22 ديسمبر، 2024 3:14 م

هناك خمسة بدائل للتعامل مع الاقليات في دول الغرب بديل الصهر وبديل الدمج وبديل التعددية وبديل التسامح وبديل الاستبعاد.
من خلال اختيار الحكومة لأي من هذه البدائل تستطيع أن تفهم أين موقع ثقافتك وارثك الذي جئت تحمله وهل ثمة قبول واحترام لك أو لا.
طبعا أجدى وأفضل هذه البدائل هو بديل التعددية لإنك ستمارس حياتك بواسطته وكأنك تعيش في بلدك الأم مهما بدت عادتك وتقاليدك مختلفة أو مصنفة أحيانا واي تعديل أو محاولة لالغاء أو استثناء أي عادة من عاداتك وتقاليدك فاعلم أنه لم يعد بديلا للتعددية بل الاستبعاد أو الدمج أو الصهر.
كانت بريطانيا إلى عام ٢٠١٥م تسمح للجاليات اليمنية والصومالية والاثيوبية بتعاطي القات لأنها تعرف أنه جزء من عادات وتقاليد هذه الشعوب يتناولونه أثناء جلساتهم الاجتماعية وعندما تم تصنيف القات على أنه نوع من المخدرات بدعوى من تيريزا ماي حينها كان على هذه الجاليات أن تستعد لمواجهة مصير صبها بثقافتها وعاداتها وتقاليدها في قالب الثقافة الاوروبية التي ترى أن على الاخرين الارتقاء إليها والغاء خصوصياتهم الثقافية.
بريطانيا كانت آخر دولة اوروبية تسمح للجاليات المذكورة بتعاطي أعشاب القات لكن اين كان عقلها حتى عام ٢٠١٥م والجواب أنها كانت تحترم العادات والتقاليد وإذا كان القانون في خدمة الانسانية فإن الغاء الخصوصيات الثقافية لأي اقلية باسم القانون يعتبر الغاءا لمبدأ الاحترام الذي هو أساس التعايش في المجتمعات.
انه اشبه بمنح جميع الموظفين مكافئات واستثناء موظف واحد لا غير.
ان واقع قبول واحترام الآخر يفرض قبوله واحترام كل خصوصياته جملة وتفصيلا فالقات في اليمن واثيوبيا والصومال يشبه الخمر في أوروبا ودول الغرب من حيث الاباحة لكن احترام هذه الخصوصيات لا يجب أن يتخذ طابع التحليل والتحريم بل طابع العادات والتقاليد واحترام اصحابها.
كثير من اليمنيين والاثيوبيين والصوماليين في أمريكا واوروبا لا يستطيعون التأقلم والعيش بطبيعتهم واعتبار أنهم مواطنين رغم أنهم يحملون جنسيات تلك البلدان وجوازتها بسبب حرمانهم من عاداتهم وتقاليدهم التي نشأوا في بلدانهم عليها كجزء من تراثهم.
وتستطيع فقط بهذه الامتيازات ان تعرف هل أنت مرغوب فيك أم لا في تلك البلدان وكما يقول المثل الغربي: من يحبني يحب كلبي. ومن يحبك سيحب عاداتك وتقاليدك لن يلغي أي جزء من تراثك ابدا. والاحترام هو سيد الموقف.