20 ديسمبر، 2024 8:04 ص

من هو الذي جعل الغدير عيدا واحتفل به ؟!

من هو الذي جعل الغدير عيدا واحتفل به ؟!

ان اول من جعل يوم الغدير عيدا هو الرسول الاعظم محمد (صلى) بقوله:يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي على بن أبى طالب علما لأمتي ، يهتدون به من بعدي و هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين و أتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا.( أمالي الصدوق: 125،ح 8) وقال النبي (صلى ) الله عليه هنئوني هنئوني إن الله تعالى خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالإمامة (عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه ), واول من احتفل بعيد الغدير الصحابين ابو بكر وعمر …حيث ان النبي (صلى) جلس في خيمة واجلس عليا (ع) في خيمة اخرى وامر الناس بان يدخلوا ويهنئوا عليا في خيمته فقالا بخ بخ لك يبن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات) (ابن خاونده – روضة الصفا 1-173) (تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص75 ط1 بيروت).
واقتفى أثر النبيّ الأعظم (صلى) أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب  (ع) نفسه فاتّخذه عيدآ، وخطب فيه في الكوفة سنة اتّفق فيه يوم الغديروالجمعة ، فقال: (ان الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم احدهما الا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعته ويقفكم على طريق رشده ويقفو بكم اثار المستضئين بنور هدايته …الى ان يقول فلا يقبل توحيده إلّا بالاعتراف لنبيّه  (ص)  بنبوّته ، ولا يقبل دينآ إلّا بولاية من أمر بولايته ، ولا تنتظم أسباب طاعته إلّا بالتمسّک بعصمه وعصم أهل ولايته ) الأمالي للصدوق : 188 / 197 ، بشارة المصطفى : 23 ، الإقبال : 2 / 264 ، التحصين لابن طاووس : 550 / 12 ،روضة الواعظين : 115 , نهج البلاغة لابن ابي الحديد في خطبة الجمعة والغدير.
وقد روي عن الإمام الحسين ( ع ) : اتفق في بعض سني أمير المؤمنين ( ع ) الجمعة والغدير ، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله ، وأثنى عليه ثناء لم يتوجه إليه غيره (مصباح المتهجد : 752 – 758 – 843) فليس هناك شك بان الحسين (ع) سيتبع اباه في الاحتفال وتعظيم يوم الغدير.
لقد كان الامام عليا (ع) دائم الاحتجاج بيوم الغدير ولم يقتصر الامر على الاحتفال به فقد احتج به يوم الشورى (الفخر الرازي المتوفّى 606-  نهاية العقول مخطوط ) واحتج بحديث الغدير أيّام خلافة عثمان ( فرائد السمطين ، الحمّوئي: 1 / 312 ح 250) واحتج به ايام خلافته (السنن الكبرى ، للنسائي) واحتج به في واقعة الجمل: (المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري)لقد اشار المسعودي المتوفى 346هـ: « بان أبناء علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم»(التنبيه والأشراف ص 221) عن سالم : سألت أبا عبد الله ( ع ) : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة . قلت : وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (الكافي : 4 – 149 – 3).
عن الطرسوسي : أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته ، وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقديمه (مصباح الزائر 154)
عن الإمام الرضا ( ع ) : إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها . قيل : ما هذه الأيام ؟ قال : يوم الأضحى ، ويوم الفطر ، ويوم الجمعة ، ويوم الغدير ، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب (الإقبال : 2 – 260)
 من عظمة هذا اليوم ان من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا (الخطيب البغدادي  في تاريخه 8 : 290)
 ان اليهود قالت لعمر بن الخطاب : لوعلينا معاشر اليهود نزلت هذه الاية – اليوم اكملت لكم دينكم – ونعلم اليوم الذي انزلت فيخ لاتخذنا ذلك اليوم عيدا (صحيح مسلم ج4).
خلاصة لماذا 18 ذي الحجة اصبح عيدا ؟! الجواب لانه احتوى على مناسبات عظيمة فهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على السّحرة، وجعل الله تعالى النّار فيه على ابراهيم الخليل برداً وسلاماً، ونصب فيه موسى (ع) وصيّه يوشع بن نون، وجعل فيه عيسى (ع) شمعون الصّفا وَصيّاً له، واشهد فيهِ سليمان (ع) قومه على استخلاف آصف بن برخيا، وآخى فيه رسول الله (صلى) بين أصحابه اضافة الى تولية الامام علي (ع) في هذا اليوم.
فمن ينكر عيد الغدير سينكر هذه المناسبات جميعا ؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات