19 ديسمبر، 2024 4:21 ص

من يؤجج نار الارهاب في العراق؟

من يؤجج نار الارهاب في العراق؟

بلغ عدد ضحايا التفجيرات والمفخخات والكواتم،منذ بداية العام الحالي ولغاية كتابة هذه السطور،حسب الاحصاءات الرسمية (12567) قتيلا و( 48925) جريحا ( لم نعثر علىاحصائية عن عدد الذين قضوا نحبهم جراء اصاباتهم بالجروح البليغة).
ارقام مرعبة تصدم كل من له ضمير حي، ولكنها أرقام باهتة مجردة  لاتحرك الضمائر الجلمودية، انها ارقام جامدة توردها بقلة حياء وسائل الاعلام العربية والعالمية مع التأكيد على طائفية المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، وبعضها ينشرها بشماتة وتشفي. أكاد أجزم إن الارواح التي تزهق في العراق يوميا والدماء التي تسيل أنهارالو كانت ارواح قطط أو دولفينودمائها أو لحيوانات اليفة لأجتاحت عواصم العالم مسيرات جماهيرية حاشدة تطالب القصاص من الجناة وايقاف هذه المجازر فورا وانبرت جمعيات حماية الحيوان للدفاع عنهاثم طلب السيد بان كي مون ووزراء خارجية الدول (المتحضرة) وغير المتحضرة عقد إجتماع عاجللمجلس الامن الدولي لأتخاذ قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ضد مرتكبي المجازر بحق فصيلة القطط  أو الدولفين لانها مهددة بالانقراض. ولانستبعد ان يقوم أحد شيوخ الخليج بالتبرع بـ (300) مليون دولار لحمايتها وتوفير الاماكن آلامنة لها!!!
أما مايجري بحق الانسان العراقي المنكوب منذ الاحتلال الغاشمفليس من مهمات المفوضية السامية لحقوق الانسان ولامنظمات حقوق الانسان العربية والدولية المدنية ولا جامعة الدول العربية ولامنظمة التعاون الاسلاميوليس لبيت الشرمنظمة الامم المتحدة  أية علاقة لما يجري في العراق في هبوط الديمقراطية البائسة بالمظلات الامريكية على بغداد العزيزة!!!
أيها العراقيون لقد باتت أرواح ابنائكم أرخص حتى من أرواح القطط والدولفين في هذا الزمن الديمقراطي!!
العراق يحترق وأجساد شعبه تتمزق من اقصاه الى أقصاه.طالت حتى أربيل الامنة. العراقيون يسبحون في وسط بحور الدم منذ عقد من الزمان .أرهاب الدولة وحكومتها الطائفية والميليشيات الوافدة والمستوطنةوالعملاء الماجورين الذي قدموا في داخل بساطيل جنودالاحتلال، تضرب البلاد مع فجر كل يوم. وفي الظهيرة تنهدم بيوت الله التي اصبحت مصيدة لقتل المصلين والركع السجود.وفي المساء تتمزق أشلاء المعزين في سرادقات العزاء.. كفى ايها الحمقى لقدجفت عيون أمهاتنا من ذرف الدموع وأرتوت أرض العراق من شرب دماء ابنائه.نفذت الاقمشة البيضاء و السوداء من الاسواق. ضاقت المقابر . ملئت مشرحات الطب العدلي باجساد شبابنا الممزقة.أصبح العراقيون أرقاما ليس الا. نعم العراق يحترق والعالم المنافق صامت صمت القبور مادم النفط يجري بدون حساب. واللصوص لم ولن يشبعوا من السحت الحرام.
لقد فاض بالعراقيين الكيل فالى متى جريان شلالات الدماء هذه؟ ألم يبقى في العراق رجل رشيد؟!!
السؤال الملحاح هنا: كيف يجرؤالانسان ان يفجر نفسه؟اية قوة أو ايديولوجيا أوفكر يقنع الانسان ان يفجر نفسه وينهي حياته تحديا لأرادة الله؟ حتى في الحروب يطلب القادة من مقاتيليهم ان لايعرضوا انفسهم لقتل لاجدوى منه. فكيف يفجر هذا الانسان نفسه بحزام ناسف او يقود سيارة مفخخة ليقتل اطفالا وشبابا ونساءً؟ هل وصل الاحباط به الى درجة لايعير أهمية حتى لنفسه ومستقبل أطفاله؟ كيف نشر المعمون ثقافة الانتحار بين شعبنا؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟
هل هذا من طبيعة البشر؟ انها قطعا ليس من طبيعة الحيوان !! ألم يرد في القرآان الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا) أم ورد: لاتعتصموا بحبل الله وتفرقوا واقتلوا بعضكم بعضا!!. هل مايجري الان هو ما جاء به الانبياء والرسل وشرعتها الكتب السماوية؟ هل قال عز من قائل: ورضيت لكم السنة والشيعةدينا أم قال( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا). من الذي يفتي بتدمير بيوت الله وتفجيرها؟ هل قال الله من يفجر مساجد الله ويسعى في خرابها هومؤمن بالله ورسوله وآل بيته وصحابته؟ أم قال:(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم) البقرة 114. بعد هذه الاية الكريمة هل سيدافع عنك، ايها المفجر نفسك، الائمة والمراجع عندما تقف غدا بين يدي الله؟
تنتفض الشعوب عندما تتعرض بلدانها للغزو والاحتلال،تبذل الغالي والنفيس لدحر الغزاة وطردهم. العراقيون فعلوا ذلك ضد الغزاة الامريكان بمقاومة باسلة قل نظيرها في التاريخ وجرعوها السم الزعاف ومازالت تتجرعه كل يوم باشكال اخرى، سياسية واقتصادية ونفسية الى الدرجة التي اصبحت اضحوكة العالم في التردد والخوف من نتائج قراراتها. لقد خارت قواها وباتت كالثور الجريح لايقوى  حتى على الحركة !!
حتى السفاح جنكيز خان عندما أحتل دولة الخوارزم عام  1220 أمر جنوده بعدم هدم المساجد  وهو الوثني وكذلك حفيده هولاكو منع جنوده من هدم المساجد عند احتلاله لبغداد عام1258ببركة وفتوى العلقمي . اليس الذين يفتون بتفجير المساجد وبيوت الله هم أشد إجراما من جنكيز خان وهولاكو؟
إن من يفتي ويهيئ ويسهل وينفذ هذه العمليات الاجرامية ،كائنا من كان ولأي دين أو مذهب أوفكر سياسي ينتمي وبدون أي إستثناء هو مجرم سفاح خارج عن وصف الانسان والانسانية.
لاتستقبلهم حور العين ولاالرسول الاعظم ولا آل البيت الاطهار ولا الصحابة رسول الله الكرام في جنة الفردوس، بل ان مكانهم جهنم يستقبلهم عتاة المجرمين والسفاحينالاشرار. يشربون ماء الزقوم بدلا من السلسبيل. لأنهم لايمتون للاسلام بصلة ولابالقرآن بعلاقة ولا برسول الله بقرابة. أن اسلامهم ليس بالاسلام الذي ارتضاه سبحانه لعباده دينا. ليس لهؤلاء اية علاقة بالقرآن الكريم الذي يهدى عباد الله الى الصراط المستقيم  ولابالاسلام الحنيف وهم بعيدون كل البعد عن وصايا الرسول الكريم الذي بعث هدى ورحمة للعالمين ووصايا آل بيته النجباء.
الداء الذي اصيب بها العراق والعراقيون نقل فيروسها مايسمونبرجال الدين، من كلا الضفتين، الا من رحم ربي ثم العملاء الارهابيين اصحاب العملية السياسية التي هندسها لهم بول بريمر وراين كروكر وقاسم سليماني!
قال أحد خطباء يوم الجمعة الماضي: (فإذا تراجعت سيطرة العلماء والعقلاء بسبب الاستهداف فستنفلت الأمور وقد ينفجر الصمام ويستفيد من يخطط للفوضى) .لا أيها الشيخ، انكم والمرجعيات الصامتة والناطقة والسياسيين الفاسدين اللصوص الذين يأتمرون بأوامركم هم من افلت الامورمن عقالها وتسببتم بالفوضى والدمار وحرق العراق وابنائه ولايستقيم الامر في العراق طالما هناك تدخل من أمثالكم وأمثالهم في أمور السياسة وقيادة البلد. أنتم الداء الذي يسري في جسد العراق، أنتم السرطان الذي اصيب به. والدواء هو عزلكم جميعا عنها ومعكم سياسيوا سوق مريدي وفلاسفة المعجون وما ننطيها وتحاكمون وتلقون جزائكم العادل في الدنيا قبل الاخرة، ليعود العراق الى اهله والى مكانته التي كنا نفتخر بها في كل مكان وزمان.
قبل يومين أوقفت سيارة اجرى لآيصالي الى المكان الذي أبغي. كان سائق السيارة من الارومة الهندية، ومن عادتهم انهم يسألون من أي بلد أنت؟ فقلت من العراق. نظر اليَ نظرة أزدراء قائلا: ماذا اصابكم، اصبحتم بلد اللصوص والحرامية والفساد والقتل. صعقني هذا السائق. لم اجب. طلبت منه ايقاف سيارته.جلست في مكان منزو من الشارع وبدات ابكي وابكي. لم أدري لماذا أبكي. أأبكي لحالي أم لحال بلدي أم أنني ببكائي أندب حظ العراق المبتلى بالسياسيين المجرمين والمليشيات الارهابية وما يسمونهم برجال الدين أم العن من يدفع لهم من خارج الحدود.
تبا لكم ايها السياسيون وخلفكم الاشرار (وعاظ السلاطين) جعلتم شعوب الارضتضحك علينا!!
لك الله ياعراق وصبرا ياشعبنا المنكوب المغلوب على أمره.
اللهم أحفظ العراق وأهل العراق

أحدث المقالات

أحدث المقالات