25 نوفمبر، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

من يضع القوانين ؟

من يضع القوانين ؟

الحلقة الأولى 
تصنف المعارف بما يعرف بعلم المعرفة أو ( الابيستمولوجية ) وفقا لطبيعتها البحثية و البرهانية ، فهنالك التصنيف العام العلوم الطبيعية و الانسانية ، و المادية و ما بعد المادية أو كما تسمى الفيزيقية و الميتافيزيقية ؛ و هذه التصنيفات و غيرها يراد منها الوصول إلى تحقيق نتائج أكثر مطابقة للحقيقة ، و في الأدبيات الصوفية و العرفانية هنالك ما يسمى بالمعرفة الشهودية ، و معنى الشهود يرتبط بالإدراك بما هو أكثر من البراهين العلمية أو المنطقية إلى الكشف القلبي أو المشاهدة الحسية الذاتية ، فما يراه العارف لا تدركه العلوم أو العقول البحثية ، و في هذه المواضيع رحلة ممتعة عن الحقيقة و المعارف الحق ، و تراث نظريات المعرفة تشكل اليوم واحدة من أهم مباني فلسفة العلوم و معرفة المعرفة ( الابيستمولوجية ) ، و هذه الأخيرة لا تختص بمجالات الفكر و الفلسفة فحسب ، بل يستعين بها جميع أبناء الاختصاصات الأخرى لتطوير معارفهم و أليات بحثهم و دراساتهم .
و في الفكر و فلسفة القانون هو الآخر لا يهتم فقط بالمجال التقليدي الذي كان يقول: حيثما انتهى العلم بدأت الفلسفة ، بل تتضمن بحوث فلسفة القانون فكرة تشييد النص القانون المرجعي ، و في هذا المجال وضعت دراسات مهمة خاصة ما يرتبط بمن يضع القوانين الحاكمة ، و إذا تجاوزنا جدليات العصور الوسطى و ما يرتبط باللاهوت و الناسوت ، نجد أن المباحث القانونية الحديثة تطرح في سياق نظرية الدولة معرفيا ، بمعنى أن الدولة بإعتبارها منتج حداثي تعد كأي إنجاز معرفي يشكل حداثة التطور المعرفي الإنساني ، و بما أن أعمار العلوم بلغت الدهور فنحن نتحدث عن علوم داخل العلوم ، و هذا ما يسمى بتخصصات داخل التخصص ؛ و لذا صار لزاما إدراك مشقة وضع منظومة قانونية مرجعية تحكيمية لإنسان القرن الحادي و العشرين ، و هذا العمل الذي تخرجه في العادة السلطات أو الجهات التشريعية في الدول .
لا يسعنا المجال للحديث عن نظريات الحكم ؛ بل نريد أن نتناول كيفية وضع قوانين في النماذج الحديثة للدول ، و هي تلك الدول التي تعتمد على مجلس لتشريع القوانين ، و سنبدأ بالسؤال : من هي الجهة المؤهلة في أي دولة لوضع قوانين مرجعية لعموم الشعب و كيف ؟ و جواب هذا السؤال لا يمكن بطبيعة الحال أن يتناول من جانب واحد لذلك ستكون هذه الأسطر هي الحلقة الأولى من سلسلة حلقات للبحث في هذا الموضوع  
يتبع 

أحدث المقالات

أحدث المقالات