لايختلف اثنان ان البصرة كانت في زمن النظام المباد ومازالت حاليا تعاني من غياب العدالة السياسية والاهتمام الحكومي من زمن هدام حتى اليوم فالبصرة هي شريان العراق الاقتصادي والمورد الوحيد اقتصاديا في ظل اقتصاد احادي الجانب وتعثر الاتفاق النفطي الاعرج مع اقليم كردستان وعدم وجود برامج اقتصادية هادفة تنقذ العراق وتعدد مصادر دخله حاله حال دول الجوار العربية وغير العربية ،،المهم في قضية البصرة انني زرتها قبل يومين واصبت بالصدمة والذهول حال دخولي لها لاني كنت اتصور وانا اقطع الطريق من بغداد مرورا بالديوانية والسماوة والناصرية وقبل دخول المدينة بعدة كيلومترات شاهدت ووثقت كم الحقول النفطية المنتجة والتي يعتمد عليها العراق في جلب العملة الصعبة (حقل الرميلة الشمالي وحقل الرميلة الجنوبي ).
وعلى قول سائق سيارة التاكسي ان البصرة محتركة شتاء وصيفا بسبب عمليات استخراج النفط والذي يقدرله زيارتها كان يضع تصورا ان هذه الحقول تدر ذهبا على البصرة وفق قانون البترودولار ولكن في حساب سريع نرى ان الحكومات التي تعاقبت على ادارتها بعد سقوط النظام السابق لم تنجز ولا مشروع حضاري واحد يكون مفخرة لاهالي البصرة الذين عانوا الويلات من حروب صدام الملعون ومن حكم ربعنا الاسلاميين من ايام محمد مصبح الوائلي وهو من حزب الفضيلة ومن ثم محافظي حزب الدعوة واليوم المجلس الاعلى والبصرة تأن من الاهمال فالزائر يعتصر من الالم والحسرة على الاموال التي تخرج من البصرة وتذهب الى الخزينة في بغداد ولا تنفذ فيها اية مشاريع تنموية وستراتيجية مستقبلية ولا فيها اي مؤسسة اقتصادية او اجتماعية تضع خيرات البصرة في برنامج مستقبلي يهدف الى استغلال هذه الثروات بشكل صحيح وبالعودة على حكم اخواننا الاسلاميين واخطائهم الكارثية بحق اهل البصرة فالمعلومات تؤكد ان المبالغ التي صرفت على التنظيف لمدة 3 سنوات في زمن حكم الوائلي كلف ستة نعم ستة مليارات دولار اي ما يعادل كلفة ثلاث ابراج مثل برج خليفة في الامارات الذي كلف ملياري دولار فقط واليوم في زمن النصراوي تعاد الكرة مرة اخرى وتعطى مسؤولية تنظيف البصرة الى شركة كويتية والمدينة عندما زرتها ذكرتني بايام الثورة في بغداد ايام السبعينات واهمال الحكومة التي تكره سكان تلك المدينة لانهم مصدر ازعاج للسلطة انذاك واليوم البصرة تعاني لااعرف هل هي مكروهة وجابت بنت الله المستعان على كل حال .وشكرا لكم