الكل يعلم بأن العراق قد قسم الى طوائف وقوميات متعددة بعد الاحتلال الامريكي له وظهر ذلك جليا في مجلس الحكم ، وهذا هو ديدن الامريكان دائما . فلا عجب . ولكن ان يسير ابناء الشعب الواحد على نفس هذا المنوال بل اكثر منه ايغالا بالتقسيم والتبعية
فأن هذا يفوق التصور والمألوف . وبالرغم من ان اغلب السياسيين يدينون المحاصصة والطائفية الا اننا نراهم طائفيون حتى العظم . . ومما زاد الطين بلة اننا نجد اقلاما مشهودا لها بالوطنية والتقدمية تكتب بنفس طائفي ايضا . اليس الحري بنا قبل ان نكتب ، التفكير بوقع الكتابة على القارئ وتحفيزه نحو الوطنية العابرة للاثنية والطائفية ، وهذا ادنى واجب على الكتاب والمثقفين تجاه جمهورهم المخدوعين بالاعلام الزائف والشعارات البراقة المشبوهة .
وفي موضوعنا هذا سنستعرض الطائفيون في المشهد العراقي السلطوي والشعبي .:
١-;– التحالف الوطني . . هو تحالف شيعي لاعلاقة له بالاسم الوطني … وان اغلب اعضاءه يستلمون التعليمات من خلف الحدود ، ومن ايران بالذات.
٢-;– تحالف القوى الوطنية .. هو تحالف سني لاعلاقة له هو الاخر بالوطنية . ..واغلب اعضاءه يستلمون التوجيهات من قطر او تركيا او السعودية او الامارات .
٣-;– التحالف الكوردستاني . . الذي يجمع الحزبين الكبيرين . الاتحاد الوطني بزعامة الطالباني. . . الذي يميل الى الشيعة والى ايران . والحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة البارزاني الذي يميل الى السنة والى تركيا . اضافة الى التغيير والاسلامي اللذين يميلان الى ايران وتركيا ايضا وما يتبعهما من توجهات طائفية منظورة تارة ومستترة تارة اخرى .
٤-;– الحشد الشعبي . . هو جيش من الميليشيات الشيعية المتطرفة الموالية الى ايران . ويحاول ضم بعض افراد السنة لابعاد الشبهة الطائفية دون جدوى .
٥-;– حشد العشائر . . . ويضم مقاتلين من عشائر سنية بحته في كل من الرمادي والموصل . وهو حشد سني برعاية امريكية .
٦-;– الشيوعيون السابقون والتقدميون . . . اغلب قواعدهم من الشيعة . وينحازون على الارجح الى ايران وروسيا . ربما لكونهم ضد الفكر العربي اولا وضد امريكا ثانيا . ويستثنى من ذلك قياداتهم ومفكريهم من الخط الاول .
٧-;– القوميون العرب بالمفهوم الواسع .. هذه الحركات لا نكاد نسمع عنها شيئا وقد انقسمت جماهيرهم كل الى الفكر الطائفي الذي ينتمي اليه .
٨-;– تنظيم الدولة او داعش . . وهو تنظيم سني طائفي متطرف مدعوم من دول وتنظيمات مخابراتية متعددة . توسع على حين غفلة وبطريقة غامضة .
من هذا المشهد الطائفي المعقد الذي ابتلينا به في العراق يتبين لنا عظم الكارثة التي وقعنا بها والتي لا يمكن حلها او تصحيحها بقرارات او باصلاحات شكلية ، وهي اخذة بالتجذر يوما بعد يوم مما يتطلب ازالة كل هذه التحالفات والتكتلات بعملية قيصرية كبيرة وعاجلة .
ورب ساءل يسأل عما اذا كان السيد العبادي يستطيع الانقلاب على حلفائه والبدء بمرحلة جديدة وبمساعدة الامريكان . فأننا نقول ان هذا يتعارض مع واقع حال العبادي فهو رجل مسلوب الارادة لا يملك الا وعودا غير قابلة للتحقيق . كما ان الامريكان لا يمكن الوثوق بهم اللهم الا اذا كانت مصلحتهم تقتضي فصل العراق عن ايران ، وهذا لا يحصل في فترة حكم اوباما الذي يريد تسيير القطار بالفحم !
ولكننا نعتقد بأن تغيير الواقع السوري سيؤثر حتما على الواقع العراقي . كما ان تقسيم العراق الى اقاليم ثلاث هو اقرب الى الواقع ، لأن مسيرة الاعوام اللاحقة للاحتلال الامريكي قد نسفت التحالف الشيعي الكردي. ، كما نسفت ثقة اهل السنة بالاحزاب الشيعية المتنفذة .
وسواء نشأت الاقاليم ام لا فأن السلطة القائمة في العراق ايلة الى السقوط لا محالة . وذلك بسبب تدهور الاوضاع المالية باستمرار ، مما سيدفع بالمنتفعين الى مغادرة سفينة السلطة الغارقة. والمتبقي منهم ستكتسحهم ثورة الجياع من الغالبية الشيعية في الوسط والجنوب لانهم كانوا الادوات والضحية في الوقت نفسه . وهم اسوة بمكونات الشعب العراقي لم ينالهم اي نصيب من السلطة المحسوبة عليهم . . وعندئذ فقط سيدرك الجميع ان التحزبات والتكتلات الطائفية المشبوهة والتي انساقوا اليها لم ولن تستطيع بناء دولة باي شكل من الاشكال .
وان غدا لناظره قريب