من يتابع الاعلام الشيعي بمختلف قنواته وتوجهاته وخاصة اعلام حزب الدعوة الاسلامية يرى بان هنالك شبه اجماع على ان تمويل عصابات داعش الارهابية ياتي من دول تحكمها انظمة سنية كالسعودية وقطر والامارات وتركيا وغيرها من الدول على اعتبار ان التمويل هذا بناءا على معاداتهم لحكومة بغداد الشيعية المحسوبة على ايران وبالتاكيد فان هذا التوجه يُبنى عليه المطالبة بمعاداة هذه الدول وانظمتها وتقديمها للمحاكم الدولية (ان امكن ذلك) … ولكن دعونا نستقرء الامور من واقع نمر به في العراق ونتوجه بسؤال مهم وهو … من يمول عصابات داعش في العراق .. حزب الدعوة الاسلامية الحاكم في العراق ام هذه الدول وانظمتها السنية؟؟؟
حزب الدعوة الاسلامية يحكم العراق منذ عشر سنوات تقريبا وفي عهده ظهرت القاعدة في العراق وبعدها وليدتها داعش … ولكننا سنتحدث باسهاب عن داعش وتمويلها … منذ ظهور داعش على الساحة العراقية وهي تشن الهجمات الواحدة تلو الاخرى على المدن ومعسكرات ومقرات الجيش العراقي والشرطة العراقية وتستولي على معدات واسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة تكفيها للقتال لسنوات كما حدث في الموصل، فقد استولت داعش على معدات واسلحة مايعادل قيمتها ال 500 مليون دولار حسب قول اهل الاختصاص ومنهم وزير الدفاع العراقي الحالي خالد العبيدي واستولى ايضا على اموال جافة في البنوك تقارب ال 500 مليون دولار اخرى اضافة لاستيلاءه على ابار النفط ومقدرات المحافظة بالكامل والغى الحدود البرية مع سوريا وبدء يمارس نشاطه التجاري في فرض الاتاوات وبيع النفط وتهريب الاثار بالاشتراك مع تجار اكراد واتراك وايرانيين وبعض المتنفذين من حكومة نينوى المحلية وكل هذا يجري بعلم ودراية الحكومة العراقية (حكومة حزب الدعوة) ولم تحرك ساكنا سوى الاستنكار والاستهجان والصراح والعويل وداعش تتمدد وتزداد مصادر تمويلها وتتنوع … وبعدها بايام سيطرت داعش على تكريت واجزاء كبيرة من ديالى وسيطرت ايضا على اسلحة ومعدات واموال من هذه المحافظات وبعلم ايضا من حكومة الدعوة الحاكمة في العراق!!!
واستمر مسلسل التآمر على العراق والهزائم المتتالية لجيشه وشرطته وقواته الامنية بسقوط محافظة الانبار بالكامل بيد داعش من خلال سقوط مركز المحافظة (مدينة الرمادي) قبل ايام ولكن الغريب بالموضوع هو ان كل المحللين العسكريين والسياسيين واغلب ساسة الصدفة في العراق الجديد اجمعوا على ان مدينة الرمادي ستسقط بيد داعش بشكل حتمي واكيد نتيجة لمعطيات كثيرة متوفرة على ارض الواقع ومع ذلك نجد بان داعش قد اسقطت المدينة (الرمادي) وسيطرت ايضا على معدات واسلحة تكفيها للقتال لمدة سنوات حسب تصريحات وزارة الدفاع العراقية ووزارة الدفاع الامريكية وبالتاكيد كل هذا جرى بعلم ودراية كاملة بحكومة حزب الدعوة في بغداد وتكرر سيناريو الموصل الذي حصل قبل عام.
اذا وخلال سنة واحدة استولت داعش على معدات واسلحة عراقية لاتقل قيمتها عن مليار دولار مع اموال جافة تزيد عن ال 500 مليون دولار وتسهيلات لامثيل لها قدمتها لها حكومة حزب الدعوة في بغداد في عمليات تهريب وبيع النفط والاثار خلال غض النظر عن هذه العمليات وتسهيل عملية اتمامها بما يتناسب مع اهداف التنظيم واهداف حكومة بغداد … وخير دليل على كلامنا ان داعش تمددت واستولت واحتلت مدن مفصلية ومهمة في الخارطة العراقية واستنزفت اموال وجهد الحكومة المركزية من خلال حرب العصابات التي تشنها في العراق وبالتالي فاننا نسنتنج بان حزب الدعوة وحكومته في بغداد تُعد من اكبر ممولي عصابات داعش الارهابية وهذا مااعطى القوة لهذه العصابات بالعمل بحرية كاملة وتسخير كل مقدرات الدولة العراقية لخدمتهم من خلال مليء مخازن الجيش والشرطة بالاسلحة والمعدات وتسهيل السيطرة عليها بحجج مختلفة!!!
وبعد كل هذا نجد بان حزب الدعوة الاسلامية قد مول عصابات داعش باموال واسلحة تفوق تلك التي مولتها به دول الاقليم او الدول الاخرى المساندة لداعش باضعاف مضاعفة وياتي من ياتي ويقول بان عصابات داعش عصابات ارهابية ومجرمة ويفوته ان يقول بان الارهاب والقتل ليس بالذبح وحز الرقاب فقط بل بالتمويل والتسهيل وغض النظر عما يحصل وماحصل في العراق يجزم بان حزب الدعوة الاسلامية والاحزاب الاسلامية المتالفة معه هم اكثر اجراما بحق العراق والعراقيين من عصابات القاعدة او عصابات داعش الارهابية.