19 ديسمبر، 2024 8:15 ص

مهدي الحكيم في ذكراه تُكرّم سفارة العراق في لندن

مهدي الحكيم في ذكراه تُكرّم سفارة العراق في لندن

في ذكرى استشهاده التي مرّ عليها ما يقارب الثلاثة عقود من الزمن (28) عاما نستعيد الذاكرة الى ثمانينيات القرن الماضي التي رحل فيها السيد الشهيد مهدي الحكيم الذي لُقّب بسفير المرجعية الى بلاد العالم وهو يحمل هموم ابناء بلده العراق وما يعيشه الفرد العراقي تحت وطأة النظام الديكتاتوري فكان فعلا يستحق هذا اللقب لما للمرجعية الدينية في النجف الاشرف من مكانة وموقف ثابت بوجه الظلم والتجبر ولذلك كانت ملاحقة نظام الارهاب والخوف والمنظمة السرية الحاكمة في العراق سببا لايقاف هذا الوهج الثوري الذي يحمله السيد الشهيد رحمه الله والتي استقاها من الملهم للموقف الصامد والثابت السيد الشهيد الصدر الأول محمد باقر الصدر قدس سره وليس غريبا الحديث الذي ناقشه السيد الحكيم رحمه الله عن ضرورة الدولة المنفتحة على الاخر والحريات التي يتقاسمها الشعب العراقي فكان يقول (عندنا في الواقع عمل سياسي دؤوب.. همنا حينذاك أن يأتي حكم مدني نتخلص به من الحكم العسكري، وهذه خطوة كنا نعتقدها ضرورية، وأن الحكم المدني يعطي شيئا من الحريات للناس)(مقتبس) هذا ما كان يتحدث به طيلة فترة تنقلاته بين عواصم العالم مع حمله للهم الاسلامي وضرورة الحفاظ على الثوابت والقيم الاسلامية والاخلاقية من اجل حماية الشتات العراقي ، وللاسف لم يأخذ هذا الرجل رحمه الله تلك المساحة الكبيرة كما يأخذها الاخرين

مع انه ضحى بحياته من أجل الشعب العراقي فكانت ساعة لقاءه مع الباري عزوجل على أرض الخرطوم بعد أن دعاه الشيخ حسن الترابي الى حضور مؤتمر الجبهة الوطنية الاسلامية التي يترأسها فكانت رصاصات الغدر بانتظاره على موعد الموت من قبل السفارة العراقية انذاك والتي لم تكن جميع سفارات العراق في العالم تعمل بعملها الدبلوماسي وانما كانت وكرا مخابراتيا وشبكات لاغتيال العراقيين المعارضين اينما كانوا وهنا المفارقة الكبيرة بين الامس واليوم بين سفارات العراق الحالية وسفارات النظام السابق الاجرامية فآنذاك سفارة تقتل ابناء بلدها في المهاجر واليوم ابناء البلد يكرمون سفاراتهم كما حصل يوم الجمعة الماضية في المبادرة التي قام بها ممثل المجلس الاسلامي الاعلى في المملكة المتحدة السيد احسان الحكيم في تكريم اعضاء السفارة العراقية في لندن إبتداءً من السيد السفير الى القنصل والى المستشارين وكافة المنتسبين الى أصغر موظف فيها بسبب جهودهم التي بذلوها من أجل اتمام وانجاز معاملات فيزا زيارة أربعين الامام الحسين ع وهي التفاتة مهمة من قبلهم كحركة سياسية تشجع على دعم كل من يخدم افراد الجالية العراقية على الرغم من تحفظنا على الكثير من الممارسات لوزارة الخارجية العراقية طيلة السنوات العشر الماضية والتي انتقدنا الكثير منها ونأمل ان تكون الحلول لها جذرية ،، علما ان هذا التكريم تزامن مع الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته السفارة العراقية يوم 17/1/1988 برصاصات عراقية سودانية سكت عليها الذي دعاه الى السودان حسن الترابي ورئيسه رئيس الحكومة السوداني آنذاك ،، هذه المفارقة بين سفارة

تقتل أبناءها وسفارة اخرى يكرمها ابناءها تستحق التوقف والتأمل وتدفعنا الى أن لا نفقد هذا التغيير في بنية الجسم السياسي العراقي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات