18 ديسمبر، 2024 9:59 م

لبلاد الرافدين ,,,رائحة طيبة
ولون مميز ,,,,
وهوية عميقة ,,,تمتد لالاف السنين
وهذا الامر ,,,يفهمه عاشق
او,,,شاعر
ترعرع جذرهما في اعماق التربة ,,,
او,,,كيميائي مختص
بعلم الروائح والالوان ,,,,
ولعل عشق بلاد الرافدين,,,
لايحتاج لمقدمات,,,
ولايحتاج لرتوش مزيفة,,,
ولايحتاج لكلمات واناشيد مصطنعة,,,,
لانه فطري ,,,وبديهي
في نفوس الارواح البريئة ,,,,
التي لم تنهش اللحوم الحرام ,,,
ولم تخلط مالها ,,,,بالشبهات والدسائس
ولم تفكر لحظة في الخيانة,,,
خيانة الملح والتراب ,,,,
روادتني تلك الافكار ,,,وانا ارى رجل في السبعين
من العمر,,,وهو يرتدي بدلة عامل النظافة
ويحمل بيديه “مكنسة”,,يجمع بها الاوساخ والنفايات
ويرميها في الحاوية ,,,المتموضعة في شارع الجمهورية
في منتصف مدينة كربلاء,,,,
هذا الرجل السبعيني,,,الاكثر التصاقا بالارض
والاكثر وفاءا للارض,,,
والاكثر عشقا للارض,,,,
رغم تجاهله ,,,وازدرائه من اغلب مؤسسات الدولة
ومن اكثر طبقات المجتمع الرافديني,,,
يستحق ان يعيش في وضع مادي ومعنوي افضل,,,
من الوضع الحالي,,,
خاصة وانه لايستلم الاراتب شهري بسيط,,,
ربما لايكفيه لمدة عشرة ايام ,,,خاصة وانه يعيل
عائلة كبيرة ,,,من خمسة افراد
ثلاثة بنات ,,,واثنين من الاولاد
ولا ابالغ حينما اقول ,,,,انه يقدم لوطنه
ولمدينته ,,,ولمجتمعه الكربلائي
اكثر مما يقدمه ,,,,المحافظ
او ,,,القائم مقام
او ,,,مدير البلدية
هذا الرجل “مهندس النظافة “,,,
هو “ملح الارض”,,,
و”عطرها -الطيب”,,,,
ولكن من يعطيه “حقه -المشروع”,,,
واغلب المسؤولين ,,,قد غطوا في سبات الغفلة
والمال الحرام ,,,,
ياللعار؟؟؟؟؟؟