23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

مهرجان الطين في العراق من صنع الطبيعة والبشر

مهرجان الطين في العراق من صنع الطبيعة والبشر

مع اول قطرة غيث في العراق يستغيث المواطنون وتتعالى الشكوى لأن البيئة الحضرية في مدننا شبه معدومة من الخدمات . وتكشف موجات المطر في كل شتاء عن هشاشة البنى التحتية في جميع مناطق العراق منها ضعف مجاري تصريف مياه الامطار وانحسارها في مناطق اخرى مما يؤدي الى حدوث حالات من غرق للمناطق وشلل كامل فيها خاصة المناطق التي لم تحظ بمشاريع المجاري وتبليط الشوارع . كما اظهرت الوقائع ان الجهد البلدي في عموم مدننا لم يكن بالمستوى المطلوب لمواجهة حالات الامطار الغزيرة من حيث قلة عدد الآليات والكوادر الهندسية والخدمية كما ان “المناطق الي تواجه ارتفاع كميات المياه ، يأتي بسبب كونها مناطق قديمة وتعاني من التجاوز” كما صرح بذلك مصدر مسؤول في امانة بغداد .
عدد من المدن العراقية اعلنت حالة الطوارىء بسبب الفيضانات التي اجتاحت مناطقهم جراء الامطار الغزيرة فضلا عن السيول الجارفة التي دمرت عددا من القرى والارياف وقطعت الطرق وفصلت مناطق عديدة عن التواصل مع العالم الخارجي . برهنت تلك الاحداث ان التوجه نحو بناء بنى تحتية او اعادة اعمارها مفهوم غائب عن اجندات الحكومات العراقية المتعاقبة التي اهملت فكرة البناء ومفهومه الذي ينعكس على بناء الانسان وتتمسك بالحلول الآنية واعلان العطل لدوائر الدولة تفاديا لإحراجها . وان ملف الامطار كشف عن حجم الفساد في الدوائر البلدية واهدار المال في مشاريع ثانوية دون التوجه نحو المشاريع الاستراتيجية . وان نكبة المدن العراقية بمياه الامطار ازاحت ورقة التوت عن حقيقة عمل الجهات ذات العلاقة في الامر .
والصور القاتمة لمدننا نجدها بعد نهاية ابسط زخة مطر حيث يحتفي العراقيون بمهرجان الطين الذي ” يزين كل شارع ودربونة نجد المواطنون ينزلقون على الطين وسقوطهم ترافقه سمفونية المطر الحزينة والراقصة .. فأيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر .

حكومتنا العتيدة : المطر هبة السّماء من الله تعالى للأرض، وقُبلة دافئة تعطي الخير الكثير للبشر، وهو يعني السّخاء، والحنان . وكلمة مطر تُعطيك الإحساس بتدفق في كلّ شيء من المشاعر، والأحاسيس، والرّقة، والشّفافية، فهي كلمة شاعريّة استلهم منها الشّعراء قصائدهم في الحبّ، والجمال، والعطاء، هو النّور الذي يُضيء الأرض، ويشعرك بنقاء وصفاء كلّ شيء حولك . فلا تجعلوه نقمة بعد نعمة .