بسم الله الرحمن الرحيم:
و من يتوكل على الله فهو حسبه
لا أميل كثيراً للشِعر الشّعبي و الدّبجات و الهوسات و غيرها .. لأنّ طبعي و بعكس الناس منذ الصغر كان يميل للهدوء و التّفكر و التأمل دائماً لأعمل بصوت عالٍ يسمعه كلّ أهل الأرض وآلسّماء .. هكذا طبّعني الله بطابعٍ خاصٍّ و قلبٍ رقيقٍ يتحسّس حتى معاناة نملة أو حشرة صغيرة و لا يزال .. حتى إني أضطرب لخطأ و أتحسس همس المجروح و نظرته حتى لو كان عفوياً لمساعدته و لأصلاحه, لكن بعض الشِعر يسحرني أحياناً خصوصا حين يلامس الواقع و يكون من القلب؛
أصفن على العمر خلّصته بس هموم ..
وأباوع ع الزّمن و شلون جازاني ..
أثاري بها الوكت ما ينفع الطِيب ..
و الطّيب يظل كل عمره وحداني ..
و اليمشي عدل ع النيّة وى الناس
يظل طول العمر مجروح و يعاني ..
فكيف يُمكن لعاشق على نيّته أن يعيش مع شعب بل شعوب لا تؤمن بالنّية الحسنة و الطيبة!؟
مع محبتي للجّميع رغم الجفاء والخذلان و هذا الحال الذي أنا فيه و الحمد لله, و أرجو المخلصين إن وجدوا؛ أنْ يعلموا بأنّي رغم كلّ الأذى و الجراح و التضحيات لشعبٍ تبيّنَ أنهُ لم يكن يستحق عُشر ما ضحيته لهُ قد ذهبت هباءاً في هذه الدّنيا اللعينة .. حتى أحسستُ بأنيّ أضرمتُ النار بنفسي وعائلتي من أجل من لا يكن أيّ إحترام للحق وللقيم و الأنسان .. بل يعبد هو وساداته و شيوخه الدولار بغباء مطلق كسيّد و حاكم أوحد .. لتقرير موقفه بعيدا عن الحقّ المجهول أساسا في أوساطهم, و لذلك قتلوا وشردّوا العارفين ونصروا وتمسّكوا بنهج آلظالمين و للآن ينصرون الظالم؛ لكني رغم كلّ هذا الجفاء و الجروح؛ رضيتُ من الأعماق بما رضى به الله و إختاره لي وكنتُ دائماً أتوكّأ على قرار القلب و أحكامه أو إستخارة القرآن إن لم أصل لجواب من القلب في المنعطفات الخطيرة كآلسفر و الزواج و الشراكة وغيرها, و لم أحكم العقل الظاهر يوماً .. و لم أهتم بهذا أو ذاك مهما كانت قوته و سطوته و موقعه في السلطة للتوسط لديه أو طلب المساعدة منه, و لهذا فأنا الآن مطمئن بآلنصر و العاقبة الحسنى رغم كل الأذى و المعاناة .. و من يتوكل على الله فهو حسبه, إنّهُ نعم المولى و نعم النصير.
و العاقبة أبداً للمتقين.