لقد انتقل السيد ابراهيم الجعفري من حملدار عندما كان لاجئا في لندن الى منظر فكري وسياسي ، وتبدى ذلك من تصريحاته الاخيرة حول اللاجئين والظروف الاستثنائية التي دعتهم للهجرة ! ! مطالبا اوروبا لقبول اللاجئين العراقيين ورعايتهم . ويقارن هؤلاء اللاجئين به وبجماعته عندما كانوا لاجئين في بلدان العالم هربا من حكم المقبور صدام . ولم يسأل نفسه اذا كان هو قد هرب من حكم صدام فلماذا يهرب العراقيون الان من بلدهم وهم تحت حكم حزب الدعوة الذي جاء بديلا عن حزب البعث في حكم العراق . اليسوا هم الذين كانوا يعدون العراقيين بحكم اسلامي عادل او حكم ملائكي على حد قوله . ولماذا يهرب كل هذا العدد من حكم يدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية العادلة . الا يسأل نفسه ان الحزب الذي اسمه حزب الدعوة الاسلامي قد تحول بعد استلامه للحكم الى حزب الدعوة للقتل والنهب والفساد في الارض وما الذي فعله قياديي
حزب الدعوة من امثال الجعفري والمالكي ثم العبادي في حكم العراق . ولماذا يهاجر اكثر من ثلاثة ملايين عراقي من مدنهم واراضيهم لو كان هناك حكم نظيف وعادل . ثم الا يسأل الجعفري نفسه عن اسباب كثرة المهاجرين العراقيين الان مقارنة مع حكم المقبور صدام . ان السياسة الفاشلة والممارسات المغلوطة هي التي دعت السكان العاديين للهجرة بهذا الكم الكبير . وهذه الهجرة شملت كل طوائف المجتمع بلا استثناء ، شيعة وسنة ومسيحيين وايزديين وشبك وصابئة مندائيين وكورد وتركمان . والاكثر من هذا لا يريد زعماء الدعوة الاعتراف باخطائهم او غبائهم على الاقل ، ان لم يكونوا عملاء قاصدين تدمير العراق تدميرا منهجيا منظما بناءا على اوامر من قيادات خارجية. .والا ماذا نفسر رغبة المالكي بالعودة الى الحكم وهو الذي اعترف بانهم فشلوا فشلا ذريعا بادارة الدولة . الا يوجد غير حزب الدعوة في العراق ليقود الحكم فيه او ليكون رئيسا للوزراء . هل خلا العراق من الناس النزيهين الطيبين المخلصين لوطنهم والقادرين على ادارة دفة الحكم حتى نستعين بحزب الدعوة فقط او نستعين بسقط المتاع من الطوائف الاخرى لنظفي بعض الشرعية الموهومة على الحكم .ثم الا يوجد منهم رجل رشيد ليقول لهم لماذا كل هذه الفوضى التي عملناها في العراق والتي ادت الى هجرة كل هذه الاعداد المخيفة من البشر . .
والشعب هل استكان لهذه الدرجة لحد انه اصبح اسيرا لعصابات من اللصوص وقطاع الطرق القابعين في الوزارات والبرلمان والهيئات المستقلة البعيدة عن الاستقلال . هذا الشعب العراقي الذي ثار على اعتى عتاة السلطة اليس قادرا على الثورة ضد مجموعة جاهلة متخلفة ومنحطة . هل تم غسل دماغ العراقيين ام نوموا مغناطيسيا او طائفيا لمثل هذه الدرجة التي اصبح فيها الناس لا يطيقون بعضهم بعضا وميليشيات تقتل احداها الاخرى
اذا لم يع الشعب عظم الكارثة التي اوقعوه بها . واذا لم يصح من غفوته والكوابيس التي تراوده . واذا لم ينتفض على قتلته وسراقه ومهجريه فأنه لن يستحق الحياة.. ولكننا نرى الان جذوة حرة شريفة رفعت راياتها ضد اللصوص وقطاع الطرق الذين تبوئوا الحكم بغفلة من الزمن. . وهذه الكوكبة المنتفضة هي الامل الوحيد للشعب من اجل استعادة انسانيته وكرامته المهدورة وهذه النخبة من الشعب هي التي ستطيح بكل الاقزام الذين باتوا يشرعنون وينظرون للفشل والجهل والتخلف
نحن قوم لا نطيق اشباه الرجال