18 ديسمبر، 2024 6:30 م

مهرجان بابل وأعداء الفرح

مهرجان بابل وأعداء الفرح

كان البابليون يحتفلون أمام بوابة عشتار وهم يظهرون في أحلى زينتهم وكذلك كان يعرض ماقامت به المدينة من إنجازات في المشاريع والفنون
ولكن بعد سقوط بابل على يد كهنة المعبد بدأ الإنهيار , الكهنة كانوا يمارسون الحيل والخداع للناس ومنها خدعة ميكانيكية حيث يلفون بكرات بحبل ويربطونها تحت البلاط ببوابة معبد مردوخ ومجرد إشعال النار على المذبح ينفتح الباب أوتوماتيكيا ً فتنطلي الخدعة على العامة ويعتقدون أن معجزة قد حصلت وما أشبه الليلة بالبارحة ! ثم دلفنا فترة الغزو الاسلامي بالسيف على يد خالد بن الوليد وتغلغل علي ابن أبي طالب والتفاف الموالي حوله حيث استقر في الكوفة على أطراف وادي الرافدين وتمكنوا بالخداع تارة والسيف تارة من التغلغل في وادي الرافدين وبث هذا السم والعبودية المقدسة ولايزال الحبل على الغارب وهم الآن يقاومون كل شعلة تنوير وكل صرخة تمرد واحتجاج كما قلنا تحالف السلطة ورجال الدين وعلى رأسهم سيستاني
وفق فتاوى سيستاني الغناء والمعازف حرام فما بالك إذا كان صوت المرأة وهو يعتبر عورة , أتذكر مقولة المفكر والموسيقي ومطور آلة العود النضر بن الحارث كان يقول للنساء المغنيات : اسقيه واطعميه وغنيه خير له من أن يموت بين يدي محمد , الشيء الثاني في العراق لاتوجد دولة بل سلطة ميليشات وعمودها الفقري الجنرالات وطبقة رجال الدين , صحيح الفرح علميا ينشط الدماغ ويدفأ الجسد والحزن يطفأ الجسد ويجعله باردا كالجثة الميتة , الوعي لايـأتي من فراغ الوعي نتاج وحصيلة حيث الجسد هو الشجرة والثمرة هي العقل , لهذا من خلال بعض ماقمت به من بحث وجدت مايلي : الوعي العراقي في أزمة بما فيهم أنا حيث في لاوعينا تكمن بقايا الحشو الديني وبقايا الخوف والحشو من أيام المستبد صدام ولهذا علينا مهمة أولية وهي تنظيف عقلنا مما علق به من مخاوف وأوهام , أي أن يكون
العقل سليماً والجسد قويا ً حيث السمكة الميتة يجرفها التيار والسمكة الحية تسبح ضد التيار ( مشكلة لدى العراقيين مع الجنسيين المثلييين ومع اليهود ومع نصف المجتمع المرأة ) , لهذا الوعي ينبثق من الدماغ والدماغ يتخذ قرارات صحيحة إذا تم تزويده بالمعرفة . من أين نحصل على المعرفة ؟ مصدرها بحسب ما أعتقد : الإطلاع على نظرية التحليل النفسي ومدارسها بحيث يقف الإنسان مع ذاته ليعرف كمية ونوعية الكبت والقمع الجنسي والعدواني الذي تعرض له ومدى نسبة الشعور بالذنب والندم الذي تغلغل فينا أي لابد من المعافاة والفرح واستعادة البراءة الطبيعية وطبعا الحوار اللامتناهي مع الذات والآخر والجدل الديالكتيك ومصدر آخر للوعي هو الإطلاع على نظرية التطور كنقيض للسرد الابراهيمي في الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام , يمكن مراجعة سلسلة على اليوتوب قمنا بها وهي رمزية الشجرة والطائر والأفعى والصليب ( الشجرة = المرأة = الكعبة , الأفعى = القضيب , الطائر = الفرج = الحجر الأسود , الطواف حول الكعبة هو طقس تمثيلي للطائر والأفعى حيث الصفير والتصفيق يمثلان فحيح الأفعى وحركة جناحي الطائر والطواف الدائري حول المرأة هي بقايا الفترة الأمومية والجدير بالذكر أن مجتمع الجزيرة هو مجتمع أمومي وفيه المرأة كانت ملكة والهة ) , وكذلك تعلم لغة أجنبية وتعلم آلة موسيقية ( المعازف ) هذا يجعل الدماغ غير منكمش بل يزداد ذكاء ً وفطنة ً , ماهي الحرية ؟ هل هي وعي الضرورة أم هي تعزيز مباديء حقوق الإنسان أم هي فسحة في الرأس وفسحة في المكان, هناك أوراق علمية تقول : أن الإرادة الحرة وهم ولكن زيادة كفاءة عمل الدماغ تحصل عندما يزود بالمعرفة كما قلنا آنفا ً , ( كل تركيب معقد يتضمن الفوضى والنظام ) الفوضى ضروررة لأن الفوضى تؤدي الى النظام والنظام يؤدي الى الفوضى ولايوجد سور صيني بينهما والفوضى والعبث أساسي في الكون والبيولوجيا , تحاول النصوص الدينية أن تركز على النظام وهذا نصف الحقيقة وتسكت عن الفوضى التي تحصل حتى في الجينات بالطفرات العشوائية الغبية التي تسبب تراجيديا قاتلة للأطفال , الاعتراف بهذا يجعل الانسان أكثر قوة وقادرا على التعامل مع كل المفاجات في جسده و في العالم وليس كائنا ضعيفا ً يتمسك بحبل وهمي ووسائط خيالية , في ردودي ليس هناك أي نية للنيل من الشخص بل هي محاولة الفهم ومحاولة تصحيح ربما سوء التفاهم , يمكن مهاجمة الفكرة وليس مهاجمة الشخص , هناك مقولة تقول أن الشخصية العامة يجوز السخرية منها ؟ أنا حساس أزاء الكلمات فالكلمة يمكن أن يكون لها وقع أشد من الرصاصة ويبقى أثرها عشرات السنين , , هانحن نفكر بالفعل ورد الفعل ولابأس أنني نفسي أصحح أخطائي وأحاول أن أطور نفسي ,اعتقد أن العراقيين يحبون الغناء والفن وصعب جدا على رجال الدين أن يدجنوهم في هذا المجال بل وجدت ظاهرة غريبة وهي انتقال الإيقاع والرقص والغناء الى الطقوس الحسينية
2_
في المكتشفات التاريخية أن أول آلة موسيقية (القيثارة الذهبية) قد وجدت آثارها مطبوعة على أختام أسطوانية تعود إلى عصر فجر السلالات 2800 – 2700 قبل الميلاد، وكانت بأربعة أوتار مشدودة بشكل متوازن على ظهر حيوان يمثله رأس ثور.
في حين ظهرت آلة العود في العراق القديم في العصر الأكدي تحديداً في الفترة ما بين 2350 – 2150 قبل الميلاد، وعرف أهل الجاهلية آلات تشبهه.
وفي كتاب الأغاني الكثير من أسماء العازفين والمغنين وكذلك الخلفاء والعلماء الذين شجعوا الموسيقى وعزفوا على العود مثل الكندي والفارابي وابن سينا واستخدموه في شرح النظريات الموسيقيةِ .
وتميز من بينهم زرياب عازفا ًوملحنا ًقبل أن تدفعه الغيرة في قصر هارون الرشيد إلى الهروب للأندلس وتأسيسه أول معهد لدراسة الموسيقى في تاريخ أوروبا والأندلس؛ وهو أول من أدخل خيوط الحرير في صناعة الأوتار (الرابع والخامس) بينما الأول والثاني والثالث من أمعاء شبل الأسد لكونها تملك أصواتاً صافية جهورية أضعاف ما في الحيوانات الأخرى ,
كتاب الأغاني، من أغنى الموسوعات الأدبية التي أُلفت في القرن الرابع الهجري، وهو مؤلَّف ضخم، ألفه أبو الفرج الأصفهاني المتوفى عام 356هـ. ومادته تقوم على جمع المؤلف للأغاني المتميزة (أصوات) في عصره والعصور السابقة عليه مع ذكر لطرائق الغناء فيها. ثم يتبع ذلك بشروح وتعليقات لما تحويه هذه الأصوات من أشعار وإشارات. وقد استغرق تأليف الكتاب زهاء خمسين عامًا .