17 نوفمبر، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

مهزلة السياسة الخارجية العراقية

مهزلة السياسة الخارجية العراقية

من المتعارف عليه عالمياً إن الدول تسعى دائماً عبر سياساتها الخارجية إلى حماية مصالحها وأمنها الداخلي والمحافظة على ازدهارها ومصالحها الأقتصادية ، وقد تحقق الدولة هذا الهدف عبر التعاون السلمي مع محيطاها الأقليمي أو عبر الحرب والعدوان والهيمنه واستغلال الشعوب مثلما تقوم سياسات اغلب الدول الكبرى ومنها على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية .يبدو جلياً للعيان مما سبق إن السياسة الخارجية العراقية وديبلوماسيتها بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية والقومية ، فهي تعاني قصوراً واضحاً من ١٣ عاما ، فهي رهينه بمصالح ضيقة وليس لها اي علاقة بأهداف وأسترتاتيجيات ثابته وهي بعيدة كل البعد رغبات الشعب وتوجهات مكوناته . 
ان السياسة الخارجية للعراق اليوم تعبّر أصدق تعبير عن حالة رثة من الأنفصام الفكري والسلوكي ، بل وحتى الأخلاقي ، فهي تناقش أخطار وتحديات وهمية كثيرة ، فيما يعملون حثيثاً للمضي قدماً لتدمير العراق من الداخل وجعله متهالك ، ليكون كلقمة سائغه يسهل عليهم بلعها ، فالديبلوماسية العراقية هي اليوم وجه بشع حقيقي يعكس حالة الأنهيار البشعة التي تعيشها الدولة وهي تئن تحت مشاريع التقسيم الطائفي والأستبدال الديموغرافي بعد ان تم تحويل العراق قلعة الشرق _ سابقاً _ لكيان منخور هش وضعيف حطمت مناعته الداخلية فايروسات الطائفية والمناطقية والعشائرية الرثة ، بل تحول لفضيحة إقليمية ولمستوطنة فشل بقياداته الطائفية الرثة الموالية لأيران وبأحزابه الدينية الكريهة مما جعله بلداً مستباحاً أمام غزوات بشرية تهدد بتداعياتها الأمن الأقليمي بأسره بعد أن تحولت السيادة الوطنية لخرقة بالية يتمسح بها أهل الولاء الخارجي الذين حولهم زمن الغفلة في العراق لقادة وحكام يسيرون بالعراق نحو الهاوية وبكل جدارة .
هذه السياسة البالية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها أمام الأتراك في تدخلهم العسكري في شمال العراق لم تُحرك ساكنا أو تنبس ببنت شفة ضد التصريحات العدوانية _ في حينها _ والمدمرة لأسس السيادة العراقية التي أطلقها أحد جنرالات الجيش الأيراني المدعو ( عطاءالله صالحي ) والذي أنكر حق العراق في فرض ( التأشيرة ) على الزوار الأيرانيين للعراق بدعوى التبعية التارخية للعراق لإيران ، وهو كلام خطير يمثل حالة إرهاب واضحة لم تُحرك مشاعر وزير خارجيتها التابع لإيران أصلاً لرفضه وإستنكاره والرد عليه ، وهو أيضاً رئيس التحالف الوطني ( الطائفي ) الحاكم ( إبراهيم الجعفري ) المشغول أصلاً بالتنظير والفلسفة الفارغة والذي حول السياسة الخارجية العراقية لمهزلة حقيقية في دولة أختلطت فيها كل عوامل الفوضى مع عدم الكفاءة في التعامل مع التدخلات الخارجية عموماً والأيرانية خصوصا ، والتي هشمت بالكامل الديبلوماسية العراقية وجعلتها في دولة الفشل العراقية الخالدة مجرد أطلال واهية .ان السياسة الخارجية للعراق لم ولن تنجح سواء كانت محايدة او منحازة لطرف أقليمي او دولي مالم تكن نابعة من صميم المصلحة الوطنية ورغبات ابناءه . 
هنا ندعو التحالف الوطني باعتباره من شكل الحكومة لإعادة النظر بالسياسات الخارجية وأختيار الشخصية الواقعية المناسبة لهذا المنصب بعيداً عن المحاصصة الطائفية القذرة للحفاظ مصالح وسمعة هذا البلد .

أحدث المقالات