اكبر مستثمر للنفط في كركوك والعراق
لايحب الظهور في وسائل الإعلام، قلما تجده يتحاور مع الصحفيين، بالرغم من أنه من أحد الاثرياء ومن أصحاب رؤوس الاموال، الا أن معظم الناس لايعرفون عنه الا النزر اليسير، اسمه ( باز كريم البرزنجي) تجاوز الخمسين عاما من عمره ،وهو من أهالي محافظة أربيل، أسس في عام 1999 أول شركة له وعمل في قطاع البناء ، وعمل فترة مع وكالة الاغاثة التابعة للامم المتحدة، مصادرأخرى تشيرالى أن الرجل اسس شركته الاولى في عام 1992.بعد سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 ، سنحت الفرصة لشيخ باز لكي يصبح من أحد الاثرياء والرجال المعروفين، حيث عمل مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) في مجال إعمار العراق، وعمل مع الشركات التركية في هذا المجال أيضا، تم تداول أسمه في أحدى وثائق (ویكلیلیكس) المسربة. في لقاء له مع أحدى وسائل الإعلام الغربية، قال الشيخ باز حول شركة (كار النفطية) التي يملكها،” كانت الحكومة قبل سقوط النظام في عام 2003 هي من تدير القطاع النفطي، بعد سقوط النظام تغيرت الستراتيجية الى ضرورة إشراك القطاع الخاص في المشاريع النفطية، لذلك شكلنا مجموعة (كار) وقررنا المشاركة في العملية، ودخلنا في مناقصة لوزارة النفط الاتحادية واستطعنا الفوز بالمناقصة والاستثمار في حقل ( خورملة) النفطي، وكنا أول شركة خاصة تحصل على عقد إستثمار في القطاع النفطي بالعراق. وفق المعلومات التي حصل عليها ( DRAW )، يعود تاريخ عمل الشيخ باز في القطاع النفطي الى ما قبل عام 2004 ، وبالأخص الى فترة التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان يسكن مع عائلته العاصمة العراقية بغداد، بحسب المعلومات كان الباز من أحد الوسطاء بين النظام العراقي السابق والحزب الديمقراطي الكوردستاني، إذبان أحداث ( 31 ئاب 1996)، حيث كان يقوم بنقل النفط من الحقول العراقية من خلال الصهاريج الى الحدود التركية عن طريق منفذ (ابراهيم خليل) الحدودي عندما كان الحصار الدولي مفروضاعلى العراق انذاك. يسيطر الشيخ باز وشركته حاليا على الانبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان الممتد الى ميناء جيهان التركي، شركة ( كار) تملك نسبة ( 40%) من الانبوب، و( 60%) من ملكية الانبوب تعود الى شركة ( روزنفت) الروسية، ويمتد الانبوب داخل أراضي كوردستان لمسافة (221) کیلومترا حتى منطقة (فيشخابور) قرب الحدود مع تركيا، وتتقاسم شركتا ( كار) و( روزنفت) الروسية ملكية هذا الجزء، وفق تقرير شركة ( ديلويت) حققت حكومة إقليم كوردستان عائدات بقيمة( 4.1 مليار) دولار أميركي من مبيعات تصدير النفط الخام خلال النصف الأول من عام 2021. بعد سداد المدفوعات لمنتجي النفط ومشغلي خطوط الأنابيب والسداد للمشترين، احتفظت حكومة إقليم كوردستان بصافي الإيرادات من مبيعات النفط الخام البالغة ( مليار و 737 مليون) دولار أمريكي، ودفعت مامقداره (454 ملیون و 413 الف و 772) دولار اي مانسبته (11.1%) من المجموع الكلي للعائدات كأجور نقل النفط عن طريق انوب نفط كوردستان، اي أن (40%) من أجمالي الاجور ذهبت الى شركة (الشيخ باز)، حيث انه حصل خلال هذه المدة فقط على (181 ملیون) دولار، أي( مليون) دولار يوميا و( 30 مليون دولار) شهريا و( 360 مليون دولار) في السنة، تدير شركة كار حقل ( خورملة) النفطي، وينتج هذا الحقل يوميا (175 هەزار) برميل نفط، وبلغت العائدات النفطية لهذا الحقل الشهر الماضي (400 ملیون) دولار، يقع حقل خورملة في المناطق المتنازع عليها، الا أنه بالرغم من ذلك يقع تحت سيطرة الاقليم، بعد ظهور تنظيم داعش في عام 2014 وإنهيار القوات العراقية، سيطرة التنظيم على تلك المناطق، وقامت قوات البيشمركة بتسنم زمام الامور ووسيطرت على معظم تلك المناطق ومن ضمنها محافظة كركوك، وكانت هذه فرصة ذهبية لشركة ( كار) المملوكة لشيخ باز، حيث تمكن في إطار إتفاق مع الحكومة العراقية من ادارة حقلي ( هافنا) و( باي حسن) النفطيين في المحافظة، و قامت الشركة بتصدير 300 الف برميل نفط من هذين الحقلين عبر أنبوب نفط كوردستان الى ميناء جيهان التركي، بعد أحداث 16 تشرين الاول 2017 وعودة القوات العراقية الى تلك المناطق، انسحبت (شركة كار) من العمل في حقول كركوك، ولكن ليس بشكل نهائي، بحسب معلومات( DRAW )، الشركة مازالت تعمل مع شركة نفط كركوك ضمن إطار إتفاق مع وزارة النفط العراقية، حيث تقوم الشركة بتصفية ( 100) الف برميل من نفط كركوك يوميا من خلال مصفى( كلك) التابع لها ومن ثم تقوم بإرسال الانتاج الى محافظة نينوى، وتحصل الشركة مقابل تصفية كل برميل على( 10 ) دولارات، وتصل إيرادات المصفى شهريا الى ( 30 مليون) دولار. إضافة الى ذلك تقوم شركة ( كار) بنقل( 90) الف برميل من نفط حقول كركوك عبر انبوب نفط إقليم كوردستان المملوك لها، الى ميناء جيهان التركي وتحصل مقابل نقل كل برميل على ( 10) دولارات ايضا ،أي ( 27) مليون دولار شهريا. الشيخ باز خريج الكلية التقنية ولايملك أي شهادة خاصة بمجال النفط ، الذين يعرفونه عن قرب، يصفونه بأنه شخص معطاء ويقدم يد الخيروالعون الى الفقراء والمحتاجين، عرف سابقا بأنه من أحد الاشخاص المقربين من رئيس الاقليم الحالي نيجيرفان بارزاني، بعد تشكيل الكابينة الوزارية التاسعة وترأس مسرور بارزاني رئاسة الحكومة، أصبح من المقربين من الاخير، بالرغم إتهامه سابقا من قبل مسؤولي الديمقراطي الكوردستاني بالفساد، في 24 تشرين الثاني من عام 2019، اجتمع مسروربارزاني مع وفد حكومة إقليم كوردستان المفاوض مع الحكومة الاتحادية حول النفط والموازنة، كان الشيخ باز من احد الحاضرين في الاجتماع، ظهور الباز في الاجتماع اصبح مادة إعلامية دسمة لوسائل الاعلام، حيث ربط ظهوره في الاجتماع بتسنمه لوزارة الثروات الطبيعية، وأن يكون بديلا للوزير المستقيل أشتي هورامي، ولقد وصف حينها وزيرالمالية الحالي في حكومة إقليم كوردستان أوات شيخ جناب ( الشيخ باز ) وقال عنه،” ياليت لوكان لديناعدة أشخاص أخرين كالشيخ باز،انه يملك امكانيات وخبرات كبيرة “، وصف وزير المالية للشيخ باز، يشبه كثيرا الوصف الذي وصف به سكرتير المكتب السياسي للديقراطي الكوردستاني فاضل ميراني لوزير الثروات الطبيعية السابق في حكومة الاقليم اشتي هورامي، عندما وصفه بأنه ،” الاكفأ والاذكى من بين وزراء النفط في منطقة الشرق الاوسط”.