توقف القلم تماما امام الأضاحي اليومية التي تقدم بلا ذنب سوى انها من وطن لا قيمه للأنسان فيه ، شعبا يعيش بين مطرقة الإرهاب وسندان الفساد الذي ضرب مفاصل الدولة المفترض وجودها ، وتملك حكومه قادره على ان توفر الأمن والأمان لشعبها .
الأبرياء الذين ذهبوا بالعشرات في مدخل مدينه الحله ، عكس وضعا أمنيا خطيرا يعيشه العراق عموما ، خاصه مع الوضع الأمني المتدهور في الانبار ، وسيطره الإرهاب على مفاصل المدينة ومؤسساتها الحيوية ، وتحركه نحو مدن العراق الاخرى في محاوله منه لتخفيف الضغط عليه هناك ، لذلك عمد الإرهابيون الى فتح جبهات اخرى في الحله ، وديالى والموصل وبغداد .
ومنذ اكثر من عشر أعوام والارهاب يفتك بالمواطنين العراقيين الابرياء حيث معدلات الضحايا المرتفعة التي ناهزت رقم ربع المليون ضحية ومع ذلك فان الطرق والستراتجيات التي وضعت لمواجهة هذا الارهاب الخطير لم ترتق حتى الان الى مستوى مواجهة هذا الارهاب والقضاء عليه بشكل جذري فعندما ضربت الولايات المتحدة الاميركية في ايلول من العام 2001 لم يطلق المسؤولون الاميركيين التصريحات المنددة بالارهاب على مستوى وسائل الاعلام فقط، بل اعتبروا هذا الامر حربا معلنة وسافرة على الولايات المتحدة التي سارعت الى استنفار كل امكاناتها السياسية والعسكرية والاستخبارية لمواجهته بعد ان ايقنت بان مصيرها ووجودها بات على المحك وان التهادن مع هذا الارهاب ومسايرته سيعني الحاق الخسائر والاضرار باميركا التي خاضت حربين في المنطقة من اجل مواجهة هذا الارهاب وتحجيمه.
ما زاد الامر تعقيدا ، هي تصريحات محافظ بابل بخصوص تفجير الحلة حيث يذكر السيد المحافظ ان الارهابيين فشلوا في الوصول الى الدوائر المهمة في المحافظة ، وهذا يعده السيد المحافظ انتصار ان الإرهابيون لم يصلوا الى قلب المحافظه ، واكتفوا بضرب البوابة الشمالية ، والتي والحمد أوقعت قرابه اكثر من مئة شهيد ، وعشرات الجرحى ، واحتراق اكثر من خمسه وسبعون سياره كانت واقفه في طابور التفتيش ؟!!! كما ان السيد النائب حسن السنيد رئيس اللجنة الامنية في البرلمان حيث يقول ان الارهابيين فشلوا في الوصول الى مواقع حيوية في العاصمة بغداد ، هو الاخر كان سعيدا في عدم وصول الصهريج المفخخ الى مركز الحله ، وانفجر في المدخل ، وهذا بحد ذاته يعده السيد النائب انتصار كبير لجهود السيد المحافظ والقوات الامنيه .
كما ان تصريحات رئيس الوزراء بخصوص قدوم الصهريج المفخخ من الفلوجه، ولا نعلم من اين حصل على المعلومات هل من الاستخبارات فلماذا لم يكشف ويعتقل ام هو مجرد تصريح إعلامي يراد به كسب الشارع الذي مل هذه الأكاذيب ، وزيادة الشد الطائفي الذي زاد المشهد الدموي لطافه ، فأصبحت دماء الأبرياء ممزوجه مع المزحه وألطرفه ، وها هو السيد رئيس الوزراء يبشّر الشعب العراقي ان المفخخه جاءت من الفلوجه ؟!!! ما شاء الله ؟
ولكننا في الوقت نفسه نتساءل اذا كان القائد العام للقوات المسلحه يعلم بالإرهاب والمفخخات ،فلماذا سكوته ، ولماذا كل هذه التضحيات من الأبرياء؟ من يتحمل هذه الدماء التي تراق يوميا ؟
هذه الخروقات الخطيرة ، والتي تكررت مراراً ، بدء من تهريب السجناء ، إلى الهجوم على الدوائر الأمنية والخدمية ، تعكس وضعاً مأساوياً يعيشه المواطن العراقي ، أذا صبح الإرهاب يسير معنا ، وفي مدننا ودوائرنا ، ولا تعجب يوماً أن دخل أزقتنا وإحياءنا ؟
لا عتب اليوم على الحكومة ، الى القوى الامنيه رغم جهودها في مكافحه الإرهاب ، الا انها عجزت تماماً عن صد هذه الهجمات ، ومنع تكرارها في بغداد والمحافظات في ظل فساد ينخر مؤسساته الأمنية ، ولكن أليس الأولى أن يكون هناك موقفاً سياسياً من البرلمان ، والتحالف الوطني ، والذي يعتبر اليوم هو الحاكم الفعلي للعراق ، أم انه أمسى كبيت تسكنه الأرواح .
لا نريد الحكومه في نهايته دورتها الوزارية ان تجعل أرواح الناس ماده التنافس السياسي والانتخابي ، فعليها واجب ان تحافظ على دماء الناس وأرواحهم ، وتحارب الإرهاب أينما حل ، وان تضرب أوكاره بضربات استباقية ، لان هذا الامر لا يخص الحكومه سواء انتهت مده حكمها ام لا ، بل هو واجب قانوني سنّه الدستور والإنسانية .
يبقى على الجميع في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، خصوصا مع انعقاد المؤتمر الدولي للإرهاب في بغداد يومي ١٢-١٣اذار ، ان يكونوا جميعا على قدر المسووليه ، وتجاوز الخلافات ، والوقوف جميعا في مواجهه الإرهاب ، لانه يستهدف الجميع بلا استثناء ، وسوف لن يستثني احد ، لان الإرهاب يستهدف الوجود والحياة ، لهذا يجب على الجميع الوقوف والسعي من اجل تجريم كل القوى الإرهابية ، ومن يدعمها بالمال والسلاح ، وان نسعى الى وضع أسس صحيحه لبناء المؤسسة الامنيه ، وبناء دوله العدل والمساواة ، وتدعيم مفاهيم الديمقراطيه وبناء دوله دوله المؤسسات والمواطن .