23 ديسمبر، 2024 3:37 ص

من يمزق البلدان العربية؟

من يمزق البلدان العربية؟

هل تمکنت إسرائيل من مد نفوذها والتغلغل داخل بلدان المنطقة کما فعل ويفعل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هل إستطاعت إسرائيل أن تمزق وحدة الصف الفلسطيني والعربي على حد سواء کما عمل ويعمل النظام الايراني؟ سٶلان ليس في وسع أحد الاجابة بالإيجاب وهو يجد أمامه مايجري في المنطقة حيث يلعب النظام الايراني الدور الاساسي في کل مايجري خصوصا عندما يتم إطلاق تصريحات متشنجة ومتسمة بالتوتر من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين تٶکد حرصهم المزعوم في الدفاع عن مصالح شعوب وبلدان المنطقة وتوجيه وکيل التهم جزافا لبلدان المنطقة وإتهامها بالتبعية والعاملة.
المثير للسخرية والتهم والى أبعد حد إنه وبعد أن کان هناك وجوه کجمال عبدالناصر ومعمر القذافي وصدام حسين ممن کانوا يٶکدون على الوحدة العربية وعدم سماحهم بشتيت وحدة الصف العربي ولمخططات إسرائيل، فإن الزمان يضعنا أمام نکرة هو هاشم الموسوي، المتحدث باسم حركة النجباء المنضوية في الحشد الشعبي، ليصرح بأنه”من اولويات حركة النجباء تحرير فلسطين والقدس”ومضيفا بأن ميلشياته”لن ‏تسمح بان تكون البلدان العربية ممزقة والعدو الاسرائيلي يعيش بسلام”! لکن السٶال الذي يطرح نفسه هو؛ کيف السبيل الى المحافظة على البلدان العربية من التمزق وأذرع النظام الايراني بحد ذاتها تزرع کل أسباب وعوامل الفتنة والفرقة والاختلاف بين بلدان وشعوب المنطقة خصوصا وعندما تقوم هذه الميليشيات بإطلاق تصريحات أکبر من حجمها ومن المفروض أن تدلي بها حکومات بلدان المنطقة؟
ماقام ويقوم به النظام الايراني من نشاطات وتحرکات مشبوهة من خلال أذرعها المتمثلة بهذه الميليشيات والاحزاب التابعة لها، وخصوصا في العراق واليمن ولبنان، أثبتت وبالدليل القطعي بأنه إذا کان هناك من يسعى من أجل تمزيق وحدة صف وتلاحم البلدان العربية فإنه ليس سوى النظام الايراني الذي سعى دوما ومن خلال أذرعه المشبوهة هذه حيث يسعى لإشاعة وبث کل أسباب الفتنة والاختلاف بين بلدان المنطقة وقد أثبتت الاحداث والتطورات بأن الدور الذي يقوم به هذا النظام هو أسوأ وأخطر بکثير من الدور الذي تقوم به إسرائيل، وهذا ليس دفاعا عن إسرائيل وانما هو من أجل تأکيد أمر واقع وحقيقة ماثلة، ذلك إن الدور السلبي الذي قام ويقوم به النظام الايراني أثبت وبالدليل القاطع إنه الاخطر من إسرائيل بکثير، إذ لم يصل الامر بإسرائيل الى إنشاء ميليشيات وأحزاب تابعة لها في بلدان المنطقة، ولذلك فإن هکذا تصريحات ومواقف”تهريجية” هي إمتداد لمسرحية يوم القدس التي يقوم النظام الايراني بتقديمها کل عام!