لم يعد المشهد العراقي خافياً على احد بمشاركة اطراف اقليمية ودولية معروفة بتوفير الغطاء المادي واللوجستي والسياسي للتنظيمات المسلحة وتأمين التنسيق الاستخباراتي بينها وبين شخصيات ورموز سياسية تعمل مع الحكومة في النهار وتمد يدها مع الجماعات الارهابية ليلاً . وبات الوضع العراقي دماً عبيطاً و الاجهزة الامنية غير قادرة على الحد من القتل الجماعي اليومي لا سيما وان الجماعات المسلحة بدأت تتصيد في الاحياء والازقة وهي جاهزة لتنفيذ عملياتها لسرادق المآتم والاعراس غير مبالية بما تفعله السيطرات من تضيق منافذ الدخول اليها واستنفار عناصرها ، يقابلها تزايد طوابير وقوف السيارات في مداخل الاحياء والمدن ، وحالما تمضي ساعة او ساعتين يخف الاستنفار الامني وترجع الحالة الى وضعها وكأنها تعمل بدود الافعال وليست تحركها خطط عملياتية مثلما يؤكد المسؤولون الامنيون . لقد اختلطت الاوراق واصبحت المركبات الاداة الرئيسية للجماعات الارهابية في تنفيذ عملياتها وبالتالي تحقق اهدافها في زعزعة الامن والاستقرار وايصال رسالة واضحة انها هي من تلعب بورقة الامن والاستقرار وليس الحكومة وانها قادرة على تنفيذ العمليات النوعية في اي مكان دون الاكتراث بالخطط الامنية الموضوعة والتي اضحت عاجزة عن مجاراة خطط الجماعات المسلحة التي تميزت بدقتها ونوعية الاهداف المنتخبة ، مما اربك الشارع العراقي في كيفية حماية اماكن عزائه وافراحه . تفجيرات مدينة الصدر عصر السبت كانت من اكثر العمليات جرأة وتنسيق ودقة في تنفيذ الهجمات المزدوجة . امام هذه الهجمات والتي باتت القوات الامنية عاجزة عن الرد في ايقاف الجماعات المسلحة من تنفيذ خططها مع سبق الاصرار والترصد . فيما تُعلن الاجهزة الامنية كل اليوم انها بدأت بالتحول من الدفاع الى الهجوم وهي تقوم بتجفيف منابع الارهاب في العراق ولديها خطط الردع لمتابعة الارهاب خارج الحدود لا سيما في الدول الحاضنة له . السؤال المطروح اين نحن من هذه الخطط التي أصبحت حبراً على ورق في غرف العمليات وهل جديرة بتطبيقها ان كانت هناك خطط حقاً ؟ .أعتقد ان الارهاب باتت قدراته تفوق وتتعدى امكانيات الاجهزة الامنية وبالتالي لم تعد خططها قادرة على التصدي لخطط الجماعات الارهابية التي ترتبط باجندات اقليمية ودولية مما جعلها في حالة تفوق مستمر .لا يسعنا الا ان نقول للحكومة ان المركبات هي الخطر المحدق بالعراقيين فما عليكم الا ايقافها عن العمل نهائياً بعدما فشل نظام الفردي والزوجي في الحد من عمليات والتفخيخ والتفجير والقتل وابتكار وسائل نقل بديلة مثل تعميم استخدام عربات الخيول والحمير( الستوتات ) لنأمن شر الارهابيين .