18 ديسمبر، 2024 8:19 م

مهزلة الربط الكهربائي بين القاهرة وبغداد

مهزلة الربط الكهربائي بين القاهرة وبغداد

جلب انتباهي خبرا منشورا على الانترنيت مصدره وكالة نون، بتاريخ 3/7/2021 إن القاهرة تستعد لسد عجز بلاد الرافدين من الطاقة الكهربائية، من خلال تزويدها بنحو 700 ميغا واط، وذلك خلال فترة سنتين من الان أي نهاية عام 2024. ويتم ذلك عن طريق إعادة هيكلة خطوط الربط الكهربائي _المصري الأردني-. وان وزير الكهرباء المصري محمد شاكر ان هنالك اتصالات مع الأردن لزيادة سعة خطوط الربط بين الجانبين قبل مدها الى بغداد. وان كلفة هذا الربط تعادل (2،2) مليار دولار امريكي.

وستبدأ نهاية عام 2024 ويشكل تدريجي، وهذا أحد مواضيع القمة المناقشة بين الرؤساء الثلاث العراقي والمصري والاردني. الى هنا اكتفي بهذا الجزء من الخبر. ولا اعلم لماذا نصر على ان نكون مستهلكين وليس منتجين، ولماذا نصر على استيراد الغاز والكهرباء من إيران، ثم نتوجه صوب مصر. ان المليارين وال 200 مليون دولار يمكنان توفر بها لنا شركة سيمنز الكهرباء داخل بلدنا قبل نهاية السنتين، وبإضافة أخرى من واردات النفط المضافة بالدولار يمكن ان نؤسس لإنتاج آلاف الميغاواط. الم يتساءل المخططون بعد سنتين كم ستزداد الحاجة للكهرباء.

بلد الرافدين يفترض ان يقوم بتصدير الكهرباء لا ان يستوردها، دول الخليج تتجه لبناء المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية ونحن نتجه لربط يتم بعد سنتين لشراء قَدَرٍ ضئيل من الكهرباء بمال وفير ، الم تتوجه مصر لسيمنز لإنشاء الكهرباء في بلدها قبل عدة سنوات وأصبحت الان تصدر، لكن مسؤولينا صرحوا انهم اتفقوا مع سيمنز منذ عدة سنيين ولما جاءت سيمنز الى بغداد للعمل، رفضوا التوقيع معها وطردوها. بربكم هل من عاقل يقبل بهذه الحلول الترقيعية، ولماذا لا يسمح للعراق بإنشاء الطاقة الكهربائية التي بدونها لا يمكن ان تنشأ الزراعة ولا الصناعة ولا الصحة ولا التنمية ولا الراحة ولا السكينة في المجتمع.

هل هنالك فيتوا على العراق من أحد بمنعه من امتلاك الكهرباء، وان يُدمر البلد وتدمر الزراعة والصناعة والخدمات والانسان ويبقى مستهلكا وبنصف حاجته منها، ان منظر العراقيين وهم يعانون من الحر الذي يسجل اعلى درجة في العالم في العراق وهم يتلوون ويتذمرون ويشتكون الى الله جراء معاناتهم القاسية، ليدمي القلوب. ويحرك الضمائر، وتفتح له أبواب السماء، فمتى تحرك ضمائر مسؤولينا ومخططينا، ليتجهوا نحو بناء كهرباء وطنية تسد حاجة البلاد وتشرح صدور العباد.