-1-
تقام النُصب ” للجندي المجهول” في العديد من الدول ، تخليداً لدوره ، وتثميناً لبطولاته وكفاحه المجيد …
والسؤال الآن :
هل يقتصر أداء الأدوار الخطيرة على الجنود فقط أم يتجاوزهم الى مناحٍ حياتيةٍ مهمة أخرى لها ثقلها في الميزان الصعبة يقوم بها أبطال آخرون يشاطرهم المهمات .
والجواب :
انّ نكران الذات لا ينحصر بالأبطال المقاتلين والجنود وحدهم ،فهناك مروءات ومواقف انسانية ينهض بها رجالٌ لا يحبون الشهرة والظهور ، وانما يحبون ان تكون لهم اليد الطُولى في عمليات انسانيةٍ ذات مردودات ايجابية ، في توفير فرص للخلاص من القهر والعذابات الطويلة …
-2-
والنبل والمروءة عنصران أصيلان في تركيب الشخصية العراقية التي كُتب لها أنْ تُظلم … لا من قبل “الاخرين” فحسب، بل من قبل بعض العراقيين أيضاً ،انطلاقا من أمزجة معيّنة ومماحكات مع العناصر الرديئة التي لا تمثل الاّ نفسها …
-3-
وقد تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبراً يقول :
انّ رجلاً عراقيا مسيحياً يغامر بحياته وينطلق ليشتري من “داعش” النساء المسيحيات والايزيديات اللواتي يعتبرهن تنظيم “داعش” الغادر سبايا حرب ،ويُقدم على بيعهن في سوق النخاسة …
انه يشتريهن ثم يعمد الى تسهيل الطريق أمامهن للعودة الى عائلاتهن.
جاء ذلك في موقع اسمه ( ALETIA ) أليتيا – .
غير أنَّ الموقع لم يفصح عن عدد الفتيات اللواتي تَمَّ انقاذُهن على يد هذا العراقي النبيل، الذي ظهر في (شريط فيديو) وهو ينقذ شابة ايزيدية ليسلمها الى والدها .
-4-
تحية لهذا الانسان العراقي النبيل، الذي اعتبر ” انقاذ ” الحرائر الاسيرات من براثن الاستعباد الداعشي، عملاً تهون من أجله التضحيات بالنفس والنفيس …
-5-
إنّ اللذة التي يحس بها هذا العراقي الاصيل وهو ينجح في نقل احدى الحرائر ، من خندق الاستعباد الى خندق الحرية ، لا تَعْدلُها اللذائذ والمتع المادية كلها .
انّ لها نكهةً متميزةً خاصة لا ترقى اليها سائر اللذاذات الأخرى …
-6-
لم يكن هذا الانسان العراقي النبيل يحرصُ على شيء كحرصه على إنهاء المعاناة المرّة للحرائر العراقيات اللواتي سلبهن الأوغاد من ” داعش” حريتهن وكرامتهن ، وعرّضُوهنّ الى البيع في سوق النخاسة ..!!
وهنا يكمن السحر والسر والارتفاع الى ذروة سامقة تتعانق فيها ألوان باهرة الأبعاد من السمّو والتألق .
واذا خفي علينا اسمُه ، فلن يخفى فِعْلُه وانجازاتُه الرائعة .
وهو بهذا قد نال الوسام الرفيع وكَتَبَ أجملَ صفحاتِ حُسن الصنيع .
-7-
واخيراً :
نقول للمتشائمين وذوي الرأي السلبي في المجتمع العراقي بأسْرِهِ :
كفوّا عن التشاؤم والسلبية …
إنّ وطنكم العراق يحتضن نماذج من الطيّبين كفيلةٌ باعادة الثقة اليكم والى كل المرتابين بالهوية الحقيقية لهذا الشعب الأصيل النبيل .
فالعراق بلدُ العلم والحضارة والمكارم والانسانية ولن يضيره شذوذ الساقطين في أوحال الرذيلة …، ذلك انّ الصراع محتدم بين الفضيلة والرذيلة على مدار التاريخ وفي شتى الأمصار والأعصار …