18 ديسمبر، 2024 8:15 م

من هو المتسبب بدمار العراق الشعب ام السياسيين ؟

من هو المتسبب بدمار العراق الشعب ام السياسيين ؟

سؤال يصعب جدا الاجابة عليه ولايمكن لاي محلل او خبير بشؤون العراق ان يجد الجواب وذلك لتشعب الازمة السياسية والاجتماعية والفكرية التي يمر بها العراق ,ولكن بقراءة بسيطة لدور كل واحد عن الاخر سنوزع السبب على مستحقيه .

يقولون علماء السياسة ان الشعب وبحسب معنى الديمقراطية هو مصدر السلطات وهو الذي يحكم نفسه بنفسه وهذا هو ماحاصل في العراق منذ 2005 ولحد الان ,فالشعب وبحسب العملية الديمقراطية والتي تجري كل اربع سنوات (الانتخابات النيابية ) هو الذي ينتخب من يمثله ويضع ثقته المطلقة به ويرجوه ان يؤدي دوره في خدمته والحفاظ على خقوقه وحريته وكرامته ,وخلال هذه الدورات الانتخابية افرزت العملية عن اناس لم يلتزموا بعهد وميثاق مع ممثيلهم وهذا ما انعكس سلبا على الشارع والواقع العراقي فتحول البلد بحكم وجود هؤلاء السياسيين غير المهنيين وغير الوطنيين الى ساحة احتراب وخراب على كل المستويات وحتى قسم من السياسيين الذين هم بدرجة جيدة من الوفاء والولاء للبلد لم يستطيعوا اصلاح الحال وتصحيح المسيرة لقلتهم وضياع اصواتهم وسط الضجيج الموجود ,اذن هنا الشعب لم يستطع اختيار الكفوءين لتمثيله في المقام السياسي الاول ولم يحاسبهم بعد ان ثبت فشلهم في عملهم لخدمة العراق ,فهو اذن يتحمل نصف السبب كاملا لانه اعطلى مقادة الامور لاشخاص لاينتمون بشعورهم الوطني الى الوطن وهنا لابد من القول ان الشعب هو الذي رسم خرابه بنفسه فبحث في اختياره لممثليه عن العرق والطائفة والدين والمذهب والطائفة وابتعد عن المهنية والكفاءة والوطنية .

قلنا فيما سبق ان الشعب يتحمل نصف السبب في الخراب والدمار اما النصف الاخر فيتحمله السياسيين الذين تم انتخابهم لقيادة ركب السفينة ,فهم ليسوا بمؤتمنين على الامانة (طبعا عدا قلة قليلة ليس بيدها شيء وصوتها غير مسموع )وغير كفوئين اتوا عن طريق الانتخابات بطريقة غير وطنية بالمرة فتم انتخابهم بحسب انتماءاتهم وليس بحسب وطنيتهم وحرصهم على بلدهم ,وهنا لعبت عملية الانتماء الجزئي دورها واسهمت في جعل دوائر الدولة ملاذات لهكذا اصطفافات فكل ياتي بالذي منه وان لم يكن متعلما واعيا كفئا المهم ان يستطيع جمع اكبر شيء من المبالغ وسرقتها وتحويلها لصالح الجزء الذي هو منه ولايهم الوطن ,فتم بعثرة الاقتصاد وضياعه بشكل مريع وايضا تم تخريب الانظمة والقوانين المقرة من السلطة التشريعية وعدم الالتزام بها بل وصل الاستهتار ان يتصرف المسؤول عكس القانون كما يفعل الان محافظ كركوك برفضه قرار مجلس النواب بانزال العلم الكردي من دوائر محافظة كركوك ,ايضا اسهموا هؤلاء السياسيون في ضياع اراضي العراق وسلموها بغبائهم لاعتى ارهاب دولي (داعش )في العالم ولم يعرفوا كيف يستردوها فضاعت ثلث اراضي البلد لعدم المهنية والوطنية في الاختيار ,اما تحويل الثروات فلا حرج في القول ان اغلبهم صنع وطنا اخر له خارج العراق باموال العراق وشعبه ولم يعد يهم هان عاش الشعب او مات ,كذلك ارتماء اغلبهم في احضان الدول الاقليمية لتخطط وتفكر لهم كيف يمعنون خرابا ودمارا بالعراق , من هنا اقول ان المسؤولية في الخراب مشتركة ومناصفة بين السعب وسياسييه فهل سيستمر الشعب باختيار هذا النوع من السياسيين في الانتخابات القادمة ويسير البلد من دمار الى اخر ام ستنتفض عنده الروح الوطنية ويلغي هؤلاء من الوجود ؟ سؤال يحيب عنه الشعب الكريم ولو اني اعرف اجابته بحسب المعطيات التي اراها اليوم بان الشعب سيعيد انتخاب الناس وفق انتماءاتهم الضيقة وليس وفق المصلحة الوطنية والسبب هو انعدام الثقة بين مكونات الشعب وانتفاء روح المواطنة والايثار لديه .

اتمنى ان ينتبه الشعب ويحكم نفسه بنفسه وفق الضوابط الصحيحة ليمارس دوره في الحياة الانسانية.