18 ديسمبر، 2024 8:32 م

من يملك المال يملك النفوذ ! !

من يملك المال يملك النفوذ ! !

منذ اقدم العصور كان المال متحكماً في اغلب المواقف ، ويزداد قوة وتلاعباً في المواقف كلما كان المجتمع فقيراً ، وعلى جانبيه ارتكبت الرذائل ، وقهرت الرجال ، وذلت النفوس ، واحتلت البلدان ، وشاعت مظاهر الفساد ، ونمى وترعرع الفاسدون والمفسدون ، وضعفت الشرائع، وارتفع صوت الباطل ، وخمدت صيحات الحق . امام هذا الوصف لشبح المال قيل لمن يملكه يملك النفوذ والقوة ، لان السلطان واتباعه يكونون حيثما يكون المال . نجد اليوم ان الحالة في العراق قد اختلفت واضحى كل من لديه المال بات منخرطاً في السياسية من حيث يدري او لا يدري ؟ ان رضى خيراً وان لم يترضي دخل في دهاليزها و لا يعلم بوابة خروجه . وازاء ذلك بدأنا لا نميز بين السياسي ورجل الاعمال كلاهما يلهث وراء الفوز بالانتخابات ، وعندما تتحدث معهما كل يدعي التغيير لان البلد بحاجة اليه . واذا اردت منهما تعريف مفردتي السياسة والسياسي انسحبا من الحوار بهدوء لانهما مصممان لتغيير الواقع العراقي المتردي . والسياسة بحكم شموليتها الا انها علم انساني تركز اهتمامها على دراسة النشاطات السياسية للانسان مثل سلطات الحكم ، والتصويت ، والضغط السياسي ، اي تركز على الانتخابات . السؤال المطروح في الشارع العراقي ليس من الحكمة كل من يملك المال ان يكون سياسياً ويرشح نفسه للانتخابات ، وبالتالي ينبغي معرفة متعلقات ثلاث هما السلطة ، والمجتمع ، والفكر والثقافة وتطورهما باتجاه الفرد والمجتمع والدولة والعلاقات المنظمة . و السياسة هي (دراسة المؤسسات والسلوك والممارسة للسياسيين ، اي دراسة النشاطات السياسية للافراد ) ، وبالتالي كل من يكون خارج اطار هذا التحديد فليس بسياسي . ونحن امام فوضى لا حد لها اين نضع من تصدى لهذا الحدث الكبير واعلن ترشيحه وفاز بعدد من الاصوات او منحت كتلته اصوات اضافية له ؟ هل هو سياسي ام مقامر لا نعلم ماذا يريد ؟ . اعتقد ان اغلب المرشحين الذين لا وصف لهم سوى كلمة مرشح قد زجوا انفسهم في معترك ضبابي جراء الوعود التي قدمت لهم مقابل الانفاق وتمويل الكتل . وان زج اصحاب المال في الانتخابات قد تفسرها بعض الكتل هي فن استخدام الادوات المختلفة والمتنوعة من اجل تحقيق الاهداف ، لان من حق السياسة توظيف جميع الادوات المتوفرة في المجتمع وتجسيد المبدأ الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) . دعوتي الى بعض المرشحين الذين لا نصيب لهم بالسياسة عدم الاستمرار بهذا المطب غير الموفق وانفاق اموالهم في جهات خيرية بدلاً من انفاقها في بطون لا تشبع .