23 ديسمبر، 2024 2:13 ص

من وحي التظاهرات 1 : من هو السياسي ؟؟ مرة أخرى …

من وحي التظاهرات 1 : من هو السياسي ؟؟ مرة أخرى …

لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بمساواة الوطنيين الغيارى من السياسيين الناشطين من أجل بلادهم وشعبهم مساواتهم بالمرتزقة سراق المال العام وتصنيفهم جميعا بكلمة : سياسيين !!!. أن الفرق بين من هو سياسي وطني مناضل من أجل وطنه وأبناء شعبه وبين هؤلاء اللصوص أنصاف الرجال كبير. أما هذا الظلم غير الواعي بل حتى غير المسؤول في شمول السياسيين الوطنيين بالغضب والنقد لا لشيء سوى لأنهم سياسيون فقد يكون مبررا بالأمور التالية والتي هي اصلا أوجه الخلاف بيننا وبينهم :

1- أن الطارئين على السياسة يملأون المشهد ” السياسي ” .

2- أن أغلب هؤلاء الطارئين لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب ولا بعيد.

3- إن أغلب الطارئين قد حولوا النشاط السياسي إلى أرباح تجارية فصارت أولويات همومهم إبرام العقود والمقاولات والأرصدة وسرقة المال العام سرا وعلانية.

4- إن أغلبهم قد سخروا الدين لمفازاتهم السياسية !! فلم يكن أمامهم إلا ركوب الطائفية مذهبا للفوز المبين !!. وفازوا .. مع الأسف ..

5- ولكي يستمروا راكبين الموجة السياسية والطائفية ارتبطوا تماما بالمشاريع الأجنبية واستراتيجيات غريبة لا علاقة لها لا بالوطن ولا بالناس.

6- نشروا ثقافة أن السياسي هو الذي يعمل جل جهده على سن القوانين التي تحميه وتعود إليه بالفوائد المادية المباشرة وقصورهم في عمان وبعض دول الجوار تشهد..

7- نشروا ثقافة أن السياسة هي الأرتال والحمايات والأسلحة والسيارات المظللة والمضللة ووضعوا الجدران العازلة بينهم وبين الناس فما عادوا يدرون أين هم يسكنون ولا علاقة لهم بأية معاناة من قبل الشعب لا الأيتام ولا الأرامل ولا المتقاعدين ولا الشباب العاطل ولا انتشار الأمية ولا الأمراض المستشرية ولا الأعداد الكبيرة والمتزايدة من المتسولين في شوارع المدن العراقية.

8- نشروا ثقافة أن السياسي هو من يزوّر الشهادة ويدفع الرشوة ويتسلمها باطمئنان كبيرة .. وبصمت تام من قبل السيد الضمير.

10 – نشروا ثقافة أن السياسي كذاب مخاتل محتال متآمر فنان في التآمر ليس فقط على خصومه وحسب بل حتى أبناء تحالفه وكتلته وحزبه..

11- أغلبهم جهلة بأبسط العلوم ذات العلاقة بالسياسة لذلك عندما يسمعون بمفردات الإستراتيجية والنظرية والفلسفة وغيرها يبتسمون ساخرين وإذا سمعوا بمفردات مثل الوطن والوحدة الوطنية والمصلحة الوطنية العليا وبالمواطنة والمواطن فتأخذهم الهيستيريا من الضحك..

لهذه الأسباب وغيرها أصبحت كلمة السياسي عندنا وتحديدا في شارعنا العراقي سبة وشتيمة.

ونحن إذ نبريء أنفسنا من هذه المجاميع التي أرتكبت بحق شعبنا كل الموبقات نعلن ما يلي:

1- نحن سياسيون نعم ولن نتراجع عن هذه الصفة المشرفة ونتمسك بمضمونها الوطني الشريف والشجاع.

2- لم يبعدنا ولن يبعدنا عن مطامح شعبنا ومصلحة بلادنا أي شيء مهما كان حجمه.

3- كانت مصلحة ومستقبل بلادنا وشعبنا وحل كل الإشكالات القائمة وبناء الدولة القوية العادلة الهدف الأول في عملنا السياسي والغاية ألأسمى من نشاطنا.

4- إن السياسة بمعناها الوطني النزيه هي شرف وليس سبة. لكنه شرف نبيل لا يرقى إليه هؤلاء اللصوص والمخادعون والعملاء والطائفيون والجهلة الذين أشرت إليهم إعلاه.

5- لأننا سياسيون وطنيون نعلن بكل جرأة ووضوح وشجاعة اصطفافنا الكامل بل الفعال إلى جانب انتفاضة شعبنا العظيمة وملحمته البطولية الرائعة المتمثلة في تظاهراته الجبارة في بغداد وكل المحافظات وصولا إلى إسقاط نظام المحاصصة الطائفية المتخلف والظلامي.

6- ندعو كل الساسيين الشرفاء والمخلصين ممن لا زالت لهم صلة مهما كانت ضئيلة بالنظام السياسي القائم وممن لم تتلطخ أياديهم بفساده وخرابه وجرائمه إلى الإنسلاخ عنه وعن أحزابه وعصاباته والإلتحاق بركب الثورة بعد إدانة النظام وممارساته اللاوطنية.

7- وأخيرا نحن نرى السياسي هو من يعمل على تغيير واقع مجتمعه القائم إلى مجتمع آخر يراه أفضل ويحاول تحقيق ذلك من خلال سبل وآليات نزيهة وسلمية وديمقراطية ويتحمل مسؤولية مواقفه السياسية إن كانت صائبة أم غير صائبة.

عاش العراق القادم من رحم المظاهرات.