22 ديسمبر، 2024 2:10 م

كلمة المرجع او المرجعية تكاد تكون حديثة وقد يكون اول من اطلقت عليه هو السيد السيستاني حالما سقط نظام الطاغية ، نعم هنالك كتاب لعادل رؤوف عنوانه مرجعية الميدان ، ولكن بالمفهوم المتعارف عليه اليوم باعتباره الجهة العليا لرجوع اغلب الشيعة اليه تكاد تكون حديثة على حد علمي باقل تقدير.

سابقا كانت التسمية زعيم الحوزة كما هو عليه السيد ابي القاسم الخوئي وكذلك شيخ الطائفة واية الله العظمى ، واما من كتب حديثا عن علماء الشيعة فيكتب عبارة المرجع ، ولكن بماهو عليه اليوم يكاد يكون مستحدث .

غايتنا ليست من عبارة المرجع ولكن عن تاريخ حوزة النجف او قم وزعمائها ، كانت هنالك شخصية علمائية يكون الرجوع اليها ولا يوجد اي تشتت ، نعم تتدخل الحكومات في بعض الاحيان لمحاولة يائسة في التلاعب بهذه القيادة التي لم ولن تخضع لاي حكومة منذ الغيبة الكبرى والى الان ، مسالة المرجعية العربية والفارسية مسالة يعمل عليها عملاء الصهيونية اعداء المذهب ، ولان المرجع يكون اختياره وفق مميزات معينة ولا توجد جهة رادعة او مانعة لمن يدعيها فمن السهولة ان تجد الحكومات العميلة لمن تسول نفسه ليعلن انه مرجع .

عندما يبعث شاه ايران المقبور رسالة تهنئة للسيد الحكيم لزعامته الحوزة ليست غايته الزعامة ولكن لابعادها عن ايران ، وفي الوقت ذاته عندما يستهدفها طاغية العراق في العراق ليست غايته العروبة والعربية بل اختراق المرجعية ولو ان السيد محمد باقر الصدر قدس سره وافقهم الراي بمؤامرتهم لنصب زعيم الشيعة بين ليلة وضحاها ولكنه دفع دمه ثمنا من اجل وحدة الشيعة .

الدراسة والتحصيل العلمي ونيل مرتبة الاجتهاد ليست حكرا على احد عندما يقتحمها اي شخص راغبا بها وباصولها ، وحتى عند اتقانها فهنالك صفات الهامية او فطرية تساهم في خلق شخصية المجتهد وجعله يتربع على كرسي الاعلمية .

من جانب اخر لم يسبق لتاريخ الحوزة ان ظهر مجتهد ليعلن اجتهاده وتصديه للفتوى والاعلمية وزعامة الحوزة فان هكذا امر غير مالوف ، ونلاحظ ان من قد يخلف الاصل ان المقلدين وبطريقة فطرية يلتفون حوله ويكون محل ثقتهم .

المؤسف له وعليه عندما تتعدد المرجعيات فان الاتباع ينال احدهم من الاخر بينما الحقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار ، هنالك قصص وحكايات عن علماء اجلاء لا يتسرب الشك الى اعلميتهم الا انهم آثروا الانعزال والهروب من الزعامة لما فيها من تكاليف شرعية خطيرة ، وتكون الغرابة هنا عندما ياتي من يريد ان يقتحمها ويدعيها لنفسه ، لسنا بصدد التشكيك بالعلمية ولكن بخطورة الامر الذي يهرب منه العلماء الاجلاء فياتي من يستسهل اقتحامه .

حكايات الاستعمار والحكومات العميلة التي حاولت وبشتى الطرق شراء ذمة زعماء الحوزة بالمال كثيرة وكلها باءت بالفشل ومنها مثلا بعد توسل نوري السعيد بالسيد الاصفهاني لمقابلة المندوب الانكليزي وموافقته على ذلك، تبرع المندوب الانكليزي للسيد مبلغ عشرة الاف دينار ، فقبلها السيد وتبرع بها الى العوائل المسلمة من الهنود الذي قتلوا مع الانكليز ، فصفع المندوب الانكليزي صفعة لم يتوقعها فقال الانكليزي بالحرف الواحد : جئنا لنشتريه فاشترانا .

هذه المكانة المرموقة لحوزة الشيعة لازالت محل تآمر من قبل الامريكان اليوم وهي لا تكل ولا تمل بعدما فشلت فشلا ذريعا في الاعلام للنيل منها فانها تلجا لان تجد من يحاول تفرقة الشيعة من خلال اشخاص يدعون الاعلمية والتلاعب بعقول الناس .

حتى لا يفهم المعنى خطا فالكل لهم حق المعرفة والاجتهاد فالمسلم اما مجتهد او محتاط او مقلد ، والمجتهد ليس بالضرورة واحد فالحوزات التي تدرس ماذا يتخرجون منها بعد اتقان علومها بكل تفاصيلها وحيثياتها ؟