22 ديسمبر، 2024 10:38 م

من هو المستهدف … داعش أم العمال الكردستاني ؟

من هو المستهدف … داعش أم العمال الكردستاني ؟

كل شيء يتغير في المنطقة ، معادلات سياسية وعسكرية كثيرة تتغير بسرعة فائقة ،قواعد اللعبة تتغير ،ادوار اللاعبين تتغير،كل هذا يحصل في الشرق الاوسط ،إيران أصبحت نووية والسعودية أمست غارقة في وحل اليمن وسوريا لاتزال تحاول ان تبقى صامدة في مواجهة الإرهاب والتشرذم ،والعراق في دوامة الأزمات الأمنية والإقتصادية ،مصر تخوض معارك دموية في سيناء وبدأت تصحو صباح كل يوم على أصوات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ،ليبيا لم تعد دولة وانما كيان بدوي فاشل فقط ، هذا هو حال الشرق الاوسط ، فمالذي يدعو لأن تظل تركيا آمنة ومستقرة ومزدهرة سياحياً واقتصادياً ؟

بعد أحداث التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة سوروتش التركية قبل اسبوعين والذي هز تركيا وحكومتها ،بادرت الطائرات الحربية التركية بهجوم عاجل كرد فعل ضد مواقع داعش في سوريا وللمرة الأولى منذ الأزمة السورية وتألق نجم داعش . فهل أصابت تركيا الأردوغانية صحوة من خطورة داعش وما يشكله من تهديد حقيقي وإن جائت هذه الصحوة متأخرة ؟ ولكي نعطي للموضوع أبعاداً إستراتيجية أكثر ،عودة معنا بالذاكرة الى الاتصال الهاتفي الذي حصل بعد تفجير سوروتش بين الرئيسين الأميركي والتركي والذي تبلورت خلاصته عن ضرورة إنضمام تركيا الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد إن كانت مترددة في الإنضمام الى هذا التحالف، الأمر الذي أعقبه تغيّر كامل في الموقف التركي تماماً ، فها هي تفتح قواعدها العسكرية أمام طيران التحالف الدولي وخصوصاً قاعدة أنجرلك الجوية القريبة من الحدود العراقية فما الذي حصل في السياسة التركية ضد داعش ، وكلنا يعرف من يقف خلف داعش ومن يسهل مرور عناصرها الإرهابية الى كلاً من العراق وسوريا ومن يدعمها ،فضلاً عن معرفتنا بإن هذا التنظيم هو مجرد أداة يستخدمها الآخر في مهام تدميرية لتحقيق أغراض لا شك في أنها مشبوهة ، فهذا التنظيم الإرهابي حين يطرح برنامجاً غير واقعي وغير قابل للتطبيق فهذا يعني وجود أهداف غير معلنة لا تخلو من الريبة والشك . فمن يحرك ماكنة داعش هو من يريد تغيير ديموغرافية المنطقة والقضاء على وحدة مجتمعاتها ،فإذا ما عرفنا ذلك وتمحصنا فيه بشكل دقيق سنعرف ما ستؤول اليه الأوضاع في المنطقة وانها ماضية نحو خارطة جديدة تعيد أمجاد سايكس

بيكو وتُحيَ ذكراها . فالدلائل والأشارات كثيرة على مدى عمق الصلة بين حكومة تركيا الإسلامية الطائفية وتنظيم داعش الإرهابي من حيث تسهيل مرورهم الى الأراضي العراقية والسورية وصولاً لتزويدهم ومدهم بالأسلحة عبر الحدود … مرة أخرى ما الذي حصل …. ما الذي تغيَر ؟

قبل أن أبحث في هذا التساؤل علينا أن نفهم الأهداف السياسية التي تقف خلف الحلف الأردوغاني ـ الداعشي ، فتركيا (أردوغان المتعاطف مع الجماعات السلفية الإرهابية هو وحزبه المتسلط على عرش تركيا منذ 13 عاماً ) يدعم الجماعات الإرهابية في سوريا لمنع تكرار تجربة الأكراد في العراق وحصولهم على إقليم مستقر وإستقلال ذاتي كجزء من تطلعاتهم وأحلامهم ، وبالتالي فأن حالة الفوضى الموجودة الآن ستمنع أو ستسهم على أقل تقدير في إبعاد شبح الطموحات الكردية في المنطقة فضلاً عن الدور الذي تلعبه تركيا كأحد خيوط لعبة تقسيم المنطقة. بقي ان نعود الى التساؤل الأخير ما الذي تغيَر في سياسة تركيا ؟

بموجب الإتفاق الأميركي ـ التركي الأخير فإن تركيا ستسمح للطيران الحربي الأميركي بإستخدام قاعدة أنجرلك الجوية لضرب عناصر داعش في كلاً من سوريا والعراق في مقابل إنشاء منطقة عازلة بعمق 50 كم كدرع واقي تفرضه دواعي الأمن القومي التركي ، وعلى ضوء ذلك سوف يعطي هذا الإتفاق مبرراً للقوات التركية بالتوغل في هذه المنطقة وبالتالي تصفية عناصر تنظيمات حزب العمال الكردستاني التركي تحت ذريعة مواجهة داعش والقضاء عليه وهذا ما يحصل الآن بالضبط في مناطق شمال العراق . فحزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر الأغلبية في الإنتخابات التشريعية مؤخراً يقابله حضور برلماني مميز للقوى السياسية الكردية المتمثلة بحزب الشعوب الديمقراطية من خلال حصوله على (80) مقعداً في البرلمان التركي وهذا يدل على قوة الصوت الكردي داخل المجتمع التركي، لذا ما يحصل هو محاولة أردوغانية بأمتياز لقمع الصوت الكردي في البرلمان من خلال إبعاد كل النواب الأكراد المتعاطفين مع عناصر حزب العمال الكردستاني، وسوف تعطي المنطقة العازلة تفويضا دوليا غير معلن بمهاجمة عناصر تنظيم حزب العمال في شمال العراق وهذا هو جوهر مايحصل فداعش ليس على قائمة المطلوبين لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم وانما المطلوب هو إنهاء وجود الانفصاليين الأكراد الأتراك ، فهل تم سحب أقدام تركيا الى هوة عميقة بلا قاع لإعادتها الى الجحيم الذي يريده الغرب أي الدولة غير المستقرة خصوصاً بعد ان إنتعشت اقتصادياً وهي خارج الإتحاد الأوربي وهناك دولة عضو في الإتحاد الأوربي وهي اليونان قد أشهرت إفلاسها بالكامل ، لذا أعتقد ان على اردوغان وحزبه أن يقرأو

الغرب ونواياه بشكل أكثر دقة وواقعية ، فتركيا ليست بمعزل عن المشاريع التي رسمها سياف الشرق الأوسط برنارد لويس، فلا زلت متمسكاً برأي ثابت يقول إننا سنصحو يوماً ما لنرى خارطة جديدة للشرق الأوسط غير التي لازمت أعيننا منذ نعومة أظفارنا وعند ذاك سنكون أمام واقع جديد وتحديات جديدة .

من هو المستهدف … داعش أم العمال الكردستاني ؟
كل شيء يتغير في المنطقة ، معادلات سياسية وعسكرية كثيرة تتغير بسرعة فائقة ،قواعد اللعبة تتغير ،ادوار اللاعبين تتغير،كل هذا يحصل في الشرق الاوسط ،إيران أصبحت نووية والسعودية أمست غارقة في وحل اليمن وسوريا لاتزال تحاول ان تبقى صامدة في مواجهة الإرهاب والتشرذم ،والعراق في دوامة الأزمات الأمنية والإقتصادية ،مصر تخوض معارك دموية في سيناء وبدأت تصحو صباح كل يوم على أصوات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ،ليبيا لم تعد دولة وانما كيان بدوي فاشل فقط ، هذا هو حال الشرق الاوسط ، فمالذي يدعو لأن تظل تركيا آمنة ومستقرة ومزدهرة سياحياً واقتصادياً ؟

بعد أحداث التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة سوروتش التركية قبل اسبوعين والذي هز تركيا وحكومتها ،بادرت الطائرات الحربية التركية بهجوم عاجل كرد فعل ضد مواقع داعش في سوريا وللمرة الأولى منذ الأزمة السورية وتألق نجم داعش . فهل أصابت تركيا الأردوغانية صحوة من خطورة داعش وما يشكله من تهديد حقيقي وإن جائت هذه الصحوة متأخرة ؟ ولكي نعطي للموضوع أبعاداً إستراتيجية أكثر ،عودة معنا بالذاكرة الى الاتصال الهاتفي الذي حصل بعد تفجير سوروتش بين الرئيسين الأميركي والتركي والذي تبلورت خلاصته عن ضرورة إنضمام تركيا الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد إن كانت مترددة في الإنضمام الى هذا التحالف، الأمر الذي أعقبه تغيّر كامل في الموقف التركي تماماً ، فها هي تفتح قواعدها العسكرية أمام طيران التحالف الدولي وخصوصاً قاعدة أنجرلك الجوية القريبة من الحدود العراقية فما الذي حصل في السياسة التركية ضد داعش ، وكلنا يعرف من يقف خلف داعش ومن يسهل مرور عناصرها الإرهابية الى كلاً من العراق وسوريا ومن يدعمها ،فضلاً عن معرفتنا بإن هذا التنظيم هو مجرد أداة يستخدمها الآخر في مهام تدميرية لتحقيق أغراض لا شك في أنها مشبوهة ، فهذا التنظيم الإرهابي حين يطرح برنامجاً غير واقعي وغير قابل للتطبيق فهذا يعني وجود أهداف غير معلنة لا تخلو من الريبة والشك . فمن يحرك ماكنة داعش هو من يريد تغيير ديموغرافية المنطقة والقضاء على وحدة مجتمعاتها ،فإذا ما عرفنا ذلك وتمحصنا فيه بشكل دقيق سنعرف ما ستؤول اليه الأوضاع في المنطقة وانها ماضية نحو خارطة جديدة تعيد أمجاد سايكس

بيكو وتُحيَ ذكراها . فالدلائل والأشارات كثيرة على مدى عمق الصلة بين حكومة تركيا الإسلامية الطائفية وتنظيم داعش الإرهابي من حيث تسهيل مرورهم الى الأراضي العراقية والسورية وصولاً لتزويدهم ومدهم بالأسلحة عبر الحدود … مرة أخرى ما الذي حصل …. ما الذي تغيَر ؟

قبل أن أبحث في هذا التساؤل علينا أن نفهم الأهداف السياسية التي تقف خلف الحلف الأردوغاني ـ الداعشي ، فتركيا (أردوغان المتعاطف مع الجماعات السلفية الإرهابية هو وحزبه المتسلط على عرش تركيا منذ 13 عاماً ) يدعم الجماعات الإرهابية في سوريا لمنع تكرار تجربة الأكراد في العراق وحصولهم على إقليم مستقر وإستقلال ذاتي كجزء من تطلعاتهم وأحلامهم ، وبالتالي فأن حالة الفوضى الموجودة الآن ستمنع أو ستسهم على أقل تقدير في إبعاد شبح الطموحات الكردية في المنطقة فضلاً عن الدور الذي تلعبه تركيا كأحد خيوط لعبة تقسيم المنطقة. بقي ان نعود الى التساؤل الأخير ما الذي تغيَر في سياسة تركيا ؟

بموجب الإتفاق الأميركي ـ التركي الأخير فإن تركيا ستسمح للطيران الحربي الأميركي بإستخدام قاعدة أنجرلك الجوية لضرب عناصر داعش في كلاً من سوريا والعراق في مقابل إنشاء منطقة عازلة بعمق 50 كم كدرع واقي تفرضه دواعي الأمن القومي التركي ، وعلى ضوء ذلك سوف يعطي هذا الإتفاق مبرراً للقوات التركية بالتوغل في هذه المنطقة وبالتالي تصفية عناصر تنظيمات حزب العمال الكردستاني التركي تحت ذريعة مواجهة داعش والقضاء عليه وهذا ما يحصل الآن بالضبط في مناطق شمال العراق . فحزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر الأغلبية في الإنتخابات التشريعية مؤخراً يقابله حضور برلماني مميز للقوى السياسية الكردية المتمثلة بحزب الشعوب الديمقراطية من خلال حصوله على (80) مقعداً في البرلمان التركي وهذا يدل على قوة الصوت الكردي داخل المجتمع التركي، لذا ما يحصل هو محاولة أردوغانية بأمتياز لقمع الصوت الكردي في البرلمان من خلال إبعاد كل النواب الأكراد المتعاطفين مع عناصر حزب العمال الكردستاني، وسوف تعطي المنطقة العازلة تفويضا دوليا غير معلن بمهاجمة عناصر تنظيم حزب العمال في شمال العراق وهذا هو جوهر مايحصل فداعش ليس على قائمة المطلوبين لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم وانما المطلوب هو إنهاء وجود الانفصاليين الأكراد الأتراك ، فهل تم سحب أقدام تركيا الى هوة عميقة بلا قاع لإعادتها الى الجحيم الذي يريده الغرب أي الدولة غير المستقرة خصوصاً بعد ان إنتعشت اقتصادياً وهي خارج الإتحاد الأوربي وهناك دولة عضو في الإتحاد الأوربي وهي اليونان قد أشهرت إفلاسها بالكامل ، لذا أعتقد ان على اردوغان وحزبه أن يقرأو

الغرب ونواياه بشكل أكثر دقة وواقعية ، فتركيا ليست بمعزل عن المشاريع التي رسمها سياف الشرق الأوسط برنارد لويس، فلا زلت متمسكاً برأي ثابت يقول إننا سنصحو يوماً ما لنرى خارطة جديدة للشرق الأوسط غير التي لازمت أعيننا منذ نعومة أظفارنا وعند ذاك سنكون أمام واقع جديد وتحديات جديدة .