج من ذلك الأنبوب(البوري)لذا صار لزاما على المسكين المواطن اخراجه بالقوة ليغسل وجهه قبل الذهاب الى باب الله وبالتالي احتاج الى مضخة الماء الصغيرة (ماطور الماء) وهذا ايضا وجدت له المحلات والباعة والمصلحين والأدوات الاحتياطية..
اذن ان وطنية الكهرباء العراقية اشتركت في سحب العاطلين من الشارع ووجدت لهم أعمالاً يعتاشون عليها هم وعوائلهم حتى تستمر الحياة وفي الوقت نفسه ساهمت هذه الوطنية بالمشاركة في مساعدة بعض البلدان العدوة والصديقة والشامتة للعراق ان تستمر معاملها المتهالكة بتصدير مثل هذه الأشياء والتي توقف العمل بها في تلك البلدان بسبب وطنية الكهرباء في تلك البلدان … لماذا اللوم اذن على الكهرباء المهم هو ان العراقيين دائما يجدون الاختراع المناسب لحاجاتهم والكهرباء اول من وجد تلك الاختراعات وفي هذه المناسبة العزيزة والعراق يعيش تحت تأثير درجات
حرارة وصلت الى الخمسين وفي رمضان المبارك نقول للكهرباء ومن يعمل في الكهرباء رمضان كريم عليكم وكل عام وانتم بخير
(وعساكم من….من من …عواده)

[email protected]

أحدث المقالات