قال ومضى : لم استطع الكتابة لاشهر تحت هول صدمة ملفي الارهاب والفساد الفضائي .. وكان لسان حال امثالي قول الشاعر الجواهري (( وحين تطغى على الحران جمرته .. فالصمت أفضل ماتطوى عليه فم ُ ))
لقد كان درس المعرفة قاسيا لأبينا آدم .. حين كلّفَه مغادرة نعيم الجنة .. وكانت المعلومة الاولى التي أُعطّيت له , هو الابتعاد عن التصرّف فيما لايملك .. فالتجاوز على ماليس للمرء هو : في معيار السماء خطيئة ويدخل في عنوان كبير اسمه ” الظُلم ْ ” فكان الدرس بعنوان : { ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } .
والظلم مصطلح واسع المفهوم .. فالانسان الذي يتجاوز اشارة المرور في الشارع ظالم لغيره .. والذي يلوّث البيئة ظالم , والموظف المتهرّب عن دوامه ظالم , والطبيب الذي يؤدي لم واجبه لمرضاه ظالم وباشد انواع الظلم قسوة .. وقصتنا مع الظلم في العراق لها اول وليس لها آخر , وخصوصا مع ( الحاكمين ) .. فمنذ الحجاج الذي قرأنا تاريخه , لم نذق طعم العدل سوى لسنين اربع مع حكومة العادل العظيم علي والى يومنا هذا .. لاسيما في عهد الديمقراطية الذي استبشرنا بمقدمه خيرا … فالظلم في هذا العهد تلبّس بثوب جديد .. هو تجاوز الحكام وبكافة المستويات على المال العام , وبدون حياء او خشية من عقاب .. مليارات من عائدات النفط اختفت ولا أمل في التغيير .. فالكل سائر في نهج بان المال العام نهب صيح فيه .. في نوع من الطاقم الحكومي المعدوم الضمير والذمة وغير مسبوقين به في تاريخ العراق .. حتى وصل الامر بتقنين نهب المال العام بتشريع قوانين في البرلمان ومجلس الوزراء , تمنح الرئاسات الثلاث وبطاناتهم ومايعرف بالدرجات الخاصة مايعادل اكثر من خمسين مليار دولار سنويا .. حتى وصل الحال الى الافلاس وتعطيل مصالح البلاد والعباد ! وكان لسان حال اللائمين بعضنا للبعض : { لم يخنك الامين ولكنك ائتمنت الخونة } .
لقد قال سيدنا علي ع : اعظم الخيانة , خيانة الامة , وافضع الغش غش الأئمة .. فهل يهب الشعب لكي ينقذ مايمكن انقاذه من مال من ايدي حكامه الجرابيع ؟ متى ؟
لك الله ياعراق الخير .