أود فبل كل شئ أن أذكر القارئ الكريم بقصة الزعيم الراحل الزاهد عبد الكريم قاسم ، وهو يطلب من صاحب فرن للصمون ،، الذي زاره في إحدى جولاته التفقدية ،، والذي كان قد علق صورة كبيرة للزعيم قائلا له مؤشرا الى الصورة ،، زغر الصورة أوكبر الصمونة ،. حادثة يعرفها العراقيون ايام زمان ، أيام خلد التأريخ فيها زعامات نزيهة عملت على بناء العراق الحديث ، لا زعامات مستوردة تعمل منذ العام 2003 على تهديم ذلك البناء .
لقد نبه المختصون وأصحاب الاقلام الشريفة الكاظمي ووزير ماليته بارتدادات تخفيض سعر الدينار أمام الدولار على مجمل الاقتصاد وعلى السواد الأعظم من المواطنين الفقراء ، وأصحاب الدخل المحدود ، واليوم تترى النتائج بارتفاعات مؤلمة في أسعار الأدوية والمواد الغذائية ، والإيجارات ، وغيرها من تكاليف الحياة اليومية حتى وصلت إلى رغيف الخبز ، وهو ناقوس الخطر في حسابات كل حكومات العالم ، إلا حكومات بغداد المتعاقبة ذات القرارت المتعبة ،
أن أصرار وزير المالية ومن قبله الكاظمي وكل من وقف خلف قرار رفع سعر الدولار ، كان المخالفة الحقيقية لصلاحيات حكومة تصريف الأعمال اليومية ، لأن قرارات مصيرية مثل ذلك القرار هو من صلاحيات الحكومات الدائمة والذي يجب أن يصدر بقانون ، لانه رفع الفقر بنسبة 23 بالمئة ، وأضاف فئات جديدة إلى الفقراء والعاطلين عن العمل ، والمواطن يعلم أنها كانت عملية التفاف على المعروض من الدولار وشرائه قبل تغيير سعر الصرف ليس إلا ، واليوم يعلن السييد رئيس الوزراء أن العراق يقف في مقدمة الدول العربية في ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي ، وكان التاريخ يسير مغمض العينين ، عن أية تنمية تتحدثون ، التنمية تعني الإنتاج ، تعني فتح المعامل لا المولات ، تعني تقليل نسبة البطالة لا زيادة المستوردات ، التنمية تعني تنمية القدرات الشرائية للمواطن كي يقبل على استهلاك المنتجات الوطنية وفقا للدورة الاقتصادية ،،انتاج ،، استهلاك ،، إعادة الإنتاج ، التي يجهلها الكل الحاكم اليوم ممن هم من المسؤولين او المستشارين ،
أن الاقتصاد الذي تذبذبت في ثناياه اسعار الخبز ، هو اقتصاد فاشل ، لانه يحرم الناس من أولويات العيش ، فما بالكم وصوركم كبيرة جدا في الاعلام وترهاتكم اكبر بكثير من حجم الصمونة التي اعترض عليه المرحوم عبد الكريم قاسم ، لانه لم يكن ليقبل بما يعرض اليوم 6 صمونات بدلا من 8 صمونات , عاشت القرارات ,، والحليم تكفيه الإشارات…