17 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

من يجند الغربيين لحربنا ؟

من يجند الغربيين لحربنا ؟

أزمة اليوم, يمكن حصرها بجملة واحدة وهي :الحرب مع داعش, والتي أفرزت معطيات عجيبة, نتيجة تسارع الإحداث, وتداخل الملفات, ومن مفاجئات الحرب مع داعش, الأعداد الكبيرة للغربيين, ممن يشاركون داعش أجرامها, فكيف يمكن للإنسان يسكن قمة الحضارة (كما يصوره الأعلام), أن يشارك داعش همجيتها, ويقوم بفعل القبائح, لا يفعلها الإنسان العاقل, أخبار وصولهم للمنطقة لم تنقطع, مع أن التحالف أعلن الحرب, لكن المدد البشري الغربي استمر بالوصول!
لاحظت صحيفة (واشنطن بوست), حول معدل تدفق المقاتلين الأجانب, باتجاه سوريا والعراق, للالتحاق بداعش, حيث الارتفاع بالإعداد مستمر,  بالمقارنة مع أعداد القادمين من السعودية أو تونس, مثلا انفردت بلجيكا بأعلى رقم, قفز من 296 إلى 440مقاتلا, قياسا إلى النسبة العامة لسكان البلد, وأشار تقرير مجلس الأمن الدولي, إلى أن الأجانب يتدفقون للعراق وسوريا من 80بلد, فما هي علل ما يجري, ومن السبب في ارتفاع الأعداد الملتحقة بداعش؟
ترى كيف حصل هذا, ولماذا يحصل ألان, وهل يمكن إيقاف المد الغربي, ممن  يلتحقون بعصابات داعش؟
أمريكا أعلنت حرب كبيرة ضد داعش, في مسرحية إعلامية كبيرة, وهي تملك علاقات كبيرة, مع اغلب أطراف المنطقة, فهي القطب الأقوى عالميا, لكنها سمحت بتنقل التنظيم, فكان حراً من دون قيود, ولا حتى ملاحقات قضائية, ولم تتحرك لضرب الشبكات الإرهابية, التي تمول وتجند الشباب الغربي, بل ترك الأمر للفوضى, كما هي نظريتهم ( الفوضى الخلاقة), كي تنتج شكل جديد للمنطقة, فأمريكا إعلانها يخالف الواقع, وهي تسعى لدعم بقاء داعش.
تركيا سهلت السفر باتجاه سوريا والعراق, كافة الأمور الممكنة, فهي لا تلاحق المشتبه بهم, ولا تمنع عبورهم باتجاه سوريا, بل هي مشارك كبير في الحرب, ضد الحكومة السورية, وتدخلها واضح المعالم, فتسهل مرور الراغبين بالانضمام لداعش, مع تواجد معسكرات سرية للتدريب داخل تركيا, وحتى ترددها في دخول التحالف الأمريكي, كان معلناً, لذا يعتبر الدور التركي كبيرا, في تدفق المقاتلين الغربيين, وهو حقيقة معلنة, والسبب هوسها بتحقيق الحلم العثماني.
الدول الغربية, تملك نظام امني ممتاز, عالي الكفاءة, استطاع أن يمنع الشر عن مجتمعاتهم, طيلة عقود عديدة, هذا النظام غض الطرف, عن تحرك الشباب الغربي, باتجاه الانتماء لداعش, والسفر لأرض العراق وسوريا, وترك الأمر من دون منع, وهذا دليل الموافقة الغربية, بل كأنها حرب عالمية, بأدوات صغيرة وهي (داعش), لتدمير منطقة الشرق الأوسط, وتفتيتها إلى ولايات متناحرة, كي تضيع ثرواتها, وتستمر الحضارة الغربية بالازدهار.
المستقبل قد يشهد هجرة كبيرة, للشباب الغربي الراغب بارتكاب الجرائم, لتحقق أمريكا والغرب أكثر من هدف, أهمها تحقيق جغرافيا جديد, لمنابع الطاقة المستقبلية.

أحدث المقالات