23 ديسمبر، 2024 11:21 ص

معارض للتظاهرات: هذه المظاهرات مؤامرة أمريكية صهيونية لتفتيت العراق و ضرب الحشد الشعبي.

مؤيد للتظاهرات: بل هي ثورة شعبية على الفساد و استغلال موارد الدولة من قبل الأحزاب الفاسدة التي تتبع أجندة دول أجنبية.

المعارض: لماذا لم يتظاهر إلا الشيعة في هذه المظاهرات؟

المؤيد: أولاً هذا الكلام يراد الترويج له لإخافة العراقيين و اللعب على وترالطائفية لتمزيق صفوف المتظاهرين و زعزعة الثقة. ثانياً مع رفضي للمصطلحات الطائفية فإن تهمة السنة إن خرجوا ستكون جاهزة و هي أنهم دواعش و ذلك على غرار التهمة الموجهة للشيعة بأنهم بعثيون. أما الكرد فتتكفل بنخبهم التي تثور على الفساد كواتم الصوت و الاعتقالات.

المعارض: و كيف لنا أن ندعم مظاهرات لا نعلم من يقف خلفها؟

المؤيد: من يقف خلف هذه التظاهرات هم الذين حرموا كريم العيش و سرقت أموالهم و حقوقهم و ضحوا من أجل حماية العراق من إرهابيي داعش في حين بقي اللصوص في قصورهم. ثم هل تعتقد أنه من العقل و المنطق أن يكشف من ينسق هذه التظاهرات عن نفسه ليكون مصيره الاعتقال و الاغتيال. إذا كانت الحكومة لم تحتمل منظر طفل يحمل العلم العراقي فتم قنصه، فكيف تريد من منظمي التظاهرات أن بعلنوا عن أنفسهم. كان الأوجب أن تسأل من يقف خلف القناصة الذيم قتلوا المتظاهرين بدم بارد و على مرأى من قوات الأمن كما قالت المرجعية في خطبتها و كما رأينا ذلك جميعاً في مواقع التواصل.

المعارض: و ماذا يريد المتظاهرون؟ هم أنفسهم لا يوجد لديهم مطالب محددة.

المؤيد: يريدون الخدمات و مكافحة الفساد و محاسبة من سرق أموال العراق و أحلام العراقيين و أن يكون لديهم مستقبل أفضل من 16 عاماً قضوها يحلمون فيها بوطن.

المعارض: بل هم يريدون إسقاط النظام و العملية السياسية برمتها؟ هم يريدون الفوضى؟ بل إن أمريكا تريد الفوضى؟

المؤيد: صحيح هم يريدون إسقاط النظام الذي يدوّر الفاسدين في كل انتخابات و يكرر نفس الوجوه المفسدة. و يريدون تغيير العملية السياسية التي جاءت بتوافق الاحزاب الفاسدة على تقاسم الكعكة فتحول العراق إلى غنيمة و ليس إلى دولة. بل إنهم يريدون النظام و من يرفض ذلك يريد للفوضى أن تبقى. دعني أسألك بصراحة هل العراق اليوم دولة قوية ينعم أهلها بالأمان و الاستقرار و العيش الكريم؟ بالتأكيد لا. لذلك أقول لك إن خوفك على العملية السياسية يكون صحيحاً عندما يكون العراق دولة مستقرة و متطورة و حينها يمكن القول أن ما يجري هو مخطط له.

المعارض: هم يريدون وراء كل هذا تدمير محور المقاومة و الوصول إلى إيران عبر العراق.

المؤيد: و لماذا لم تعمل إيران – باعتبارها راعية المقاومة – على تقوية العراق طيلة 16 عاماً الماضية؟ لماذا دعمت الفاسدين في الحكومات العراقية منذ العام 2003. على العكس من ذلك فقد سمحت إيران من خلال نفوذها باستغلال العراق كورقة من أوراقها في التفاوض مع الولايات المتحدة.

المعارض: أخي لولا إيران لما بقي العراق فهي من هزمت داعش.

المؤيد: لولا تضحيات آلاف الشباب من العراقيين لما دحرت داعش و لوصل التنظيم الإرهابي إلى طهران. للأسف إن كلامك هذا نابع من عدم ثقة بقدرات أبناء بلدك. العراقيون ليسوا أقل شأناً من غيرهم من الشعوب فهم قادرون على التغيير و الدفاع عن أنفسهم. الدعم الإيراني و دعم التحالف كان و ما يزال مقدراً و دماء الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن العراق لها كل الرحمة و المجد و لكن هذا لا يعني أني ألغي تضحيات ابناء بلدي و أسلم وطني للآخرين كساحة لتصفية الصراعات.

المعارض: و ماذا بعد هذه المظاهرات؟ هل تعتقد أن حفنة متظاهرين يسقطون الدولة؟

المؤيد: أولاً يجب أن تميز بين الدولة و الحكومة و أن لا تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي عندما خير العراقيين بين الدولة و اللا دولة. الدولة هي مؤسسات و قوانين تدبر و تدير أمور الشعب في منطقة محددة وفق أدوات وآليات متفق عليها. أما الحكومة فهي أداة من أدوات الدولة و هي المشرفة على البرنامج الذي يضمن تطبيق نهج محدد في إدارة الدولة. و لأن الحكومات المتعاقبة على العراق فشلت في إدارة الدولة فإن شباب العراق قرر أن لا تتكرر هذه المأساة و تظاهر لإسقاطهم. صدقني من جابه الرصاص في موقف أقل ما يوصف بأنه بطولي يمتلك من الجرأة الشجاعة و الوعي ما يمكنه من تحقيق هدفه.

المعارض: لم تجبني ماذا بعد المظاهرات؟ هل هي الفوضى؟!

المؤيد: يا أخي هؤلاء الفاسدون لم يفلحوا في إدارة العراق بل جعلوه مرتعاً للدول و قاموا بسرقة خيراته و حكموه بعوائل تتوارث السلطة و المناصب. و لذلك يجب أن يتم سحب الثقة عن حكومة عبد المهدي و حل البرلمان و تشكيل حكومة إنقاذ وطني بإشراف مباشر من الأمم المتحدة لمرحلة انتقالية مدتها من 3 -5 سنوات يتم خلالها تعديل الدستور و قانون الانتخابات و البدء بمحاكمة الفاسدين و استرجاع أموال العراق المنهوبة من قبلهم، و بعدها تجري انتخابات و تشكل حكومة تمثل الشعب العراقي.

المعارض: أخي الشعب كله فاسد لذلك لن يكون هناك إلا فاسدون؟

المؤيد: النفس اليشرية فيها نزعة خير و شر و من هنا تأتي أهمية وجود القانون في حياة البشر. ثم هل تعتقد أن الشعوب الغربية المتطورة لو لم يكن في دولها قانون ستكون أفضل حالاً. لذلك يجب أن يكون هناك قانون له سلطة التطبيق بشكل مستقل، وفق نظام صارم يعتمد على نظم محاسبية دقيقة تمنع الفساد و بالتالي ستسير الامور بشكل أفضل بكثير من الفوضى التي نعيشها اليوم و التي تسمى ظلماً و بهتاناً بالنظام.

المعارض: أنا لا أدعم التظاهرات لأن بعض من يدعمها سمعته سيئة و يسيء لرموزنا الدينية أمثال فلان و فلان..

المؤيد: بكل تأكيد كل تغيير تحاول مجموعة ما أن تركب موجته و أن تدعي أنها من يوجهه و لكن نحن لا نهتم بهذه الادعاءات التي اسقطها شباب العراق الذين حملوا فقط العلم العراقي و شعارات الحسين ياعتباره رمزاً للثورة على الظلم. و لكن هذا لا يعني أنه لمجرد دعم شخص سيئ للمتظاهرين أنهم مرتزقة و يجب قنصهم و قتلهم. ثم إن الإساءة للرموز الدينية جاءت من الجهات التي تريد تشويه سمعة التظاهرات. بل إن مرجعية السيد السيستاني نفسه دعمت مطالب المتظاهرين و حملت الحكومة المسؤولية عن التقصير عن حماية التظاهرات من القنص و القمع. إذا من هو الذي تعتقد أنه يريد الإساءة لتلك الرموز؟!

المعارض: إذا كان لديك هذا الحماس اذهب للعراق و تظاهر معهم. لمذا تجلس في خارج العراق و تنظّر علينا؟

المؤيد: ذكرتني بكلام النظام الصدامي عندما كان يتهم معارضيه بالخارج بالتبعية لأمريكا و اسرائيل و يتهمهم بالخيانة و التآمر في وقت كانت سجونه تمتلىء بالشباب و مقابره الجماعية تملأ أرض العراق. و هل كل معارضة في الخارج عميلة؟ هل رأينا أن المعارضين في الداخل ينعمون بالأمان حتى يستطيع من في الخارج أن يعود و يقف مع المتظاهرين؟ إذا كانت الحكومة لم تحتمل الانترنت و مواقع التواصل فقطعتها و حجبتها فكيف تحتمل معارضين يقودون تظاهرات من الداخل.

المعارض: و لماذا حدثت التظاهرات بهذا التوقيت؟ أليس لأنهم يريدون أن يضربوا الزيارة الأربعينية و يستهدفون الزوار؟

المؤيد: و هل هناك من تظاهر غير الشباب الحسيني الصادق ممن رفعوا رايات الحسين. إنهم ذاتهم من قاتل داعش و ساهم في خدمة زوار الحسين عليه السلام. بل إنهم هم من قرر تأجيل التظاهر حتى تنتهي الزيارة الأربعينية. لكن أسالني عن الذين يستخدمون الدين و المذهب لتبرير سرقاتهم و بقائهم في مناصبهم وفسادهم. هرلاء هم أعداء الحسين الحقيقيون و ليس فقراء العراق.

المعارض: أنت تقول هذا الكلام لأنه لا يوجد لديك راتب تتقاضاه من هذه الحكومة؟

المؤيد: العراق أكبر من مجرد راتب. يا أخي حتى لو نظرنا للأمر من منطلق مادي و بحسابات الربح و الخسارة، فإن بناء العراق و تحويله لاقتصاد قوي سيرفع من دخل المواطن العراقي ليكون الأغنى في العالم. اليوم يوجد ملايين الفقراء في العراق و هناك عصابات تسرق البلد و تمنّ على يعض أبناء شعبه برواتب لا تعادل ربع ربع سرقاتهم. لقد امتلك هؤلاء القصور و تنعم ابناؤهم بأموال المحرومين و حقوقهم و آن الأوان للتخلص من هذه الطبقة الفاسدة.

المعارض: هم يريدون التخلص من حكم الشيعة و إثارة حرب شيعية شيعية؟

المؤيد: و ماذا استفاد الشيعة من حكم الشيعة؟ هل تنعم ابناء الشيعة بالمدارس و المستشفيات و الوظائف و غيرها من أبسط مقومات العيش الكريم؟ يا أخي كفانا هذه التقسيمات. كلنا عراقيون و هؤلاء يلعبون على الوتر الطائفي و القومي. تماما كما يفعل فاسدو السنة و الكرد فهم يستغلون الدين و القومية لتبرير سرقاتهم و تثبيت بقائهم في السلطة. نحن عراقيون و نريد أن يحكم العراق من لديه القدرة و الكفاءة على الإدارة و ليس من يبيع الوطن بحفنة من الدولارات.

المعارض: و لماذا دعم الإعلام السعودي المظاهرات؟ ألا يعني هذا أن السعودية هي من يقف وراء ذلك كرد على قصف أرامكو؟

المؤيد: بل أن الحكومة العراقية هي التي ساهمت بخلق فجوة ملأها الإعلام السعودي من خلال قمعها الإعلام العراقي و قطعها الانترنت و حجبها مواقع التواصل و بالتالي كانت معظم التغطية من الإعلام الخارجي.

المعارض: و هل ستنتهي التظاهرات باستقالة حكومة عبد المهدي؟

المؤيد: لا أعتقد ذلك لأن المطالب التي ذكرتها لك سابقاً أوسع و أكبر من عبد المهدي لكن بالنسبة لهذا الرجل فإن البعض يطالب بأن لا يتهرب عبد المهدي من تحمل مسؤولية الدماء و أن لا يحمي نفسه بغطاء الاستقالة. يجب أن يحاكم عبد المهدي باعتباره المسؤول التنفيذي الأول عن القوات المسلحة هو و القادة الأمنيين الذين شاركوا في دماء العراقيين كما كان يتوجب محاسبة المالكي عن سقوط الموصل.

المعارض: حقيقة أنا لا أريد إلا عراقاً يعيش فيه الجميع بحرية و كرامة و لن أهتم بأية امتيازات أو رواتب لأنها مكاسب آنية و قليلة أمام مستقبل العراق و ما يستحقه أطفاله.

المؤيد: بارك الله فيك و بشعورك الوطني. هذا هو العراقي الأصيل. عاش العراق. عاش العراق. عاش العراق.