22 ديسمبر، 2024 9:18 م

من يدرك هذا الحديث؟!
إن الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام )عن اكتفاء النساء بالنساء وكذلك الرجال بالرجال ,هذه المثلية وغيرها من الانحلال الفكري والتفسخ الخلقي الذي حل علينا كما حلت علينا الديمقراطية التي افسدت الكثير من منظومة القيم والحيلولة عنها بسبب حكام وأمراء وغيرهم ممن يرى نفسه في تحقيق مبادئ الغرب الذي عاث في الأرض فسادا.

جاء عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) أنه قال:” يأتيكم بعد الخمسين والمائة* أمراء كفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثر التجار، وتقل الأرباح، ويفشو الربا، ويكثر أولاد الزنا، وتغمر السفاح ((3))، وتتناكر المعارف، وتعظم الأهلة، وتكتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال، فحدث رجل عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قام إليه رجل حين تحدث بهذا الحديث، فقال له: يا أمير المؤمنين، وكيف نصنع في ذلك الزمان؟فقال: الهرب الهرب، فإنه لا يزال عدل الله مبسوطا على هذه الأمة ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم، وما لم يزل أبرارهم ينهى فجارهم، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا: لا إله إلا الله، قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين ).1-

مظاهر الشذوذ الجنسي :

إن المتابع لهذه الظاهرة والتي انتشرت في هذه السنوات وتحت مسميات العبور أو (العابرون ), ولهم قانون اقر في عدة دول, والشذوذ الجنسي في عالمنا العربي الذي ربما يشاهد من يتحول من رجل إلى امرأة وبالعكس عن الإمام علي عليه‌السلام قال : ( أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور ، فإذا بلغوا عشر سنين واضرب ولا تجاوز ثلاثاً ( 2-.

إن القرآن الكريم وبالتحديد في قصة نبي الله لوط(ع) وقومه قال تعالى : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ* وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ* فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).3- وهذه الاية تجعل الفاحشة عظيمة على مدى العصور والازمنه وكذلك الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي (ع) الذي يقصد به السلطة وهم ولاة الجور والظلم الذين لم يعاقبوا الذين ارتكبوا هذه الفواحش ومنها الشذوذ الجنسي وهذا المرض غالباً ما يكون يتعرض الطفولة وغيرهم ولم تراعِ الشرائع السماوية وهذه الظواهر نجدها في المجتمع ولو قليله.

طفولة اليوم :

إن الظواهر التلفزيونية والانترنت يصور لهذه الطفولة برامج وأفلام تجدها مهدده لهم ولن تبني مستقبلهم لأن الافلام التي تبث فيها من اللقطات ما تخدش حيائهم وحقوق طفولتهم عن الإمام الصادق عليه‌ السلام قال: (أيّما ناشئ نشأ في قوم ثمّ لم يؤدّب على معصية ، فإنّ الله عزّ وجلّ أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم).4- علينا أن نكون مدعاة فخر لهم وهم يشقون طريقهم ولن تكون المبادئ والحرية تجعل التطور بالشذوذ عندهم .

 

الغرب والحرية :

إن الغرب يصور التخلف والإدمان والحروب والأمية انها حرية يُظهر نفسه داعما لها وهي رعاية غير مسبوقة نجدها في دولنا تحت اصرار غربي وتصدير المثلية إلى الأمة الإسلامية وهؤلاء الولاة والأمراء الذين يطبقون الخطط لحرف مسار الأمة مع تحمل وتشجيع هذا العمل وتقبله لجعله واقع حال وعلى الجميع تحمله وتقبله عن النبيّ الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (والذي نفسي بيده لو أنّ رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبيّ مستيقظ يراهما، ويسمع كلامهما ونفَسَهما، ما أفلح أبداً، إن كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية ) .5-

منظمات المجتمع المدني :

إن المنظمات التي تجعل وتسهل الرقي المعرفي ظاهراً وكذلك القنوات الاعلامية المسمومة التي تدعم هذه الحركات المشبوهة وهذه المنظمات تدعم وتروج لها بحجة الحرية الفكرية وهي سياسة غير مسبوقة وأن منظمات المجتمع المدني لها برامج وايجاد حلول لهذا المد الجارف ولن تكون داعمة لها لأن المنظمات العاملة لديها معطيات لمجابهة الخطر المحيط بشعبها لا أن تكون جزءاً من المخطط… عن النبيّ عيسى (عليه السلام (قال : (إذا قعد أحدكم في منزله فليُرخِ عليه ستره، فإنّ الله تعالى قسم الحياء كما قسم الرزق).6-

المنبر والحرية :

الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)قال: (لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام)7- إن المنبر لديه القدرة على حل مشاكل المجتمع ونحن نعيش مأساة الحسين (ع)الخالد الذي خرج من الاجل الاصلاح في أمة جده وهذه الأمة تعيش البعد أو التنكرعن الحقيقة لذا تجذرت المشكلة لديهم مما بات السبب الرئيس في النفور من المنبر أما يشيع الجهل والتجهيل بما يروي من خرافات لم تصدق وأما لم ينزل إلى مستوى العقول ولم تكن للخطيب القدرة على الاساليب القديمة وجعل مجلسه بعيداً كل البعد عن الحلول وكيفية استعداد المجتمع لها.

عندما يكون المنبر في كل مكان وبعضهم لديه القدرة على حمل هموم الأمة وكيفية معالجتها. هناك تشويش على هذه القدرة الرسالية ويعلم بها أن الغرب لديه القدرة مستخدماً اياها والعمل بها. والدليل على هذه القدرة بين ايدينا السوشل ميديا وغيرها من الاسلحة الفتاكة توفرها بسخاء في ربوعنا دون الاستفادة منها ولو كان المنبر يبث الوعي لما نفر منه الشباب في هذه الايام .

حقوق الانسان وحرية التعبير:

إن الغرب ركز على حقوق الانسان وحرية التعبير عن الرأي لتمرير أو فرض التطبيق على مخططاته بين ربوع هذه الأمة و لن تجد هذه الأمة دفاعات تستخدمها لحماية شعوبها من الثقافات التي جاء بها الغرب وهي دخيلة على شعبنا فأصبحت ممارسات دخيلة علينا نمارسها بحرية ونعدها ثقافة ضاربين بها منظومة القيم والمبادئ السامية حتى امسى شبابً وبناتً تلبس الضيق بما يسمى (جينز) والملابس التي تثير الشهوة وهي معروضات في الاسواق والمولات وهذا المنطلق الغربي صار لزاماً يستخدمه الشباب في النوادي والكوفي شوب وغيرها.

أختم حديثي عن من يدرك هذا الحديث الذي وضعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام )في مناهج الحياة محذراً هذه الأمة ومن ولاتها وأمرائها وحكامها من انهيار الحكم لديهم ولكنها دون جدوى وهؤلاء مارسوا الرذيلة في المجتمع الإسلامي والآن على هذه الأمة أن ترى الشذوذ والمثلية وهذه الظاهرة التي ترعاها دول لا تريد المساس بهم, دون التعنيف والاضطهاد لهذه الخصوصية وهي زيف لهذه الشعارات الا تمرير مخططاتهم والتي رفع شعارها وسط مدينة السلام…

المصادر :

*- إن الحديث المروي عن الأصبغ ابن نباته ويتحدث بعد الخمسين والمائة وفيها كان الحاكم المنصور الدوانيقي وهذه فترة حكم بني العباس وهي تشير إلى امور في غاية الخطورة منها ابتعاد الناس عن جادة الصواب وهذا جاء نتيجة لوجود الأمراء والأمناء ومن يدعي العرفان أبعد منهم وهذا لا يبرر من حكم من قبلهم أمناء عدول لكن الحديث شمل هذا العام ومن ابرز الأحداث التي حدثت فيها هو موت ابو حنيفة النعمان – المصدر – الكامل في التاريخ – ج٥ – ص١٦٤-

1- الغيبة النعماني – ص ٢٤٨ – حديث ٣-

2- تنبيه الخواطر:390.

3- 80ـ84 سورة الاعراف.

4- بحار الأنوار7:10).

5- وسائل الشيعة، ج14، ص94.

6- نفس المصدر

7- الكافي 8/32/5