23 ديسمبر، 2024 12:01 م

مهرجان الجواهري العاشر والأخطاء العشرة !

مهرجان الجواهري العاشر والأخطاء العشرة !

محمد مهدي الجواهري :  هو محمد بن عبد الحسين مهدي الجواهري ، شاعر عراقي يعتبر من أهم شعراء العرب في العصر الحديث.وهو من شعراء الرعيل الثاني في العراق ؛ كالشاعر جميل صدقي الزهاوي وعبد المحسن الكاظمي ومعروف عبد الغني الرصافي ومحمد مهدي البصير  وأحمد الصافي النجفي وعلي الشرقي .. ، إذ صُنِّف شعراءٌ عراقيون من الرعيل الأول ؛ أمثال آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي وآية الله العظمى الشيخ دخيل الحجامي والسيد حيدر الحلي وعبد الباقي العمري وعبد الغني جميل ..
ولد شاعرنا الجواهري في (26 يوليو أيلول  1899) وتوفي في (1 يناير كانون الثاني 1997) ، فهو الشاعر العراقي الشهير، لقب بشاعر العرب الأكبر ، ولد بمدينة النجف الأشرف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف الأشرف ، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة، إلا أنه آثر أن يتجه اتجاها علمانياً ، فخلع العمامة وارتدى السروال والطاقية ، وجال الأمصار والبلدان ، مطلقاً في بحر كبريائه شراع ذاته الفاضلة المترفعة عن الخضوع والخنوع والانصياع لإرادات الحكومات الديكتاتورية البائسة ، حتى رسا على سواحل الأبيض المتوسط بيرقاً مرفرفاً في سماء العزة والكرامة والخلود على رُبى الشام العزيز.
 ترجع أصول الجواهري إلى عائلة نجفية عريقة، نزلت النجف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون بـ”النجفي” واكتسبت لقبها الحالي “الجواهري” نسبة إلى كتاب فقهي قيّم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه “جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ” ويضم44 مجلداً، لقب بعده بـ”صاحب الجواهر”،ولقبت أسرته بـ”آل الجواهري” ومنه جاء لقب الجواهري.
توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب (ع) بضواحي دمشق ، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت.
رثيتـُهُ عام 1997 بقصيدة مطلعها :
 واقفاً عاشَ ومَيْتاً وقفا    في رُبى الشام ِ فأبكى النجفا
والحالة هذه ؛ فقد اعتاد الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أن ينظم مهرجاناً سنوياً ، تحت عنوان مهرجان الجواهري الشعري ، إحياءً لذكرى الشاعر محمد مهدي الجواهري ، واعتزازاً به ، إضافة إلى أنه المؤسس والرئيس الأول لهذا الإتحاد بتاريخ 7/أيار مايس/1959 ، وكان آخره مهرجان الجواهري العاشر(دورة الخلود) المنعقد ببغداد عاصمة الثقافة العربية بتاريخ 27ـ29 يناير كانون الأول 2013 .
تضمن المهرجان المنهاج الاحتفالي التالي :
اليوم الأول : الافتتاح في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي ، وتضمن كلمات وقراءة قصائد شعرية ، وعرض فني موسيقي غنائي لفرقة الجالغي البغدادي ، ومعرض للصور الفوتوغرافية والتشكيلية .
اليوم الثاني : قراءات شعرية صباحية في جمعية الثقافة للجميع بالكرادة الشرقية ، وجلسة نقدية مسائية (الجواهري ثقافياً) في مبنى الإتحاد بساحة الفردوس .
اليوم الثالث : جلسة نقدية في جمعية الثقافة للجميع (السيّاب ثقافياً) ،وقراءات شعرية مسائية ختامية بمبنى الإتحاد ، مع عرض فني موسيقي غنائي فلكلوري جميل في مبنى الإتحاد،فالختام .
الأخطاء العشرة التي أدونها على مهرجان الجواهري الشعري لهذا العام ، لعلها مايلي:
1. غياب الحضور العراقي الرسمي
2. غياب الحضور العربي والدولي
3. ضعف الحضور الجماهيري
4. غياب الحضور المرموق لعائلة الجواهري (سوى كلمة بسيطة في الجلسة الختامية ، ألقتها امرأة من العائلة ، وكانت كلمة لا ترقى لبلاغة الجواهري).
5. عدم توفير التخصيصات الحكومية لتمويل المهرجان
6. ضعف التغطية الإعلامية للمهرجان
7. الاعتماد على التبرعات المالية الشخصية من الإتحاد …
وما يؤسف في هذا ؛ عدم تعاون المدعوين .. من الشعراء والنقاد مع الحالة المالية للمهرجان ، ما جعل الضيوف يتقبلون المبالغ المالية التي قدّمها لهم الإتحاد كمصرف جيب، وكان المؤمل من أدبائنا المشاركين بهذا المهرجان أن يتحملوا هم تكاليف الضيافة دون الإتحاد ، لأنهم (أهل دار) أولاً، وعدم وجود تخصيصات مالية من الحكومة المركزية أو المحلية لتمويل هذا المهرجان ثانيا.
8.  عدم رصانة المادة الشعرية والأدبية في كافة الجلسات ، فقد أدّى نقاد وشعراء مستوىً لا يرقى لأسمائهم أو مكانة الجواهري الأدبية
9. هيمنة (اثنان فقط) من أصغر أعضاء الإتحاد سنـّاً على منهاج الحفل ، بشكل لفت أنظار كافة المشاركين ، بحيث أضاعا فرصة تقديم شعراء مرموقين في هذه المناسبة العزيزة
10. عدم تكريم المشاركين بشهادات تقديرية أو دروع .