18 ديسمبر، 2024 3:40 م

يوم بعد يوم يزداد الحديث عن الشباب الذين يعتبرون طاقة البلد وذخرها المستقبلي وهم الأمل والعمل والنشاط وتكوين الخلق القيم الذي تزدهر به المجتمعات وتتقدم بهم الأمم ، إن قوة وأمن المجتمع والبلد يتوقفان على تفكيرهم وعملهم … وتقف بوجه الشباب البطالة ويتجزأ الشباب إلى العاطلين عن العمل وهذه قمة الأزمات التي تفرض نفسها ، منهم بلا شهادة ومنهم يحملون الشهادة الجامعية والدبلوم والإعدادية والمتوسطة وفي كلا الحالتين مكورين تحت مظلة عاطل عن العمل وهؤلاء فئة كبيرة في المجتمع لا تعد ولا تحصى …وفي موجة هذه البطالة تتراكم مشاكل اجتماعية وأخلاقية وفكرية وسياسية حيث الذين يصطادون في الماء العكر كثيرون..فيستغلون هؤلاء الشباب بإغراءات كبيرة ناهيك عن وفرة المخدرات بكافة أنواعها والأسلحة وبيوت الدعارة والطامة القديمة الجديدة المثليين والحرية بلا حدود التي جعلت الجهل يطرد العلم ويصبح الجهل ناصبا والعلم منصوبا..والجهل فاشلا والعلم مشلولا
يا ترى لماذا لا يتخذ نظام التشغيل بدلاً من نظام التوظيف..ما دام نظام التوظيف غير قادر على توظيف الشباب والمتخرجين سنويا ؟ فمن ينقذ شبابنا ..؟
سؤال تحت مجهر المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والأدباء ،الحروب والأزمات تقوي البنية الاجتماعية وتلاحمها لا أن تهدر طاقة المجتمع وتفكك وتشتت طاقة الشباب في الملاهي وتعاطي المخدرات وتقليد الغرب بكافة السلبيات المصدرة لنا ..حيث الايجابيات تبقى لهم…وأين نحن منهم … يستقبلون المهجرين المشردين الهاربين من الواقع المر وتوفير السكن والأمان والمال شهريا…. والحرية التي لو استغلت بشكل سليم يرتقي هناك العلماء والمفكرين والأدباء والباحثين حيث تتوفر المساحة الإنسانية والعلمية… والسؤال هنا لماذا يرتقون هناك وفي بلادهم منفيين بلا اهتمام …؟ لماذا هذا المنهج المدمر للإنسان وللبلد ..؟ لماذا ضعفاء اقتصاديا والعمود الفقري والأساسي لأي بلد متقدم هو قوة وتنمية الاقتصاد..؟ لماذا الشباب يهرب للخارج … لماذا يحقق حلمه بالخارج . ؟ لماذا يطمأن على معاشه الشهري بالخارج ..؟ لماذا يضمن صحته وسلامته وتعليمه في الخارج … ؟ هل يطبق حديث الرسول صل الله عليه وسلم عندهم ….” كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته …” ولا يطبق في البلاد مثلا …؟ هل هذا القول حقيقة في الخارج … ” يدعم الفاشل حتى ينجح …وهنا و” اقصد أي بلاد كانت ” … يحارب الناجح حتى يفشل …؟ ” حتى لو كانت المقولة مغلوطة ، طاقة الشباب مثل أي طاقة اقتصادية أساسية كالنفط والزراعة والمعادن والذهب والأنهار وعدم الاستفادة منها دمار للمجتمع والبلد .
حينما تضعف الدول تكثر البطالة والبطالة المقنعة واللامبالاة والفوضى ويكثر المتسولون والمشردون وتصبح القمامة بيوتهم وزادهم . ويكثر الفاسدون والسارقون والطبالون وماسحي أحذية وأكتاف الآخرين …مع كثرة السحرة والمنجمون والمدعون والمحتلون والانتهازيون وقارئي الكف والفنجان والمتسيسون والجاهلون والساقطون والمادحون ولابسي الأقنعة والدجالون والحشاشون والمخدرون والقيل والقال والقوادون والباحثون عن الظاهراتية القشرية وتكثر الطوائف والأحزاب وكل حزب بما لديه فرحون ..وكل حزب يصبح دولة فتظهر دويلات داخل دولة..يعلو صوت الباطل والجهل وينفى ويضعف صوت الحق … فتشتد العمالة والخيانة والإشاعات والخرافات ويكثر التهجير والتشريد واللجوء والنزوح والقتل والترهيب وتزداد الغربة الداخلية ويشح الحلم ويضعف الأمل ..فلا صوت للوطن فيبكى عليه واشد بكاء .. بكاء الإنسان على نفسه .
وهذا كله يجتمع في كيفية إنقاذ الشباب من كل هذا الضعف والانكسار فالتركيز على الطاقة الشبابية وتوظيفها بالشكل السليم توعية وتثقيفا وتوجيها ،فهم المعين الأول عند المجتمعات والدول التي ترسم أهدافها الارتقائية السامية وتنتقل من جو التخلف والفساد والبطالة إلى العمل والتقدم والازدهار ولا شك تعد شريحة الشباب من الدرجات والنسب العالية والمحتلون والطامعون والفاسدون يخططون لهذه الشريحة لكي يضعفوا قدراتها وطاقتها وعطاءها
ويقدمون أموالا كثيرة لكي ينشروا الفساد والدعارة والمخدرات بين الشباب وشل طاقاتهم وتقييد مواهبهم وإبداعهم وتدمير أحلامهم وخلق الفراغ والفوضى والانتحار بتوجيه وتنسيق منظم فمتى يقف المسؤولون وقفة جادة قوية عملية من البيت إلى أصحاب المؤسسات التشغيلية والخيرية إلى سلم المسؤولية الخاصة بالشباب في المناصب العالية بعيدا عن العقائدية والواسطوية والفئوية والحزبية لتمنح الشباب فرصة للعمل وفرصة لتحقيق أحلامهم وحماية إبداعهم وحماية أنفسهم وأفكارهم من شتى الحملات والجهات التي لا تريد أن يتقدم الشباب ويبدع ويتميز في ظل طاقتهم الكبيرة التي إن عملت قدمت عطاء بلا حدود وامتلكت زمام المبادرة والقيادة والنهوض بالمجتمع والبلد .
فمن ينقذ شبابنا ..؟
عصمت شاهين دوسكي