22 ديسمبر، 2024 8:53 م

سار حمار ذات مرة في طريق، وكان يحمل صنما مشهورا من خشب لينصب في بعض المعابد، فكان اذا مر على جماعة ورأوه، خروا سجدا للصنم، فحسب الحمار انهم يسجدون له، فداخله الغرور والكبر، وامتنع ان يواصل السير، ورآه سائقه وهو يتلكأ، فاهوى بسوطه عليه، وقال: عجبا لك ايها الاحمق، اتظن ان يصل الامر الى ان يعبد الناس حمارا؟ من ذا الذي يعبد الحمير؟؛ يظن بعض الحمير في وقتنا الحالي ان الناس تعبدهم، وخصوصا الذين يعتقدون انهم يمتلكون الحقيقة، ولا احد سواهم يعرف الغيب، ولذا حين يسجد الآخرون لله، يعتقدون ان السجود لهم وحدهم، وهؤلاء كثيرون، متدينون وغير متدينين.

سيكون مثلا رجب طيب اردوغان اغبى حمار عثماني، اذا ما صعد الخلاف مع روسيا، ونسي نفسه، واعتقد ان الاتحاد الاوربي او الناتو، سيحميانه، وسيكون غيره حمارا ان لم يسمح لروسيا بمساعدته في القضاء على اعتى حركة متطرفة في تاريخ البشرية، داعش الدعشاء، ولو ان الناس عبدوا الحمير من قبل لعبدوا الحمير التي قبلهم، وخصوصا في العراق، اما تعدد الآلهة الحمير فهذا شيء واضح وجلي، فحمار في هذه الوزارة وحمار في تلك، والكل ينظر الى الناس انها تسجد له، ولم تسلم التظاهرات التي قام بها الشعب العراقي العظيم من تداخل النظرات والعبرات، فصار بعض الحمير يضع نفسه في المشهد وكأن المتظاهرين يهتفون باسمه.

بعض الاحيان الشعوب تكون خادعة، وهي التي تسلط الحمير، لكن وبصحوة مفاجئة تقوم بالبحث عن حمار بديل، لان الحمار الاول ركبته الخيلاء وركبه التكبر، وهكذا لم يهدأ مشوار البحث منذ خلق الله الخليقة وحتى يومنا هذا، الآلهة الحمير كثيرون وهم لايتورعون عن اتخاذ القرارات الخاطئة، وبدون حسابات، ربما اكبر حمار الذي يحاول ان يهمل عرض روسيا في القضاء على داعش متعمدا، ويقبل بدخول مئة الف جندي اميركي الى العراق باحتلال جديد، والحمار الآخر الذي يصدق رواية اميركا بمقاتلة داعش في العراق، وبام اعيننا رأينا ان طائراتها تطلق الصواريخ في الصحراء لتسجل مصروفات على العراق.

اما الحمار الاكبر فهو الذي يصدق ان هناك معاهدة بين العراق واميركا في الدفاع المشترك، والتسليح، فقد اعطتنا اربع طائرات وضعتهن تحت طائلة المحاصصة الطائفية وحصل ان عطلت احداهما وهي اف 16 الشيعة، ولاتوجد قطع غيار

لتصليحها، مما اضطر المؤسسات الدينية والمدنية المرتبطة بهذا المكون الى اللجوء الى سوق مريدي، هناك صفقات تسليحية كبيرة تسلمت اميركا مستحقاتها نقدا، ولم تزود العراق باي شيء حتى الان، والحجة واضحة، تخشى من سيطرة قوى الارهاب على الاسلحة الاميركية المتطورة، في حين ان روسيا في يوم وليلة نشرت آلاف الصواريخ المضادة للطائرات في سوريا من نوع (s400المتطور)، ولم تخش ان تقع هذه الصواريخ بيد داعش او جبهة النصرة، او المعارضة المعتدلة كما تسميها تركيا واميركا.

ستضطر تركيا لتقديم كشوفات حساباتها مؤخرا، للاتحاد الاوربي او لاميركا، الاف المسلحين من الدواعش دخلوا سرت الليبية قادمين من العراق وسوريا، ليعلنوا ولاية اسلامية جديدة، وهذه المرة ستكون الكرة في ملعب مصر، بعد ان اسقطت تركيا القذافي، منهج الارهاب هناك في تركيا والسعودية، فهناك تدرس المدارس المتوسطة والاعدادية مناهج تفجير النفس والفطور مع الرسول في مجلدات وضعها كتاب متخصصون، فلاتبحثوا طويلا، الفكر السلفي هو الحاضنة الاولى للارهاب، واميركا التي تعلم ان العراقي يحب البيض بالدهن اكثر من البيض المسلوق في فطوره الصباحي، لا اظنها تجهل ان السعودية وتركيا هما من اتى بداعش واسس لهذه الحركة العفنة، لكن اميركا ايضا تعبد الحمير.