18 ديسمبر، 2024 9:50 م

من وأد فتنة ” دعاة الاسلام” ؟

من وأد فتنة ” دعاة الاسلام” ؟

لست معنياً كثيراً بالجوامع والحسينيات والكنائس وما شابهها من دور عبادة،فأنا انظر اليها كأماكن للتعبد بغض النظر عمّن برتادها،سنيّا كان أم شيعياً ،كاثوليكياً أم بروتستانياً،فهي في النهاية اماكن ترويح روحية وتواصل جماعي مع الخالق لترسيخ روح المحبة والتسامح بين البشر فهم اما اخوة في الدين أو نظائر في الخلق.
مايعنيني هي المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن في التعدي على هذه الدور المسالمة ،وآخرها ،محاولة الاستيلاء على جامع “دعاة الاسلام” في بغداد من قبل جماعات مارقة كما اسماها بيان للوقف السني،لكن الحقيقة تكمن في ما وراء هؤلاء المارقين وحجتهم العائدية،رغم انهم ليسوا جهة حكومية كي تحدد عائدية الاملاك والحقوق، وهو مشهد من مشاهد الفوضى في البلاد!
والتعدي على المساجد يبدو كمسلسل واضح الاهداف لاثارة الفتنة برعاية قوى تعيش وتعتاش على موائد الفتن التي جرّبنا للاسف نتائجها الكارثية على جميع العراقيين دون توصيفات للطوائف والملل التي دفعت الثمن!
ويبدو ان الاعتداء الاخير على مسجد ” دعاة الاسلام ” ، فضلا عن هدف الفتنة، فانه يأتي في سياق التأثير الانتخابي وربما حتى الاقتصادي ، كما جاء في تغريدة اولى للشيخ خميس الخنجر “التجاوز على مسجد ” دعاة الاسلام ” في بغداد ومحاولة استخدامه لاغراض اخرى ، انتهاك لقيم الوحدة والتعايش”،مناشدا رئيس الوزراء السوداني بان “يضع حداً للمزيد من المحاولات اليائسة في بث الطائفية والفتنة لغايات انتخابية أو اقتصادية”!
ومن حسنات السوداني استجابته السريعة لمناشدة الخنجر وربما جرى اتصال هاتفي بينهما لمعالجة الموضوع الذي تم وأد فتنته التي اريد لها ان تطل برأسها في بلد انهكته الفتن،حين جرى تحكيم لغة العقل في المعالجة،وهو توصيف واضح في تغريدة ثانية للشيخ الخنجر بعد ان عاد الحق لاهله،واهله هم جميع العراقيين، جاء فيها”لغة العقل وحدها من تبني الدول وتصون وحدتها، شكرا للأخ الرئيس محمد شياع السوداني على وقفته الوطنية في اخماد الفتنة وترسيخ منطق الدولة وشكرا للوقف السني وقيادة العمليات وكل الجهات التي ساهمت.مسجد دعاة الاسلام سيبقى لكل العراقيين”!
وأكد هذا المنطق رئيس الوقف السني مشعان الخزرجي في افتتاح المسجد قائلاً بان ابواب المسجد ” ستبقى مُشرعة لجميع الطوائف العراقية، وأنّ من أهم مرتكزات رسالة بيوت الله هي وحدة الصف واجتماع الكلمة”!
هذا هو المنطق الذي نبحث عنه “جميع الطوائف العراقية ” وما قلناه بداية المقال ، هي اماكن تعبد روحي وليس اماكناً للفرقة والفتنة..
شكراً لكل من وأد الفتنة واطاح برأسها..