28 ديسمبر، 2024 6:32 ص

من يقتحم الاخر الدين والسياسة

من يقتحم الاخر الدين والسياسة

مصطلح فصل الدين عن السياسة مصطلح فضفاض فارغ من المحتوى واستحالة التطبيق والا لو كان كذلك لما قامت الحرب في غزة والتي اساسها فرض كيان باعتبارات دينية في فلسطين وكل سياسة هذا الكيان نابعة من مصطلح شعب الله المختار وما يقوله تلمودهم.

واقعا هنالك صراع بين الديني والسياسي فالديني يريد ان يقحم السياسة مصطلحات وافكار دينية والسياسي يريد ان يقحم الدين مصطلحات وافكار سياسية .

واقعا لا يوجد ما يقال عنه سياسة فالدين هو دراسة الحالة وتطبيقها على قواعد التشريع للوصول الى الحكم ويعني بعبارة ادق هو ضبط الموضوع بشكل صحيح حتى يكون الحكم الاقرب للواقع والله العالم .

السياسة هي التي ادت الى تمزيق العالم وتكوين الدول وترسيم الحدود ، الدين ينظر الى هذا الواقع بانه واقع مفروض وعليه التعامل معه في اصدار الحكم الشرعي من قبل المرجعيات الدينية وفق هذا الواقع ، يعني هنالك التزامات قد يفرضها المرجع على العراقي لا يمكن ان تفرض مثلا على السعودي والمرجع في ايران يفرض حكمه على الايراني قد لا يمكن تطبيقه في باكستان .

هنالك نقطة التقاء محورية مهمة ، قد يكون هنالك مواطن يقلد مرجع معين في بلد معين وهو يعيش في بلد اخر هنا المرجع يكون دقيقا في حكمه فما يخص الله عز وجل مثلا صوم وصلاة يكون المكلف ملزم به ولكن عندما تكون هنالك تعليمات وقوانين في بلد المقلد لغرض ضبط النظام مثلا في امريكا فعلى المقلد الالتزام بنظامهم واحترامه وعدم العبث به .

التطور الميداني وعلى مختلف الاصعدة هو تطور ينبع من ثقافة المواطن والحكومة ، اما الدين فانه يؤكد على سلامة الاخلاق والالتزام بما يامر به الله عز وجل ولان الله عز وجل يامر باحترام الانسان والحفاظ على كيانه ، مثلا لو اريد ان يقام مشروع ناطحات سحاب وما الى ذلك فالشارع المقدس لا علاقة له بذلك بل يحث عليه ولكن عندما تكون الارض مغصوبة مثلا فان الشارع المقدس يحرم البناء على الارض ولا يحرم المشروع ، ولكن عندما يكون مثلا مكان مخصص للمشروبات وما الى ذلك فالشارع المقدس يحرم هذا ولا يحرم بناء المشروع هذه يجب ان توضع بنظر الاعتبار .

اليوم الوضع في فلسطين وتداعياته اثبت ان مفردات السياسة الخالية من اي التزام خلقي بل عدم الالتزام بما شرعوا هم من القانون الدولي والنتيجة الابادة والجرائم بحق الشعب الفلسطيني والذي اساسه القضاء على الدين في هذه الرقعة الجغرافية المقدسة اسلاميا ، هنا نسال اليس الاخلاق اهم من العلم ؟

هنالك من يتفلسف في هذه المفردات ليقسم العالم الى متعلم ومتخلف او بالاحرى الدول النامية ، وهذه الدول ليست نامية ولكن لتسلط الاستعمار الغربي عليها جعلها هكذا ، الم يقل جيمس بيكر وزير خارجية امريكا لوزير خارجية العراق قبل حرب الكويت بانه سيعيد العراق الى العصر الحجري ، هكذا هي مفاهيمهم في النظر الى العالم ، وليس النظر الى المبادئ والاخلاق والديانات .

ومن المصطلحات المموهة عن ما يدور في خلد التنويرين هي تحويل الدين الى كلمة تراث ، وهذا نص ما ذكره الدكتور حسن حنفي عن هذا المفهوم التراث والتجديد .

ماذا يعني التراث والتجديد ص /13 ” الثورة الصناعية والزراعية في البلاد النامية لا تتم الا بعد القيام بثورة انسانية سابقة عليها وشرط لها لذلك تعثر العمل السياسي في البلاد النامية وفشلت الجهود لقيام احزاب تقدمية وتنظيمات شعبية تملا الفراغ بين السلطة والجماهير فالنهضة سابقة على التنمية وشرط لها والاصلاح سابق للنهضة وشرط لها والقفز الى التنمية هو تحقيق مظاهر التقدم دون مضمونه وشرطه “

يقول ثورة انسانية سابقة ، هذه العبارة المبهمة التي ان خذت على حسن النية فهي من صميم المرجعيات الدينية في النهوض بانسانية الانسان والحفاظ على كيان الانسان من خلال الارتقاء بخلقه الذي ينبع من التزامه الشرعي باتجاه ما يامره الله عز وجل من عبادات ،

هذه الثقافة هل موجودة في الغرب ؟ ظاهرا قد يقال نعم ، لكن بعد السابع من اكتوبر تكشفت الاوراق وظهرت الثقافات على حقيقتها فالحكومات كانت بعيدة عن شعوبها الواعية المتمثلة في الطلبة تحديدا لتنهض بمظاهرات تفضح ما هم عليه من ثقافة كاذبة وهاهي اليوم هذه الحكومات في ورطة حول كيفية الخروج من هذا المازق .