الانظار تتجه اليوم الى من يستطيع ان يحل مشاكل العراق وما اكثرها، فلقد ازدادت خلال فترة قصيرة وتفاقمت حتى خرجت عن السيطرة وضاع البلد وخيراته ، وهدرت طاقاته وهرب ابنائه، فلو فكر الساسة بأصل المشكلة فان اساس الفساد هو الظلم ،كما ان اساس الاعداد والاعمار والتقدم والتطور والبناء والازدهارهو العدل ، ولم نلاحظ احد استلام مقاليد الحكم او الكرسي وعمل بهذه القاعدة الا وكان الخير لاهل البلاد والنعم المفرحة وكثير من الدول اعتمدت على ذلك فكانت حياتهم خير.
اما اهم مشكلة في العراق والتي باتت عصية على كل من تسلم كرسي الحكم بعد الاحتلال فهي الامن والامان والتي يتحمل الجزء الاكبر منها الجهات الامنية بكافة تصنيفاتها والتي اضطهدت المواطن ولم تعطيها حقة وتركت المجرم يلعب بمقدرات البلد ، ولقد انتقد الرئيس الامريكي القوات الامنية قائلا لقد صرفنا اموال طائلة في تجهيزهم ( اي القوات الامنية ) وتدريبهم ولكن ضعفهم واضح مع استمرار المشاكل في البلد، واشار اوباما لانتوقع شيء يحصل للاستقرار في العراق ولن ننجر الى موقف بعد التضحيات الكبيرة التي قدمناها ، ونحن نرى العراقيون مستمرين بخلافاتهم ويريدون منا التدخل في حلها.
الحلول التي ينتظرها الجميع يجب ان تكون بتلبية الشروط واعادة الحقوق لاهلها ، كما ان الكثير من اهل المناطق هم انفسهم يعرفون كيف يمكن ان تدار مناطقهم وكيف يمكن ان تعالج هذه الملفات المهمة والحيوية.
وفي نظرة عن تكاليف الحرب على العراق والتي وصلت تريلوني دولار كما اعترف بذلك البيت الابيض، ومع كل هذة المصاريف الباهظة لم يصل العراق او يقترب من الاستقرار التي وعدت به امريكا ، بل على العكس كان البلد يمسي على تفجيرات ويصبح على قتل وعبوات وتفجيرات متكررة واعمال خطف وتهجير مع زيادة القصف الحكومي الاعمى العشوائي.
القوانين تحتاج الى مراجعات من قبل اهل الاختصاص واولها الدستور، كما ان المعتقلين وفيهم الابرياء بكثرة جدا ان يحصلوا على عفو، مع ضرورة عودة المهجرين لمنازلهم واعطائهم تعويضات مناسبة وتطمينهم بعدم القصف بالبراميل وسحب المظاهر المسلحة من مناطقهم من قبل الجيش مع تشكيل قوات من ابناء المناطق تقوم بحماية مناطقهم لان اهل مكة ادرى بشعابها.
هذه ليست مكاسب سياسية، بل هو هم مشترك من اجل هدف يكون واحد لمعالجة الخلل وتجاوز العقبات والتي اضاعت البلد والتركيز على الاخذ في نظر الاعتبار خدمة المواطن والوطن اولا واخيرا.
امريكا اوصلت العراق لهذة المرحلة وعليها ان تصلح الاوضاع فلقد دخل العراق المازق وتزعزع الاستقرار
ولقد ظهرت التحديات الكبرى فمن الميليشات المتوغلة والتي سيطرت على الكثير من بغداد والمحافظات ،
بالمقابل انتشر داعش بصورة عجيبة وغريبة في معظم اجزاء البلد وتمدد في ارجاء البلد، ولقد تركت الحكومة السابقة تركة كبيرة وهي المشاكل العالقة مع الاكراد والتي منعت بدفع الرواتب والمستحقات وكذلك عدم حلول المناطق المتنازع عليها ومسالة البشمركة ودمجها مع القوات المسلحة، وتفاقمت المشاكل مع المحافظات الست المنتفضة ولم تكون حلول للمطالب التي تقدموا بها.
وكذلك العجز في الميزانية و عدم حلول المفقودات من الموازنات السابقة والحاقها بالقادمة مما سبب بخرق كبير وايصال العراق الى ذيل القائمة في الفساد المالي والاداري.
وهذا يدل على ان السيد رئيس الوزراء المكلف مستحيل ان يستطيع وضع حلول لكل هذه المشاكل والتي لاتعد ولاتحصى، فلقد ولدت مشاكل لاحصر لها تحتاج عملية قيصرية حقيقية للدولة من جديد لحسم كل الملفات والمشاكل التي زرعت من قبل الحكومة السابقة ، مع دعم كبير وحقيقي من قبل امريكا والمجتمع الدولي وكل العرب، ناهيك عن التامر الكبير على العراق ليضيع ولا يرجع الا رحم الامة العربية من جديد، الخطوات القادمة حاسمة والا فسوف نودع البلد وسينتهي لا سامح الله وعندها كما قال القائد كارنر لن يرجع العراق كما كان قبل عام الفين وثلاثة وهذه اشارة على عدم رجعة العراق كما كان، ولن تحل مشاكلنا التي تفاقمت ونشرت على حبل غسيل العالم .